سباق الرئاسة بين هاريس وترامب يضع مستقبل الطاقة المتجددة على المحك، مع تهديد ترامب لمشاريع الرياح والسيارات الكهربائية.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، أظهرت استطلاعات الرأي تساوي ترامب مع كامالا هاريس في السباق نحو البيت الأبيض.
فيما أبدا قادة الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا الخضراء مخاوفهم من أن رئاسة جديدة لدونالد ترامب قد تضر بشكل كبير بصناعة طاقة الرياح البحرية في الولايات المتحدة وتبطئ التوسع في المركبات الكهربائية، مما يهدد جهود البلاد لتصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة تستطيع المنافسة مع الصين.
تهديدات لقطاع الطاقة المتجددة
تصاعدت الجهود في الصناعة والمجموعات البيئية لتعزيز فرص هاريس من خلال تنظيم فعاليات جمع التبرعات وتمويل الحملات الإعلانية والتحذير من المخاطر السياسية التي تواجه هذا القطاع. حسب ما نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أمس 13 سبتمبر 2024.
قال كريستوفر ماكراي هام، مدير طاقة الرياح البحرية في شركة EnergyRe، التي تشترك في تطوير مشروع طاقة رياح كبير قبالة ساحل نيو جيرسي مع شركة Invenergy، أن هناك “فرصة كبيرة” لأن يقوم ترامب بمحاولة إغلاق الصناعة وربما إلغاء التصاريح.
دعم ترامب للوقود الأحفوري
في مناظرة هذا الأسبوع في فيلادلفيا، أعاد ترامب التأكيد على دعمه للوقود الأحفوري وانتقاده للتقنيات المتجددة، حيث هاجم سياسات هاريس في مجال الطاقة بشدة.
وأشار إلى أن الاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية يتطلب موارد ضخمة، مشيرًا بسخرية إلى أنه “معجب كبير بالطاقة الشمسية”.
قلق في صناعة الطاقة المتجددة
الهجمات التي شنها ترامب على الطاقة الخضراء أثارت قلق العاملين في قطاع الطاقة المتجددة، الذين يتسابقون للحصول على الموافقات الحكومية والتمويلات قبل انتخابات 5 نوفمبر.
المستثمرون يراقبون الحملة لمعرفة ما إذا كانت الإعفاءات الضريبية والدعم المالي الذي قدمته إدارة بايدن سيتم إلغاؤها إذا فاز ترامب.
تأثير اقتصادي سلبي
قال ديسموند ويتلي، الرئيس التنفيذي لشركة Beam Global المتخصصة في شحن المركبات الكهربائية، أن هناك اعتقادًا في وول ستريت بأن فوز ترامب سيعني “نهاية” للشركات الخضراء مثل شركته، على الرغم من أن هذا ليس دقيقًا. ومع ذلك، يؤثر ذلك بشكل سلبي على أسعار أسهمهم.
ووعد ترامب بوقف جميع مشاريع طاقة الرياح البحرية في “اليوم الأول” من رئاسته، وأشار إلى أنه سيقوم بإنهاء ما وصفه بـ”الخدعة الخضراء الجديدة”، في إشارة إلى السياسات البيئية التي تتبناها إدارة بايدن مثل قانون خفض التضخم.
إعاقة الاستثمار البيئي
أوضح مارك براونستين، نائب الرئيس في منظمة صندوق الدفاع البيئي، أن إدارة ترامب مع دعم الكونغرس المتعاون قد تعرقل استثمارات ضخمة في القطاع الأخضر.
مشيرًا إلى أن الإدارة السابقة أعاقت تقدم الابتكار والاستثمارات في الولايات المتحدة، بينما تمضي الصين في تعزيز استثماراتها الخضراء لدفع عجلة اقتصادها.
دعم هاريس والضغط على الناخبين
أطلقت عدة مجموعات بيئية، من بينها صندوق الدفاع البيئي، حملة إعلانية بقيمة 55 مليون دولار لدعم هاريس في الولايات المتأرجحة. كما نظم النشطاء في مجال المناخ فعاليات جمع تبرعات لهاريس، بينما استضافت شبكة الطاقة النظيفة لأمريكا فعاليات للمساهمين في واشنطن ونيويورك.
في المقابل، استمال ترامب شركات النفط وحصل على دعم مالي كبير من قطاع الوقود الأحفوري، حيث بلغ التمويل حوالي 14 مليون دولار، وفقًا لبيانات من OpenSecrets التي تتبع تمويل الحملات.
تقدم الطاقة النظيفة في عهد ترامب
رغم سياسات ترامب المناهضة للطاقة النظيفة، شهدت الولايات المتحدة زيادة في تركيب مرافق الطاقة المتجددة خلال فترة رئاسته.
حيث زادت قدرة طاقة الرياح بنسبة 45% بين عامي 2016 و2020، وتضاعفت قدرة الطاقة الشمسية، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.
يشير بعض الخبراء إلى أن إدارة ترامب المقبلة قد لا تتمكن من إلغاء التقدم المحرز بفضل انخفاض تكاليف التكنولوجيا الخضراء، ومن المتوقع أن يعارض الكونجرس إلغاء العديد من البرامج البيئية.
مستقبل الطاقة النظيفة
حتى في حال فوز ترامب، يتوقع العديد من المحللين أن يبقى قانون خفض التضخم على حاله نظرًا لفرص العمل التي وفرها في الولايات الجمهورية. ومع ذلك، هناك قلق من أن الفوضى التي قد تخلقها إدارة ترامب الجديدة قد تؤخر جهود الولايات المتحدة في بناء سلسلة إمدادات طاقة نظيفة قادرة على المنافسة مع الصين.
أكدت إيلين بورسيت، رئيسة جمعية المركبات الكهربائية، أن سياسات ترامب المقترحة لإلغاء قواعد انبعاثات السيارات الجديدة وتخفيض الدعم الحكومي للمركبات الكهربائية تشكل تهديدًا على الاقتصاد الأمريكي، وقد تؤدي إلى أزمة في صناعة السيارات مشابهة لأزمة السبعينيات.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1979273