«هاريس في سباق الرئاسة».. تحولات سياسية وتحديات قادمة

«هاريس».. عهد جديد من القيادة لمواجهة الانقسامات وتحقيق التغيير

شروق صبري
جو بايدن وكامالا هاريس ودونالد ترامب

في خطاب قبول الترشيح، قدمت هاريس رؤية جديدة لنفسها كقائدة واثقة قادرة على توحيد الحزب الديمقراطي، مع تحذيرات واضحة حول مخاطر إعادة انتخاب ترامب.


في خطابها لقبول الترشيح بالمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي أمس 22 أغسطس، كشفت كامالا هاريس عن واحدة من أسرع التحولات السياسية في تاريخ السياسة الأمريكية الحديث.

خلال 5 سنوات في أعلى مستويات السياسة الأمريكية، اكتسبت هاريس سمعة بأنها “غير مستقرة وذات ميول يسارية”. ولكن بعد مرور شهر على محاولتها الثانية للرئاسة، ظهرت هاريس بسياسية واثقة ومرتبة أثارت حماسة الآلاف من أعضاء الحزب والمعتدلين واليساريين على حد سواء.

خطاب هاريس

اعتمدت هاريس، التي باتت الآن مرشحة مفضلة للفوز بالرئاسة على استراتيجية أعادت بها إحياء حظوظ حزبها منذ أصبحت فعليًا المرشحة الديمقراطية في يوليو 2024.

ركزت في خطابها على سيرتها الذاتية وبعض إنجازات إدارة بايدن-هاريس وساعدت في تعبئة استجابة عالمية للدفاع ضد هجوم بوتين. وحذرت من “دونالد ترامب بدون قيود” وقدمت وعودًا عامة عن الحرية والفرص والعدالة.

رسالة هاريس للأمة

في إدراك منها أن ملايين الأمريكيين يشاهدون “كامالا هاريس الجديدة” لأول مرة، كررت شعار حملتها الانتخابية الفعلي ست مرات في أقل من 40 دقيقة: “لن نعود إلى الوراء”، بحسب ما نشرت مجلة الإيكومونست البريطانية، اليوم 23 أغسطس 2024.

وبشكل عام، تبنت نغمة متفائلة تتماشى مع الطاقة الاحتفالية للمناسبة. فقد أمضى الحاضرون معظم الليل وهم واقفون على أقدامهم، مع عروض موسيقية حية ودي جي ملأت الفجوات بين المتحدثين المتنوعين.

وقالت هاريس أمام جمهور متحمس ملأ القاعة بأعلام أمريكية ولافتات تحمل اسمها: “في هذه الانتخابات، لدينا فرصة ثمينة ومحدودة لتجاوز المرارة والانقسامات في الماضي. إنها فرصة لرسم طريق جديد للمستقبل”. وأضافت “أعد بأن أكون رئيسة لجميع الأمريكيين”.

كامالا هاريس

كامالا هاريس

محاولة للتوازن

استمرت هاريس في استخدام استراتيجيتها التي أعادت بها إحياء حظوظ حزبها منذ أن أصبحت المرشحة الفعلية في يوليو2024. تحدثت بإسهاب عن سيرتها الذاتية وأشادت ببعض إنجازات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ، محذرة من منافسها دونالد ترامب.

في خطابها، سعت هاريس إلى توحيد حزبها من اليساريين الساحليين إلى المعتدلين في الغرب الأوسط، مع الحفاظ على جاذبيتها لدى المستقلين والجمهوريين الذين يعارضون ترامب. ورغم أن خطابها تضمن الدفاع عن حقوق الإجهاض وبرامج التقاعد الحكومية، بينما وعدت بشكل غامض بـ”إنهاء نقص المساكن في أمريكا” دون توضيح كيفية تحقيق ذلك.

مواقف هاريس المتغيرة

تسلط نهجها تجاه الهجرة الضوء على التحدي الذي تواجهه. فخلال حملتها الرئاسية السابقة، تحدثت هاريس عن إلغاء تجريم عبور الحدود بشكل غير قانوني وتلميحها بإلغاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك.

أما الآن، فهي تتبنى موقفًا أكثر توازنًا وغموضًا: “أعلم أننا نستطيع أن نرتقي إلى مستوى تراثنا كأمة من المهاجرين وأن نصلح نظام الهجرة المعطل لدينا”. وأضافت: “يمكننا إنشاء مسار للحصول على الجنسية وضمان أمن حدودنا”.

مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس

مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس

التحدي الحقيقي: ترامب

بالنسبة للناخبين المشككين في تغيير مواقفها بشأن العديد من القضايا، أو المتشككين في قدرتها على تحقيق ما تعد به، قد يكون الخوف من عودة ترامب كافيًا لدعمها. كانت هاريس في أوج فعاليتها عندما انتقدت سياسات ترامب وأخطائه الشخصية، لا سيما في 6 يناير 2021.

وقالت: “في نواحٍ كثيرة، دونالد ترامب رجل غير جاد، لكن العواقب المترتبة على إعادته إلى البيت الأبيض خطيرة للغاية”. وحذرت من نيته “الصريحة” لسجن الصحفيين والمعارضين السياسيين.

حرب غزة

كشف الخطاب بعض ملامح النهج الذي ستتبعه هاريس في الأسابيع العشرة الأخيرة من الحملة الانتخابية. فقد وصفت حركة حماس بأنها “منظمة إرهابية” وقالت “سأظل دائمًا أدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. لكنها وصفت أيضًا الظروف في غزة بأنها “مدمرة”.

وكان حلها، الذي يسعى إلى إرضاء أعضاء تحالفها المتنوع، غير مفاجئ: “الآن هو الوقت المناسب لإبرام صفقة بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار”.

التوقعات وما قد يأتي

غادر الديمقراطيون المؤتمر في شيكاغو بحماس مماثل لما شعر به الجمهوريون في مؤتمرهم في ميلووكي. ومع ذلك، قد تتغير الأمور في الأسابيع المقبلة. إذ تأمل حملة ترامب في أن يكون هذا المؤتمر هو ذروة شعبية هاريس، ويأملون في أن يؤدي انسحاب روبرت كينيدي جونيور من السباق الرئاسي إلى تحويل الزخم لصالحهم. ولكن من غير المتوقع أن يكون لهذا الانسحاب تأثير كبير.

على الرغم من أن هاريس وصفت نفسها على الطريق بأنها منافسة ضعيفة، وحذر استراتيجيون ديمقراطيون من التهاون، إلا أن المرشحة ظلت متفائلة في خطابها، مختتمة حديثها بدعوة مؤيديها للتصويت والمساعدة في “كتابة الفصل العظيم التالي في أروع قصة رويت على الإطلاق”.

ربما يعجبك أيضا