«هراوة إسرائيل».. فزاعة ترامب ضد إيران

اعتبر الكثيرون تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال حواره مع صحيفة “نيويورك بوست” اليمينية، أنها رسالة تهديد مباشرة لإيران.

ترامب قال: “أودُ التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، وأفضل ذلك على قصفها بالمدفعية الثقيلة، إنهم لا يريدون الموت، ولا أحد يريد أن يموت”.

ترامب

“هراوة” إسرائيل

لطالما يستخدم ترامب إسرائيل كـ”هراوة تهديد” في تصريحاته ضد إيران، خاصة أن تل أبيب تطمح للحصول على ضوء أخضر من إدارته لقصف المنشآت النووية الإيرانية، بعدما حصلت على من الولايات المتحدة على القنابل القادرة على اختراق الحصون السميكة، وقال في حواره على متن طائرته الرئاسية، الجمعة 7 فبراير 2025: “لو توصلنا إلى هذه الصفقة فإن إسرائيل لن تقصفهم، آمل أن يقرروا أنهم لن يفعلوا ما يفكرون في فعله حاليًا، وأعتقد أنهم سيكونون سعداء حقًا”.

وكان السفير الإسرائيلي في واشنطن، يحيئيل لايتر، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، السبت 8 فبراير 2025، قد صرح أن إيران ستكون المحور الأهم للتعاون بين الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية خلال عهد ترامب، والحل مع النووي الإيراني هو تكرار النموذج الليبي، أي تدمير البنية التحتية النووية لإيران من خلال القصف الجوي.

لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء 4 فبراير 2025

إسرائيل موكلة بالمهمة

حسب تقرير صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية، الأربعاء 12 فبراير، فإن نتنياهو بعد لقاء ترامب أعلن أن إسرائيل لم تكن قريبة من الولايات المتحدة إلى هذا الحد في السنوات العشرين الماضية، وأشار المحلل السياسي، إحسان إسقائي، إلى أن الولايات المتحدة أوكلت مهمة التعامل مع الملف النووي الإيراني بقيادة واشنطن إلى بنيامين نتنياهو في تل أبيب.

وأضاف المحلل أن إدارة جو بايدن على ما يبدو قيّدت وصول إسرائيل إلى الأسلحة الخارقة للتحصينات، التي قد تكون فعالة في ضرب منشآت إيران النووية، ومن خلال تسليم هذه القنابل لإسرائيل، فتح الأمريكيون الطريق لإلحاق الضرر بالأهداف الحيوية داخل إيران.

رد بالمثل

حسب المحلل إسقائي، فإن الأمريكيين والإسرائيليين يتصورون أن إيران ستقف مكتوفة الأيدي أمام أية هجوم تتعرض له منشآتها النووية، وهذا التصور بعيد كل البعد عن الواقع، إذ أظهرت أنها لا تخاف المواجهة، كما أكد المرشد الأعلى أن بلاده سترد بالمثل.

وأضاف السياسي الإيراني، فإن استمرار حديث واشنطن عن إمكانية الحوار والتفاوض مع طهران يؤكد أن إدارة ترامب تستثمر في سياسة العصا والجزرة، التي لطالما استخدمتها القوى الغربية ضد إيران.

سخرية من ترامب في شوارع طهران

الحرب معدومة

محلل الشؤون الدولية، علي بيكدالي، في صحيفة “آرمان ملي”، الأربعاء 12 فبراير، أكد أن “أي هجوم إسرائيلي سوف يشعل بلا شك منطقة الشرق الأوسط، والأميركيون والإسرائيليون أنفسهم يعرفون هذا جيدًا”، بالإضافة إلى أن القوى الإقليمية لن تسمح بارتكاب مثل هذه الحماقات التي يمكن أن تطال مهاجمة القواعد الأمريكية.

وأضاف الخبير الإيراني: “بالتالي فإن احتمال الحرب منخفض للغاية، وربما يكون صفرًا، وهذا الاستعراض لقوة ترامب ليس مهمًا للغاية، فإنهم يأتون بالسيوف لإثارة الخوف في الخصم وكسب المزيد من النقاط”.

وتابع بيكدالي: “إن الغرب يعيش حاليًا أزمة اقتصادية ويريد لهذه المنطقة أن تكون سلمية، وأخيرًا، لا بد من القول إن ترامب أظهر أنه لا يولي أدنى أهمية للمبادئ والدبلوماسية الدولية المعترف بها، وهو أمر يستحق الإدانة، لأنه وضع شروطًا ثقيلة قبل الدخول في المفاوضات مع إيران”.