تقع هضبة الجولان، التي تبلغ مساحتها 1200 كيلومتر مربع، في موقع استراتيجي يطل على لبنان وتتاخم الأردن، وكانت جزءًا من سوريا حتى احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967.
ومنذ ذلك الحين، ظلت الهضبة مركزًا لصراعات سياسية وعسكرية متواصلة، مع مطالبات سوريا المستمرة باستعادتها، في حين تصرّ إسرائيل على الاحتفاظ بها لأسباب أمنية واستراتيجية.
الوضع الراهن بالجولان
بحسب صحيفة “الإندبندنت”، في تقرير لها نشر الأربعاء 11 ديسمبر 2024، تتمركز قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في معسكرات ونقاط مراقبة على طول هضبة الجولان، تدعمها هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، وتعمل على الحفاظ على الهدوء في “منطقة الفصل” أو “المنطقة منزوعة السلاح” الممتدة على مساحة 400 كيلومتر مربع بين الجيشين الإسرائيلي والسوري، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974، يحظر دخول قوات الجانبين إلى المنطقة.
بموجب هذا الاتفاق، استُحدث خطان خط ألفا غرب المنطقة، حيث تبقى القوات الإسرائيلية خلفه، خط برافو شرقها، حيث تظل القوات السورية وراءه، ما تفرض قيود على عدد القوات ونوعية الأسلحة التي يمكن نشرها في منطقة عازلة تمتد لمسافة 25 كيلومترًا على الجانبين.
خلاف طويل الأمد على الجولان
حاولت سوريا استعادة الجولان في حرب 1973 لكنها لم تنجح، وفي عام 1981، أعلنت إسرائيل ضم الهضبة رسميًا، لكن المجتمع الدولي لم يعترف بالخطوة.
في 2019، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان، مما أثار ردود فعل غاضبة في العالم العربي.
إسرائيل ترى في الجولان حاجزًا أمنيًا يحميها من الاضطرابات في سوريا، خاصة بعد سنوات من الحرب الأهلية، كما تعرب عن مخاوفها من محاولات إيران، حليفة نظام الأسد، تعزيز وجودها العسكري في المنطقة لتهديد أمن إسرائيل.
السكان في الجولان
يعيش في الجولان المحتل حوالي 55 ألف شخص، منهم 24 ألف درزي يحمل معظمهم الجنسية السورية، رغم وجود خيار التجنيس الإسرائيلي.
يعيش المستوطنون الإسرائيليون، الذين يقدّر عددهم بـ31 ألفًا، جنبًا إلى جنب مع الدروز، ويعملون في الزراعة والسياحة.
الأحداث الأخيرة في الجولان
مع الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ترددت أنباء عن دخول قوات إسرائيلية إلى المنطقة منزوعة السلاح، ونفت إسرائيل التوغل في الأراضي السورية، ووصفت تحركها كإجراء مؤقت لضمان أمن حدودها.
المنطقة شهدت توترات متصاعدة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في 2011، وفي 2014 سيطرت التنظيمات المسلحة على القنيطرة وأجبرت القوات السورية على الانسحاب، لتعود لاحقًا بدعم روسي في 2018 بعد اتفاقات تضمنت انسحاب المعارضة.
معبر الجانبين
يوجد معبرًا وحيدًا يربط بين إسرائيل وسوريا عبر الجولان، ويستخدم لنقل المنتجات الزراعية وأغراض إنسانية محدودة، ويظل هذا المعبر مقتصرًا على قوات الأمم المتحدة وعدد قليل من المدنيين الدروز بسبب القيود الأمنية.
الجولان يظل رمزًا لصراع طويل الأمد بين إسرائيل وسوريا، في حين تلعب الأطراف الإقليمية والدولية دورًا محوريًا في تحديد مستقبل هذه المنطقة المتنازع عليها.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2073324