هل انتصر الحوثيون في البحر الأحمر؟

كيف تواجه الولايات المتحدة الحوثيين في جنوب البحر الأحمر؟

بسام عباس
المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى السريع

تواصل جماعة الحوثي اليمنية هجماتها على أهداف غربية في البحر الأحمر، على الرغم من التحالف الكبير والمكلف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربتها.

فبعد وقت قصير من حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر 2023، بدأت جماعة أنصار الله في اليمن، المعروفة باسم الحوثيين، في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل في خليج عدن وجنوب البحر الأحمر.

تهديد اقتصادي كبير

أوضحت مجلة “ريسبونسبل ستيت كرافت” أنه نظرًا لأن هذا السلوك الحوثي بالقرب من مضيق باب المندب يمثل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد العالمي، بدأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعم غير عملياتي من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، في شن عمليات عسكرية لردع الحوثيين في 12 يناير 2024.

وأضافت، في مقال للكاتب جورجيو كافييرو، نشرته الاثنين 17 يونيو 2024، أن التحالف يشن هذه الضربات ضد الحوثيين بشكل شبه يومي خلال الأشهر الـ5 الماضية، وفي 7 يونيو، شن 6 غارات جوية، استهدفت مطار الحديدة وميناء الصليف، ومنطقة الثورة، وفقًا لقناة المسيرة المملوكة للحوثيين.

وذكرت أن هذه الضربات جاءت بعد 8 أيام من قيام التحالف الغربي بمهاجمة أهداف للحوثيين في الحديدة وجنوب اليمن، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا على الأقل وإصابة 35 آخرين، فيما يبدو أنه أحد أكبر هجمات واشنطن ولندن ضد جماعة الحوثي منذ بدء الحملة.

أضرار محدودة

أوضح كافييرو صعوبة تحديد الأضرار التي ألحقتها الضربات بآلة الحرب الحوثية وقدرتها على مواصلة مهاجمة الأهداف البحرية، لافتًا إلى أن هذه العمليات، التي كلفت الولايات المتحدة نحو مليار دولار، وفقًا لتقرير استخباراتي جديد، فشلت في ردع أنصار الله، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على السفن قبالة الساحل اليمني.

ونقل عن أستاذ الشؤون الدولية في كلية الدراسات العليا بجامعة أوتاوا، توماس جونو، قوله: “من الواضح أن هناك بعض الأضرار لأهداف الحوثيين، ولكن ليس على مستوى كبير، لقد تكبد الحوثيون بعض الخسائر، لكنهم يحتفظون بالقدرة على عرقلة الشحن البحري في البحر الأحمر”، لافتًا إلى أن عزمهم ​​مواصلة الهجمات لم تتزعزع.

ويرى الزميل في مركز الأبحاث تشاتام هاوس، نيل كويليام، أن الوضع العام مماثل وأن تأثير الضربات الأمريكية البريطانية كان محدودًا كما يتضح من الهجمات المستمرة رغم المحاولات الأمريكية المتكررة لتعطيل عمليات الجماعة”، موضحًا أن استمرار الحملة العسكرية لن يؤدي إلى ردع الحوثيين.

غزة والحوثيون

قال كافييرو إن إدارة بايدن ترفض ربط هجمات الحوثيين في خليج عدن وجنوب البحر الأحمر بالحرب الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة على غزة، رغم أن الحوثيين كانوا صريحين في تعهداتهم بوقف هجماتهم بمجرد سريان وقف إطلاق النار في غزة، وتستمر في عملياتها العسكرية ضد الحوثيين، بدلًا من معالجة جذور المشكلة.

وأضاف أن ضربات التحالف قد عززت مكانة الحوثيين داخل اليمن والعالم العربي، وإدراكًا للمشاعر المعادية لإسرائيل التي يتقاسمها اليمنيون في جميع أنحاء البلاد وطيفهم السياسي، لم يكن مفاجئاً أن نرى جماعة الحوثي تعزز تجنيدها نتيجة لهجماتها البحرية التي تشنها تحت شعار الدفاع عن الفلسطينيين.

وأفاد أنه ليس من الواضح ما يمكن للجهات الفاعلة الغربية والإقليمية فعله للتأثير على الحوثيين، الذين أثبتوا قدرتهم على العيش تحت ضغط مكثف من الغرب، لافتًا إلى أن الحوثيين يعتزمون بسط قوتهم خارج حدود اليمن بعد انتصارهم في الحرب الأهلية، فيما تواجه الولايات المتحدة قائمة من الخيارات السيئة فقط في مواجهة هذا الواقع.

ربما يعجبك أيضا