هل بات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وشيكًا؟

ضياء غنيم
هوكشتاين الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

بالتوازي مع التهديدات والتأهب المستمر حول حقل كاريش النفطي بين لبنان وإسرائيل، أوردت وسائل إعلام عبرية أنباء عن صفقة محتملة في ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وفي ظل دخول المفاوضات مرحلة حاسمة، يرفع مراقبون من الطرفين سقف التحذيرات من الخيط الرفيع بين الترسيم أو التصعيد والحرب في ضوء التهديدات والحشد العسكري المتزايد حدوديًّا، في مشهد قريب من مواجهة 2006 التي لم يرغب أي منهما في خوضها.

صفقة محتملة لترسيم الحدود البحرية

نقلت صحيفة “الشرق الأوسط“، أمس الثلاثاء 23 أغسطس 2022، عن القناة 12 الإسرائيلية، توقعها توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين الطرفين الأسبوع المقبل، على هامش زيارة المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين. وتشمل الصفقة المقترحة أن تتنازل إسرائيل عن مقطع في أعماق البحر، في مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قربًا من الشاطئ.

وكشفت قناة “العربية” أمس الأول الاثنين، عن مساعٍ أمريكية ودولية لدعم الاتفاق المحتمل عبر تقديم وثيقة رسمية يوقع عليها الجانبان اللبناني والإسرائيلي وتودع بالأمم المتحدة، تزامنًا مع أنباء غير مؤكدة عن عودة شركة “توتال إنرجيز” للتنقيب عن النفط والغاز في نطاق سواحل لبنان.

لبنان يتمسك بحقل قانا

فيما تناقلت وسائل إعلام لبنانية توجه هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المقبل، لتبليغ رد إسرائيل على المقترح اللبناني، أعلن وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، استمرار المفاوضات وتوافق القوى اللبنانية حول الخط 23 وحقل قانا. لكن التصريحات المتفائلة بين الجانبين تتضاءل كلما ضاقت المهلة الزمنية لإبرام الاتفاق.

وشدد نائب رئيس مجلس النواب، إلياس بوصعب، خلال مكالمة مطولة مع الوسيط الأمريكي على أهمية العمل “ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض”، في مقابل إبلاغ الجانب الإسرائيلي هوكشتاين ببدء الإنتاج في “كاريش” نهاية سبتمبر 2022، بصرف النظر عن تقدم مفاوضات ترسيم الحدود، حسب موقع “النشرة” اللبناني المحلي.

عوائق اتفاق ترسيم الحدود البحرية

تنبع عوائق الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية من المواقف الداخلية للجانبين، وبخاصة الجانب الإسرائيلي، ويتوقف القرار الحكومي بتقديم ما يراه سياسيو ومواطنو دولة الاحتلال تنازلًا عن “أراضٍ إسرائيلية”، على إجراء استفتاء شعبي في ظل حكومة انتقالية يسعى أطرافها لتحقيق إنجاز أو تجنب مظهر الخضوع لتهديدات “حزب الله”.

وعلى الرغم من تصريحات المسؤولين اللبنانيين حول خروج حقل كاريش عن إطار التفاوض على خط 23 وليس 29، ومن ثم عدم شموله بحدود الاتفاق المنتظر، لا يزال موقف “حزب الله” يهدد باستهداف منصة كاريش، في حال بدأت إسرائيل الإنتاج وبقي لبنان غير قادر على التنقيب واستغلال الثروات المحتملة في حدوده البحرية، وسط مخاوف من تصعيد غير محسوب، حسب صحيفة “اللواء” اللبنانية.

هل تتكرر حرب 2006؟

تشهد المنطقة الشمالية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي حشودًا عسكرية في حالة تأهب قصوى، على ضوء تهديدات الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، وتتوقع دوائر أمنية عبرية أن يلجأ الحزب إلى تهديد منصات الغاز البحرية الإسرائيلية. وقد حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، من “رد قاسٍ”، حسب صحيفة “الشرق الأوسط”.

ورغم عدم رغبة كلا الطرفين في التصعيد بسبب الأزمات الداخلية، تظل فرص المواجهة العسكرية المفتوحة قائمة، حسب محللين من الجانبين، على غرار حرب 2006، في حال فشل المفاوضات، خاصة مع إثارة  نصرالله الحديث عن “تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة” في خطاب أمس الأول الاثنين.

ربما يعجبك أيضا