هل تتخلى إسرائيل عن حيادها في الحرب الروسية الأوكرانية؟

عمر رأفت
« سي أن أن » تتحرى .. لماذا انقطع الود بين نتنياهو وبوتين بشكل مفاجئ؟

يوضح الصحفي الإسرائيلي، أنشيل فيفر، أسباب حياد تل أبيب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، ولماذا يجب أن تتخذ موقفًا مغايرًا؟


توقع كاتب إسرائيلي تغير حكومة تل أبيب موقفها الحيادي من الحرب الروسية الأوكرانية، على خلفية ما قال إنه تدهور العلاقات مع موسكو.

وفي مقال نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية، قال أنشيل فيفر إن إسرائيل كانت محايدة على نحو صارم تجاه الحرب، التي اقتربت من إتمام عامها الأول، ولم تبد رأيًا بشأن ما يحدث من عمليات عدائية بين البلدين، لكن هذا قد يتغير في الفترة المقبلة، على حد قوله.

أهمية إسرائيل لبوتين

أوضح فيفر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتحديدًا منذ وصوله للسلطة في العام 1999، بذل قصارى جهده من أجل كسب ود القيادة الإسرائيلية، وكان حريصًا على الاجتماع مرة واحدة، على الأقل، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الموجود بالسلطة.

ونقل في مقاله عن دبلوماسي روسي سابق، لم يكشف عن اسمه، أن بوتين يرى في إسرائيل دولة قوية، ويجب التوافق بين موسكو وتل أبيب، وإيجاد طريقة لعلاقات قوية مع قادة إسرائيل، لا سيما رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو.

اعتزاز نتنياهو بعلاقته مع بوتين

أشار الكاتب أيضًا إلى اعتزاز نتنياهو بعلاقاته مع روسيا وبوتين، حتى إنه استخدم في العام 2019 صورًا لهما معًا كجزء من حملته الانتخابية، وادعى في مناسبات عديدة أن علاقتهما كانت مفيدة لمصالح إسرائيل الاستراتيجية.

وأضاف أنه عندما نشرت روسيا جيشها للمرة الأولى في سوريا، عقد نتنياهو اجتماعًا غير مجدول مع بوتين، بعد أيام قليلة، توصلا فيه إلى اتفاق تستمر بموجبه إسرائيل بالعمل في المجال الجوي السوري، ومهاجمة الأهداف المرتبطة فقط بإيران. وقال إن كبار المسؤولين الإسرائيليين يحثون على ضرورة التنسيق وتوطيد العلاقات مع روسيا، وعدم الاكتفاء بالولايات المتحدة كحليف موثوق فقط.

رفض تل أبيب إدانة روسيا

لفت فيفر إلى أنه على الرغم من الضغوط الأمريكية، رفضت إسرائيل الانضمام للحكومات الغربية في إدانة ضم روسيا شبه جزيرة القرم، في العام 2014، وحافظت على حيادها، وعندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، العام الماضي، التزمت تل أبيب كذلك الحياد.

وقال إن رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينت، أخبره أن تل أبيب ليست في نفس وضع البلدان الأخرى، في ظل التعاون مع الروس في سوريا، ووجود جاليات يهودية كبيرة في كل من روسيا وأوكرانيا، التي قد تتأثر بتدهور العلاقات، وأنه من الجيد أن تكون العلاقات الإسرائيلية الروسية جيدة وقوية.

رفض إسرائيل مساعدة أوكرانيا

أوضح مقال سي إن إن أن بينيت حاول، في الأسابيع الأولى للحرب، أن يكون وسيطًا لوقف إطلاق النار، وزار الكرملين، وأجرى محادثات متعددة مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لكن جهوده ومحاولاته لوقف إطلاق النار فشلت، في حين أسهم في نجاح هدنات قصيرة المدى، وإنقاذ مئات المدنيين.

وأشار إلى أنه منذ فشل المساعي في وقف إطلاق النار، طلبت كييف من تل أبيب تزويدها بالأسلحة على نحو علني، خاصةً بأنظمة الدفاع الصاروخي، مثل القبة الحديدية، لكن كان الرد الإسرائيلي هو إرسال مساعدات إنسانية فقط، قبل أن تستخدم روسيا، في الأشهر الأخيرة، طائرات دون طيار إيرانية في الحرب، ووافقت تل أبيب على تزويد كييف بمعلومات استخباراتية وتقنية بشأن كيفية مواجهة تلك الطائرات.

علاقة لم تعد كالسابق

قال فيفر إن سياسة بينت أدت إلى وجود خلافات داخل القيادة الإسرائيلية، خاصة بعدما أظهر وزير الخارجية آنذاك، يائير لابيد، إدانته علانية ما يحدث بكييف، ووصف أحد الجنرالات الإسرائيليين الخوف من روسيا بأنه مبالغ فيه، داعيًا إلى ضرورة دعم أبيب أوكرانيا دون أي خوف.

وأشار إلى أنه بعد 10 أشهر على الحرب الروسية الأوكرانية، عاد نتنياهو من جديد إلى السلطة، لكن علاقته ببوتين لم تعد كالسابق، وتلقى مكالمة هاتفية واحدة من الرئيس الروسي لتهنئته على منصبه. وفي مقابلات مع وسائل الإعلام، أعلن نتنياهو صراحة بأنه يعيد النظر في سياسة إسرائيل بشأن الحرب، ولم يذكر أي تفاصيل بشأن هذا الأمر إطلاقًا.

أسباب تغيّر نتنياهو

نقل فيفر، في مقاله، إلى تصريح ضابط مخابرات إسرائيلي سابق، قال إنه كان مرتبطًا بملف العلاقة العسكرية بين إسرائيل وروسيا، وأوضح هذا العسكري أوضح أن نتنياهو لديه سببان مباشران لتغيير سياسته تجاه الحرب الروسية الأوكرانية وإظهار الدعم لكييف، أولها خفض القوات الروسية في سوريا بقدر كبير، في ظل عملياتها بأوكرانيا، ما جعل التهديد الروسي في دمشق أقل بكثير من ذي قبل.

أضاف أن السبب الثاني، أن موسكو تستخدم طائرات دون طيار إيرانية، وهذه فرصة لتزويد الأوكرانيين بالأسلحة الإسرائيلية وتجربتها ضد نظيرتها الإيرانية، ومراقبة مقدار نجاحها.

في حين نقل فيفر عن دبلوماسي إسرائيلي، لم يذكر اسمه، وجود سبب آخر يدفع نتنياهو للتفكير في دعم أوكرانيا بقدر أكبر، وهو نظرة الأدارة الأمريكية لسياسة حزبه اليميني المتطرف، واستيائها من خططه، مشددًا على إن الدعم الإسرائيلي لكييف أفضل لنتنياهو من أجل كسب ود واشنطن.

ربما يعجبك أيضا