هل تسحب فرنسا جنودها من لبنان حال نشوب حرب؟ مصدر عسكري يجيب

في ظل ضربات إسرائيل.. هل تسحب فرنسا جنودها من لبنان؟

عبدالمقصود علي
قوات فرنسية في لبنان

منذ عام 1978، استفادت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) من الالتزام العسكري الفرنسي القوي، ومع ذلك، وفي مواجهة التوترات المتصاعدة بالمنطقة، فإن أهمية وأمن وجودهم اليوم يثير العديد من الأسئلة.

تحت هذه الكلمات نشرت صحيفة “لوجورنال دوديمونش” الأسبوعية، اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024، تقريرًا عن وضع الجنود الفرنسيين في لبنان، مشيرة إلى أن وضع الجنود الفرنسيين هناك يثير الكثير من الأسئلة بشأن احتمال بقائهم أو مغادرتهم لبنان في ظل التوتر المتزايد والتصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

وقف التصعيد

أوضحت الصحيفة أنه في يوم الجمعة 20 سبتمبر الجاري، أودت غارة إسرائيلية في بيروت بحياة العشرات، مما دفع الأمم المتحدة إلى التعبير عن “قلقها العميق” بشأن الوضع في لبنان والدعوة إلى “وقف التصعيد”.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: “يجب على الجميع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”.

وأشارت إلى أنه في هذا السياق المتوتر، يراقب الجيش الفرنسي عن كثب التطورات في الشرق الأوسط. ووفقًا لضابط كبير أجرت الصحيفة مقابلة معه، فإن الجنود الفرنسيين البالغ عددهم 700 جندي المنتشرين في جنوب لبنان، كجزء من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، “محنكون” ومستعدون لأي احتمال رغم من بعض التوتر.

عيون العالم

“لو جورنال لوديمانش” بيّنت أيضًا أنه في نوفمبر 2023، عندما أدى تبادل المدفعية بين حزب الله وإسرائيل إلى هز الحدود بالفعل، أشار وزير القوات المسلحة، سيباستيان ليكورنو، إلى أن “استقرار لبنان يمثل أولوية مطلقة”، وأن هذا يعتمد إلى حد كبير على دور اليونيفيل.

وتتمثل مهمة القوة التي أنشأها مجلس الأمن عام 1978 في الإشراف على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان والحفاظ على السلام، ويوضح مصدر عسكري أن “هؤلاء الجنود هم الضامنون لتطبيق القرار 1701، ويلعبون دور المراقبين، وهم عيون العالم”. واليوم، تضم قوة الأمم المتحدة هذه 10 آلاف جندي من 10 جنسيات مختلفة.

ومع ذلك، يشكك الكثيرون في فعاليته في حالة حدوث توغل إسرائيلي، وهو التهديد الذي تواصل السلطات الإسرائيلية التلويح به.

دور الجنود الفرنسيين

أكد مصدر عسكري آخر أن “هؤلاء الجنود ليسوا هناك لمعارضة أحد، بل للتحقق من احترام قرار السلام”، ويضيف “في الواقع، إذا هاجمت إسرائيل، فلن تتمكن اليونيفيل من إيقافها، لكن من الناحية السياسية، لا تستطيع إسرائيل مهاجمة قوة تابعة للأمم المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر”.

أما الوحدة الفرنسية فهي الوحيدة التي لها السلطة على كامل المنطقة التي تغطيها البعث، ويجري الجنود الفرنسيون المتنقلون للغاية بدوريات منتظمة في مركبات، ويمكن أن يكونوا أول من يلاحظ انتهاك القرار 1701، وتحدد وزارة القوات المسلحة أن “الجنود في الموقع يستعدون لأي احتمال”.

ولكن ما هو رد الفعل في حالة وقوع هجوم مباشر على القوات الفرنسية؟ يؤكد المصدر نفسه أن “قاعدة الاشتباك الوحيدة هي الدفاع عن النفس”، ويخلص إلى أن انسحاب الجنود الفرنسيين “ليس على جدول الأعمال”.

ربما يعجبك أيضا