هل تصبح الشركات الصغيرة السلاح الأصغر لمواجهة تغير المناخ؟

شيماء عزيز

تغير المناخ هو أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم في القرن الحادي والعشرين، فمع ارتفاع درجات الحرارة، وتزايد الكوارث الطبيعية، وتدهور البيئة، أصبح من الضروري البحث عن حلول فعالة ومستدامة.

في هذا السياق قال الدكتور أسامة عبدالخالق أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن الشركات الصغيرة تعتبر “السلاح الأصغر” ولكنها الأكثر أهمية في مكافحة أزمة تغير المناخ العالمية.

مميزات الشركات الصغيرة

تابع أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة: على الرغم من محدودية مواردها، فإن هذه الشركات تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الابتكار والاستدامةن مضيفًا، أن الشركات الصغيرة تتميز بقدرتها على التكيف السريع مع التغيرات في السوق، وهذه المرونة تمكنها من تجربة أفكار جديدة وتبني تقنيات مبتكرة بشكل أسرع من الشركات الكبرى، ووفقًا للدراسات، فإن الشركات الصغيرة كانت في طليعة تطوير الحلول المستدامة، مثل تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وأنظمة إعادة التدوير، والمنتجات الصديقة للبيئة.

وأضاف أستاذ الاقتصاد أن الشركات الصغيرة تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص العمل وزيادة الدخل، حيث تُفضل العديد من المجتمعات دعم الأعمال المحلية، ما يقلل من البصمة الكربونية الناتجة عن النقل ويعزز من استخدام الموارد المحلية، وهذه الديناميكية لا تسهم فقط في تحسين الاقتصاد المحلي، بل تعزز أيضًا من الوعي البيئي بين السكان.

المبادرات المستدامة

أكد أستاذ الاقتصاد أن المبادرات التي تتبناها الشركات الصغيرة تتزايد من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال اعتماد ممارسات مثل الزراعة المستدامة، واستخدام الطاقة المتجددة، وتقليل الفاقد، تساهم هذه الشركات في حماية البيئة. على سبيل المثال، هناك العديد من الشركات الصغيرة التي تقوم بتحويل النفايات إلى منتجات جديدة، مما يسهم في تقليل النفايات وتعزيز الاقتصاد الدائري.

وأوضح أنه رغم إمكانياتها الكبيرة، تواجه الشركات الصغيرة تحديات عدة تعيق قدرتها على المساهمة بشكل أكبر في مواجهة تغير المناخ، حيث تعتبر الموارد المالية المحدودة من أكبر العقبات التي تواجه الشركات الصغيرة، فالكثير منها يجد صعوبة في الحصول على التمويل اللازم للاستثمار في التقنيات الحديثة أو تنفيذ مشاريع مستدامة لذلك، من الضروري توفير الدعم المالي من الحكومات والمؤسسات المالية.

وتابع: تحتاج الشركات الصغيرة إلى التدريب والتوجيه لتبني ممارسات مستدامة، وعدم توفر البرامج التدريبية المتخصصة يمكن أن يحرم هذه الشركات من الاستفادة من الابتكارات الحديثة. لذلك، يجب على المؤسسات التعليمية والحكومات التعاون لتوفير برامج تدريبية تركز على الاستدامة.

دعم الشركات الصغيرة

أوضح أستاذ الاقتصاد أنه لتمكين الشركات الصغيرة من لعب دورها الفعّال في مواجهة تغير المناخ، يجب على الحكومات والمجتمعات اتخاذ خطوات استراتيجية، مثل توفير الدعم المالي، ويمكن للحكومات تقديم منح وقروض ميسرة للشركات الصغيرة التي تتبنى ممارسات مستدامة. كما يمكن إنشاء صناديق استثمارية لدعم المشاريع الخضراء.

وأردف: ويمكن تعزيز الشراكات بين الشركات الصغيرة والمؤسسات الكبرى، حيث يمكن للشركات الكبرى تقديم الدعم الفني والمالي للشركات الصغيرة في مجالات الابتكار والاستدامة، كما يجب على الحكومات والمجتمعات تعزيز الوعي بأهمية الاستدامة من خلال حملات توعية وبرامج تعليمية تستهدف رواد الأعمال والمجتمع بشكل عام.

وأكد أن الشركات الصغيرة تعتبر “السلاح الأصغر” ولكنها الأهم في مواجهة تغير المناخ من خلال الابتكار، والمرونة، والقدرة على التأثير المحلي، يمكن لهذه الشركات أن تلعب دورًا حيويًا في تحقيق مستقبل أكثر استدامة. إن دعم هذه الشركات وتمكينها من التغلب على التحديات يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات إيجابية على البيئة والاقتصاد والمجتمع ككل.

ربما يعجبك أيضا