بينما تسعى القوى الغربية لإقناع طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات النووية، تواجه إيران تهديدًا من إسرائيل بتوجيه ضربة إلى منشآتها النووية.
تظهر آذربيجان كلاعب جديد في الضربة العسكرية الإسرائيلية المحتملة ضد إيران، التي تحاول تل أبيب إقناع واشنطن بضرورتها.
وهددت إسرائيل مرارًا بأنها لن تظل مكتوفة اليدين مع اقتراب إيران من صنع قنبلة نووية، في إشارة إلى إمكانية شن هجوم على مواقع نووية إيرانية، في ظل جمود مفاوضات العودة للاتفاق النووي مع القوى الغربية. واكتشاف يورانيوم عالي التخصيب في طهران.
مداولات أمريكية إسرائيلية بشأن إيران
يتوجه وفد إسرائيلي رفيع إلى واشنطن، خلال أيام، بهدف بحث سبل مواجهة تطور البرنامج النووي الإيراني، بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشاف ذرات يورانيوم بتخصيب 84%، وحسب ما أورده موقع والاه الإسرائيلي، يوم الأربعاء الماضي 1 مارس، سيكون الوفد برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية، رون درمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنجبي.
وزعمت صحيفة يسرائيل هايوم العبرية، يوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وضع خطًّا أحمر أمام البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى تهديده، خلال لقائه قادة وزعماء عالميين، بالتحرك ضد إيران، إذا تجاوزت العتبة النووية، بعدما اقتربت من نسبة التخصيب المطلوبة لإنتاج قنبلة ذرية عند 90%.
الانطلاق من آذربيجان
نشرت صحيفة هآرتس، الأحد الماضي، أن آذربيجان تعهدت لإسرائيل باستخدام مطاراتها، عند شن هجوم محتمل ضد منشآت إيران النووية. وكشفت الصحيفة عن أن 92 طائرة شحن تابعة لشركة سيلكواي الأذربيجانية هبطت في قاعدة عوفدا، التابعة لسلاح الجو قرب إيلات في جنوب إسرائيل، وهو المطار الوحيد، الذي يُسمح بنقل مواد متفجرة منه وإليه.
وأشارت إلى وجود حلف استراتيجي بين البلدين، منذ عقدين، وفي إطاره تبيع إسرائيل أذربيجان أسلحة بمليارات الدولارات، وفي المقابل تزودها باكو بالنفط وممرُا للوصول إلى إيران، عبر الحدود الطويلة بينهما. وحسب الصحيفة، سمحت أذربيجان لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) بإنشاء مقر متقدم للتجسّس على إيران، وأقامت مطارًا لمساعدة إسرائيل، حال قرّرت مهاجمة المنشآت النووية.
في إطار التعاون بين باكو وتل أبيب، ذكرت تقارير أن عملاء الموساد، الذين سرقوا الأرشيف النووي الإيراني، قبل سنتين، نقلوه إلى إسرائيل عبر الأراضي الأذرية. ووفق تقارير رسمية، فإن إسرائيل باعت آذربيجان أسلحة متطورة للغاية، بينها صواريخ بالستية ومنظومات دفاع جوي وقتال إلكتروني، وطائرات مسيرة انتحارية وغيرها من الأسلحة.
توتر العلاقات مع آذربيجان
اتسمت العلاقة بين الجارتين إيران وأذربيجان بالتوتر المستمر، خاصة في ظل تباين الأنظمة السياسية، والخلافات الحدودية. وتتهم آذربيجان نظام الملالي في إيران باستغلال أغلبيتها الشيعية لقلب نظام الحكم، في حين تخشى طهران الطموح التجاري للجارة الشمالية، التي تطمح للوصول إلى الحدود التركية عبر إنشاء ممر داخل أراضي أرمينيا وتجاوز أراضي إيران.
وارتفعت حدة التوتر بين البلدين على خلفية هجوم على سفارة باكو في طهران، يناير الماضي، وقالت آذربيجان إن ما وصفته بـ”الحملة المعادية” أسهمت فيه. واتهمت وزارة الخارجية في أذربيجان، إيران بتجاهل استمر طويلًا لدعوات باكو من أجل تعزيز الأمن عند سفارتها في طهران، وقررت سحب دبلوماسييها وإخلاء سفارتها.
قلق لدى واشنطن من تل أبيب
حسب تقرير لصحيفة الراي، أمس الاثنين 6 مارس، نقل المحلل العسكري في يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، عن مسؤول أمني إسرائيلية أن مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يخشون من أن تفاجئ حكومة نتنياهو الولايات المتحدة، وتجرها إلى مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط.
وشدد المسؤول الأمني الإسرائيلي على أن “الولايات المتحدة وحلفائها يستثمرون معظم مواردهم في دعم أوكرانيا، وفي تصعيد المواجهة الباردة مع الصين”، في إشارة إلى أن إدارة الرئيس، جو بايدن، غير معنية بأن تتورط في مواجهة عسكرية مع إيران، أو تصعيد الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1451245