هل تكتمل المصالحة السعودية الإيرانية بإنهاء الصراع في اليمن؟

يوسف بنده
المصالحة السعودية الإيرانية

يأتي اتفاق المصالحة السياسية بين السعودية وإيران بتغييرات جديدة في المعادلة الإقليمية، تنعكس على العديد من القضايا والأزمات بالشرق الأوسط.


يعاني اليمن حربًا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، ما نتج عنه صراع قبلي أيضًا.

وبعد اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية ساد التفاؤل بإمكانية الحل للأزمة اليمنية، وأن تسهم إيران في إقناع جماعة الحوثي الموالية لها بالقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات.

lvl220230404094709286

محادثات في مسقط

اختتم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، أمس الثلاثاء، مباحثات في العاصمة العمانية مسقط، تناولت سبل إحراز تقدم نحو عملية سياسية جامعة في هذا البلد العربي الذي يشهد حربًا منذ نحو ثماني سنوات.

وحسب تقرير صحيفة الأهرام، فقد التقى المبعوث الأممي عددًا من المسؤولين العمانيين الكبار، ووفدًا من جماعة أنصار الله (الحوثي) برئاسة محمد عبدالسلام، وخلال اللقاء، جرت مناقشة الترتيبات الإنسانية والسياسية للحلّ الشامل وكذلك مراحل ترتيبات الإفراج عن الأسرى.

ويجري ذلك في خطوات مستمرة لا تتوقف وصولًا إلى الإفراج الكامل. ويأتي ذلك مع جهود مستمرة تنفذها الأمم المتحدة وجهات دولية وإقليمية لتحقيق تسوية سياسية باليمن، تبدأ بتمديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر الماضي، وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تجديدها.

thumbs b c 7547db6954ca20b8cd9402087cb7975d

تفاؤل بنتائج المفاوضات

تعبيرًا عن التفاؤل بإيجابية المحادثات، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، أمس الثلاثاء، إن الظروف الحالية مواتية للانخراط في محادثات لحل أزمة اليمن.

وحسب تقرير ميدل إيست، 4 إبريل، فقد دعا البديوي، في تصريحات بمناسبة مرور عام على المشاورات اليمنية – اليمنية، اليمنيين إلى “وحدة الصف وإعلاء مصلحة اليمن العليا، لينعم بالسلام والأمن والاستقرار”.

وأشاد بما توصلت إليه الأطراف اليمنية خلال تلك المشاورات التي استضافها مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض من 29 مارس إلى 7 إبريل 2022. وشاركت في تلك المشاورات القيادات اليمنية وأعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلو القوى السياسية والمجتمع المدني.

1424932

دفع إيران إلى الحل

دعت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، إيران إلى المساعدة في إنهاء النزاع في اليمن من خلال دعم عملية السلام، بعد عام من هدنة أسهمت كثيرًا في خفض العنف.

وحسب تقرير صحيفة الراي الكويتية، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينج: «إذا أراد الإيرانيون أن يظهروا حقًّا أنهم يحدثون تحولًا إيجابيًّا في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي».

وأضاف ليندركينج، في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: «نود أيضًا أن نرى الإيرانيين يظهرون دعمهم للعملية السياسية التي نأمل في أن تأتي».

تفاهم مبدئي

أشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، بإيجابية، إلى أن إيران رحبت بوقف إطلاق النار قبل عام، وأكد «إننا نحض الأطراف على اغتنام هذه الفرصة، مدركين أن اتفاقًا سيتطلب تنازلات من الجميع».

وحسب وكالة مهر، 5 إبريل، فقد علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني على تصريحات المبعوث الأمريكي: “من دواعي السرور أن يتحدث مبعوث الحكومة الأمريكية عن عملية السلام في اليمن، وهي عملية ظلت إيران تؤكدها وتسعى جاهدة منذ بداية الحرب في اليمن لتحقيقها”.

47376cff 07a6 49c0 8003 5d644fc8eaea 780x470 1

قضايا متعلقة بالحل في اليمن

يبدو ملف اليمن العقبة الأكبر أمام إتمام اتفاق المصالحة بين طهران والرياض. وفي حين أكد سفير إيران لدى العراق، محمد كاظم الصادق، قبل أيام، أن إعادة افتتاح سفارتي البلدين سيكون قريبًا.

وذكر أن “الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية سيلقي بظلاله على الأوضاع في اليمن، ونحن نريد حلًّا للأزمة اليمنية، وأن الحديث عن دعم إيران لليمن عسكريًّا غير صحيح”. وتوجد أيضًا ملفات إقليمية أخرى، منها الأزمة في لبنان.

وبحسب تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست، 27 مارس الماضي، فإن التوصل إلى اتفاق في لبنان، بما في ذلك إنهاء الجمود في الانتخابات الرئاسية واحتمال انعاش اقتصاده، مرهون بحل الصراع اليمني بين السعودية وإيران، لأن ملف اليمن يمثل أولوية في الوقت الحالي، لارتباطه بملف الأمن القومي السعودي.

ربما يعجبك أيضا