تأتي زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى الدول الإفريقية المشاركة في بعثة القوات الأفريقية الانتقالية (أتميس)، لتُبرز مساعي الصومال نحو ترتيب الأوضاع الأمنية وإعادة صياغة طبيعة البعثة الإفريقية لتصبح “البعثة الإفريقية لدعم استقرار الصومال” (أوصوم).
وشملت الجولة كلاً من جيبوتي، أوغندا، بوروندي، رواندا، وكينيا، جاءت في وقت حساس، خاصة مع تصاعد التوتر بين الصومال وإثيوبيا، العضو المشارك في البعثة، نتيجة مخاوف الأخيرة من احتمال استبعادها من البعثة الجديدة.
الجولة الإفريقية للرئيس الصومالي
زيارة الرئيس الصومالي للدول المشاركة في قوات أتميس لا يمكن فصلها عن السياق الأمني الانتقالي الذي يستعد الصومال لخوضه مطلع العام المقبل، والذي يتطلب استبدال البعثة الحالية.
تقول الخبيرة في الشؤون الإفريقية، الدكتورة أسماء الحسيني، إن الصومال يسعى حاليًا إلى استبعاد القوات الإثيوبية من البعثة الإفريقية الجديدة لدعم الاستقرار في البلاد، لافتة إلى أن مطالب الصومال واضحة في سحب إثيوبيا لقواتها، إذ تعتبر الحكومة الصومالية أن إثيوبيا انتهكت سيادتها ووحدة أراضيها عندما وقّعت اتفاقية مع إقليم أرض الصومال الانفصالي مطلع هذا العام، ما يمنحها منفذًا تجاريًا وقاعدة عسكرية على البحر الأحمر، وهذه الاتفاقية لاقت رفضًا قويًا من قبل الحكومة والشعب الصومالي باعتبارها انتهاكًا صارخًا للسيادة.
حراك دبلوماسي واستقلالية متزايدة
تضيف الحسيني في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن القوات الإثيوبية كانت جزءً من قوات “أتميس” الإفريقية التي تعمل على حفظ السلام في الصومال، لكن مع انتقال الصومال إلى بعثة جديدة تُعرف بـ”أوصوم”، أصبح من الواضح أن إثيوبيا لن تكون جزءًا منها، وذلك بناءً على طلب الحكومة الصومالية.
أشارت الحسيني إلى أنه رغم المخاوف التي تثيرها إثيوبيا بشأن استبعادها، وتأكيدها أن قواتها كانت فعّالة في محاربة حركة الشباب الإرهابية، إلا أن الصومال بدأ تحركات دبلوماسية لتعزيز موقفه واستقلاليته.
تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية
تتابع الحسيني أن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قام بجولة شملت جيبوتي، أوغندا، بوروندي، رواندا، وكينيا، لتعزيز التعاون الإقليمي وحشد الدعم لبعثة “أوصوم” الجديدة. كما أن الحكومة الصومالية عززت تعاونها مع دول مثل تركيا، مصر، وإريتريا، لتشكيل تحالفات جديدة في مواجهة ما تراه محاولات إثيوبية للتدخل في شؤونها الداخلية.
ولفتت الحسيني إلى أن الجيش الصومالي أحرز مكاسب ميدانية كبيرة، حيث تمكّن من تحرير أكثر من خمسين مدينة وبلدة وقرية من سيطرة حركة الشباب في جنوب ووسط البلاد، مما يعزز قدراته الأمنية ويبرر مطالبة الصومال بخروج القوات الإثيوبية بحلول ديسمبر. وأشارت إلى أن الحكومة الصومالية، بدعم من حلفائها، تؤكد أن القوات الصومالية باتت قادرة على مواجهة التهديدات الأمنية الداخلية من حركة الشباب والتحديات الخارجية التي تمثلها إثيوبيا، مشددة على أن الانسحاب الإثيوبي لن يُحدث فراغًا أمنيًا كما تروّج له إثيوبيا.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2033665