هل يمكن للجيش الأمريكي الصمود أمام تهديد الطائرات المُسيّرة؟

إلى أي مدى سيتخلف الدفاع الجوي الأمريكي أمام الطائرات المسيّرة؟

بسام عباس

افترض الجيش الأمريكي أن قواته الجوية ستحميه من طائرات العدو، فأغلق في تسعينيات القرن الماضي الكثير من وحدات الدفاع الجوي قصيرة المدى، وتسارعت هذه العملية في حربي العراق وأفغانستان، فالجيش كان يقاتل عدوًا لا يملك طائرات.

وبعد أن أغلق الجيش الأمريكي العديد من وحدات الدفاع الجوي، يبدو أنه اليوم غير قادر على مواجهة التهديد المُتزايد الذي تمثله الطائرات المسيّرة.

استيعاب حجم المشكلة

أوضح المراسل العسكري الأمريكي، ديفيد أكس، أن الجيش الأمريكي يجد نفسه عاجزًا عن الدفاع عن نفسه أمام أحد أخطر التهديدات التي يواجهها، وأن قادة الجيش بدأوا في استيعاب حجم المشكلة التي يواجهونها، لكن هل يمكنهم حل هذه المشكلة بالسرعة الكافية؟

وأضاف، في مقال نشرته صحيفة “التليجراف” البريطانية، أمس الأربعاء 15 مايو 2024، أن عدد مركبات الدفاع الجوي، حتى عام 2014، انخفض إلى نحو 300 مركبة قديمة، كل منها تطلق صواريخ “ستينجر” الموجهة بالأشعة تحت الحمراء إلى مسافة 3 أميال، وذلك لحماية مليون جندي إذا حسبت القوات العاملة والاحتياطية.

وأشار إلى أن الجيش الأمريكي لم يتوقع، وهو يخفض عدد مركبات الدفاع الجوي منذ 9 أعوام، أن تتسلح روسيا وأوكرانيا اليوم بطائرات مسيّرة صغيرة ورخيصة الثمن، وتتقاذفانها على بعضهما البعض بمعدل عشرات الآلاف شهريَّا.

برنامجان رئيسان

أوضح ديفيد أكس أن الجيش الأمريكي يعتمد على برنامجين رئيسيين لإعادة بناء دفاعاته الجوية قصيرة المدى، ومنح قوات الخطوط الأمامية فرصة القتال ضد أسراب الطائرات المسيّرة، أحدهما يسمى (M-SHORAD)، ويتضمن رادارًا وقاذفة ستينجر بـ4 صواريخ ومدفعًا آليًّا عيار 30 ملم، ومركبة مدرعة من طراز “سترايكر” ذات 8 عجلات بتكلفة 9 ملايين دولار لكل مركبة.

وذكر أن الجيش يشتري 162 مركبة من هذا النوع، وهو ما لا يكفي حتى لاستبدال مركبات (Avengers) القديمة، ويهدف إلى تجهيز إصدارات (M-SHORAD) المستقبلية بمدفع ليزر وصاروخ جديد مطوَّر، لافتًا إلى أن الجيش سيحتاج المئات منها، لكنه لا يخطط لاختيار شركة لتصنيع الليزر حتى العام المقبل.

وأضاف أن النظام الآخر للدفاع الجوي قصير المدى قيد التطوير للقوات الأمريكية يتمثل بشاحنة مزودة بقاذفة 18 طلقة لصواريخ (Sidewinder) الموجهة بالأشعة تحت الحمراء بطول 10 أميال أو صواريخ (Hellfire) الموجهة بالرادار، والتي يصل مداها نحو 6 أميال.

تهديد الطائرات المسيّرة

قال الكاتب إن هذين النظامين يستخدمان صواريخ تكلف أكثر بكثير من تكلفة طائرة المسيرة، وبسبب تكلفتها، هناك نقص في المعروض، لافتًا إلى أنه في ظل التخطيط الحالي، فإن ذخيرة (SHORAD) قد تنفد إذا استخدمت في الحرب، لذا، فمشكلة الدفاع الجوي ليست مجرد مشكلة مركبة، بل مشكلة الذخيرة أيضًا.

وأضاف أن الجيش إذا تمكن من مُضاعفة استثماراته في هذه المركبات الجديدة، فقد يكون، في غضون 5 سنوات أو نحو ذلك، جاهزًا لتهديد الطائرات المسيرة، ولكن في المقابل، هناك احتمال كبير لأن يصبح تهديد المسيّرات أكبر بكثير خلال 5 سنوات.

إلى أيّ مدى سوف يتخلف الدفاع الجوّي الأمريكي؟ وكم عدد الجنود الأمريكيين الذين سيموتون في ساحة معركة مستقبلية؟ لأن مسؤولي الجيش في عام 2024 لم يقدّروا مدى خطورة الطائرة المسيّرة ذات قيمة الـ500 دولار، وكم عدد الطائرات التي يمكن للعدو إطلاقها.

ربما يعجبك أيضا