هل ينتظر «ترامب» نتيجة رحلة «جروسي» إلى طهران؟

رحلة «جروسي» السياسية.. المحادثات في طهران والحل في فيينا

يوسف بنده

زيارة منتظرة منذ سبتمبر الماضي لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أمس الأربعاء 13 نوفمبر 2024، لاستعادة الحوار بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، لحل القضايا العالقة.

وبعد فوز الجمهوري دونالد ترامب، بالرئاسة الأمريكية، أصبحت الحاجة لحل الخلافات مع الذرية الدولية ضرورة لإدارة الحوار مع واشنطن وكذلك مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا).

عراقجي مع جروسي

عراقجي مع جروسي

الطمأنة من أجل الحوار

بدت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال استقباله مدير الذرية الدولية، اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024، أن طهران هدفت من خلال هذه الزيارة إلى التأكيد على سلمية برنامجها النووي من أجل استعادة حوارها النووي مع القوى الأوروبية وكذلك مع الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب التي تتسلم البيت الأبيض بعد 20 يناير المقبل.

حسب تقرير وكالة فارس، قال عراقجي: “أجرينا هذا الصباح محادثات مهمة وصريحة مع السيد رافائيل غروسي، وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى طهران في الحكومة الرابعة عشرة”.

في طمأنة للمجتمع الدولي، أضاف: “باعتبارنا عضوًا ملتزمًا في معاهدة حظر الانتشار النووي، فإننا نواصل التعاون الكامل مع الوكالة الدولية”.

التعاون والحوار

تابع: “الخلافات تحل بالتعاون والحوار.. اتفقنا على المضي قدمًا بإرادة قوية وحسن نية.. إيران لم تخرج قط من طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي السلمي”.

وإبداء لرغبة الحوار النووي الذي توقف بسبب أحداث المنطقة، ذكر عراقجي: “الآن جاء دور الاتحاد الأوروبي والترويكا الأوروبية، نحن مستعدون للتفاوض على أساس مصالحنا الوطنية وحقوقنا التي لا يمكن إنكارها، لكننا لسنا على استعداد للتفاوض تحت الضغط والترهيب”.

جروسي مع عراقجي

عراقجي مع جروسي

قبل اجتماع حكام الوكالة

منصة عصر إيران، أشارت إلى أهمية زيارة مدير الذرية الدولية في وقت حرج، حيث تستعد الترويكا الأوروبية لإصدار قرار ضد إيران في الاجتماع المقبل لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

والغرض من القرار الذي تقترحه الترويكا الأوروبية، هو إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات للموافقة على قيود جديدة على أنشطتها النووية مقابل خفض العقوبات، لضمان سلمية برنامجها النووي.

لكن هناك مخاوف أيضًا من لجوء القوى الأوروبية إلى الاستفادة من آلية الزناد للعودة بالعقوبات الدولية وفرضها على إيران، إذا ما لم تتجاوب مع الوكالة الدولية حول القضايا الخلافية، ومنها حرية عمل المفتشين الدوليين.

لقاء عراقجي مع جروسي

عراقجي مع جروسي

مهمة سياسية

حسب تقرير صحيفة آرمان امروز، اليوم الخميس، فإن زيارة جروسي، هي مهمة سياسية في قالب فني، فقبل رحلته إلى طهران، حذر المدير العام للمراقبة النووية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء 12 نوفمبر من أن “هامش المناورات المتعلقة ببرنامج إيران النووي آخذ في التناقص”.

وقال جروسي في قمة تغير المناخ COP-29 المنعقدة في باكو، إن “على الحكومة الإيرانية أن تفهم أن الوضع الدولي أصبح متوترًا بشكل متزايد وهوامش المناورة تتضاءل وإيجاد سبل “لذلك من الضروري للتوصل إلى حلول دبلوماسية”.

وشدد على أنه “بالنظر إلى حجم ومدى البرنامج النووي الإيراني، فإن زيادة إشراف الوكالة أمر مهم للغاية”.

عراقجي وجروسي

عراقجي مع جروسي

العودة للاتفاق النووي

لا يبدو أن واشنطن وطهران على استعداد الآن للعودة إلى اتفاق 2015 النووي، خاصة أن الرئيس القادم هو دونالد ترامب الذي غادر هذا الاتفاق عام 2018، وبالتالي لن يقبل العودة للاتفاق نفسه الذي رفضه من قبل.

كما أن هذا الاتفاق المعطل، الذي غادره الجميع حتى إيران بممارستها سياسة خفض الالتزام النووي حتى ارتفع مستوى تخصيبها لليورانيوم إلى درجة حرجة 60%، قد أوشكت صلاحيته على الانتهاء في أكتوبر 2025.

ولذلك، ليس هناك ما يلزم طهران على خفض مستوى تخصيب اليورانيوم، وربما ستظل تحافظ على سلمية برنامجها النووي أمام العالم بالسماح بعمل المفتشين الدوليين بالتعاون مع الذرية الدولية، مع احتفاظها بعتبتها المتقدمة من مستوى تخصيب اليورانيوم، احتياطًا لمواجهة التهديدات الإقليمية التي تطال أمنها القومي.

جروسي مع محمد اسلامي

جروسي مع رئيس الذرية الإيرانية، محمد اسلامي

تفاهم مارس 2023

قبل أن يزور طهران، أطلق جروسي تصريحات إيجابية وأخرى تحذيرية من برنامج إيران النووي، فقد قال: “من الضروري تحقيق تقدم جوهري في تنفيذ البيان المشترك الذي تم الاتفاق عليه مع إيران في 4 مارس 2023، فإن زيارتي إلى طهران مهمة للغاية في هذا الصدد”.

وحسب وكالة خبر اونلاين الإيرانية، أمس الأربعاء 13 نوفمبر، فإن نص التفاهم الذي يعمل جروسي على تفعيله هو: التفاعل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران بروح التعاون والامتثال الكامل لاختصاصات الوكالة وحقوق والتزامات جمهورية إيران الإسلامية على أساس اتفاق الضمانات الشاملة.

أعلنت إيران استعدادها لمواصلة التعاون وتوفير المزيد من المعلومات حول المواقع الثلاثة المشكوك فيها. كما تسمح إيران طوعا للوكالة بالقيام بمزيد من أنشطة التحقق والمراقبة إذا لزم الأمر. وسيتم الاتفاق على طريقة تنفيذها بين الطرفين.

فرجي راد

خبير الشؤون الدولية، الإيراني عبد الرضا فرجي راد

نتيجة الرحلة!

بالنسبة لترامب بالإضافة إلى حساباته الاقتصادية، فإن مسألة ضمان ألا تمتلك إيران السلاح النووي، قضية تشغله لصالح أمن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار أستاذ الجغرافيا السياسية، عبد الرضا فرجي راد، في صحيفة آرمان ملي اليوم الخميس، إلى أن وجهة نظر ترامب تعتمد على زيارة جروسي لإيران، فإن مدى نجاح هذه الرحلة سيؤثر على قراراته، موضحًا: تقرير مدير الذرية الدولية يمكن أن يؤثر على نظرة واشنطن إلى طهران في الإدارة الجديدة، فإذا كان إيجابياً ورحبت إيران بالمفاوضات لحل المشاكل، فقد يرجع الطرفان إلى مفاوضات غير مباشرة في المرحلة الأولى.

وأضاف: لقد صرح ترامب بشكل عام بأنه لا يبحث عن التوتر والصراع، وأنه إذا تمكن من التوصل إلى اتفاق مع إيران، فإنه سيرحب به بكل تأكيد.

ربما يعجبك أيضا