وثائق: مسؤول مالي أمريكي تكتّم على لقاءات مع شخصيات ديمقراطية بارزة

أخفى رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، جاري جينسلر، تفاصيل تتعلق بـ4 اجتماعات أجراها مع شخصيات سياسية بارزة.

وحسب تقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، يوم الاثنين 12 ديسمبر 2022، يأتي ذلك وسط مخاوف من تسييس جينسلر، المحسوب على الحزب الديمقراضي، لأعمال اللجنة التابعة لوزارة الخزانة.

لقاء مع كلينتون واجتماع مع سوروس

وفق ما جاء في التقرير، فإن النسخة المعلنة من جدول أعمال المسؤول الأمريكي ليوم 3 أغسطس 2021 لم تتضمن سوى اجتماع مع موظفي اللجنة،  بيد أنه أدرج بنسخة خاصة من الجدول، لقاءً مع وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، إلى جانب اجتماع أخفى تفاصيله، في 20 أغسطس 2021، مع الملياردير جورج سوروس.

جدول أعمال جينسلر، المنطوي على تناقضات كثيرة، حصلت عليه “انيرجي بوليسي أدفوكاتس”، وهي مجموعة مراقبة غير ربحية مقرها في واشنطن، وشاركته مع الخدمة الرقمية لشبكة “فوكس نيوز”، بعد رفع دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات، ضد لجنة الأوراق المالية والبورصات.

صورة مجمعة لرئيسة النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، ووزير الخارجية الأمريكيةالسابقة هيلاري كلينتون

تحديث «من حديث لآخر»

على إثر ذلك الكشف، تواصلت الخدمة الرقمية لـ”فوكس نيوز” مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، التي سارعت بدورها لتحديث النسخة المعلنة من جدول أعمال جينسلر، لتشتمل على لقائه بكلينتون في أغسطس 2021. لكنها خلت من اجتماعه مع سوروس.

وردًا على ذلك، قال المتحدث باسم الوكالة لـ”فوكس نيوز” إن النسخة المعلنة تضمنت لقاء جينسلر مع كلينتون. وعندما عرضت الشبكة الأمريكية “لقطة شاشة” تدحض ذلك، زعم أن الوكالة تحدث جداول الأعمال “من حين لآخر”، بمجرد أن تكتشف وجود شيء مفقود أو غير دقيق يشوبها.

اجتماعان مع بيلوسي ومينور

جينسلر، المدير التنفيذي السابق لبنك الاستثمار الأمريكي “جولدمان ساكس” وأحد مسؤولي إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، تولى منصب المدير المالي للحملة الرئاسية لكلينتون في العام 2016. وصادق مجلس الشيوخ على تعيينه رئيسًا للجنة الأوراق المالية والبورصات في إبريل 2021.

ووفق “فوكس نيوز”، تظهر النسخ المؤرشفة من النسخة العامة من جدول أعمال جينسلر، أيضًا، أن الوكالة أخفت اجتماعين آخرين، في سبتمبر 2021، مع رئيس مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، والمستشار مينيون مور، وهو مسؤول سابق بالبيت الأبيض، قبل الكشف عنهما بالنسخة المحدثة.

مقال سوروس

في 6 سبتمبر 2021، بعد نحو أسبوعين من اجتماع جينسلر وسوروس، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالًا افتتاحيًا للملياردير وممول الأنشطة الخيرية، انتقد خلاله توجه شركة “بلاك روك” الأمريكية للاستثمار بمليارات الدولارات في الصين، بوصفه “خطأ مأساويًّا”.

وذكر جدول أعمال جينسلر الخاص أن اجتماعه مع سوروس كان بهدف “إعادة نشر مقاله”، الذي ناشد خلاله الكونجرس بضرورة تمرير تشريع يمنح لجنة الأوراق المالية والبورصات سلطة تنظيمية أكبر.

مقال للملياردير الأمريكي، جورج سوروس، بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية

أمر لافت للنظر

المحامي الذي يمثل مجموعة “إنيرجي بوليسي أدفوكاتس”، كريس هورنر، قال لـ”فوكس نيوز”، إن انتقاد سوروس لـ”بلاك روك” أمر لافت للنظر، مشيرًا إلى أن دعوته منح مزيد من الصلاحيات للجنة الأوراق المالية والبورصات قد تكون مدفوعة بمشورة من جينسلر، واصفًا إياها بأنها “مدهشة”.

وأضاف أن هذه الدعوة تبعث على الثقة، وسط مخاوف من تسييس جينسلر للجنة يُفترض أنها مستقلة. وتابع: “صحيح أن جينسلر كان بمثابة (منارة تقدمية) لهيلاري كلينتون، لكنه الآن رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، ويشير جدول أعماله إلى أنه كان على علم بغرض الاجتماع مع سوروس”.

الجانب الأقل إثارة للدهشة

رأى هورنر أنه من المهم معرفة مقترح فكرة عقد اجتماع بين جينسلر وسوروس، ودوافعه وترتيباته. وفي حين أن متحدث لجنة الأوراق المالية والبورصات قال إن جينسلر لم يطلب “وضع مسودة أو طرح” أي مقال رأي، لم يذكر تفاصيل اجتماعه مع الملياردير الأمريكي الليبرالي.

وتابع هورنر: “حذف لقاء جينسلر مع هيلاري من النسخة العامة من جدول الأعمال هو الجانب الأقل إثارة للدهشة” وأردف: “أبلغت لجنة الأوراق المالية والبورصات مجموعة إنيرجي بوليسي أدفوكاتس في البداية بأنهم لن يحصلوا إلا على جداول الأعمال المنشورة، لكنها تحدت ذلك”.

الملياردير الأمريكي جورج سوروس

انتقادات لاذعة

أشارت “إنيرجي بوليسي أدفوكاتس” إلى أن النسخ المنقحة من جداول أعمال رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، عادة ما يجري نشرها بعد أشهر من وقوع ما تشتمل عليه من أحداث، لذا فإنها كانت تريد الوصول إلى النسخ الأصلية.

ووفق “فوكس نيوز”، واجه جينسلر انتقادات لاذعة من مجموعات أعمال ومشرعين جمهوريين لدفعه نحو سياسات تقدمية، بما في ذلك “الإفصاح المناخي”، الذي يتطلب من الشركات المتداولة علنًا مشاركة بيانات انبعاثات الكربون، وغيرها من المعلومات المناخية.

تشريع جمهوري

قدم نائبان جمهوريان بلجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي، هذا الشهر، تشريعًا من شأنه أن يحد من قدرة لجنة الأوراق المالية والبورصات على طلب مثل هذه الإفصاحات المناخية.

وفي هذا الصدد، صرح بيل هويزنجا، النائب الجمهوري عن ولاية ميشيجن، لـ “فوكس نيوز”، بأن النهج التنظيمي “القاسي” للجنة الأوراق المالية والبورصات، برئاسة جاري جينسلر، “لن يضر اقتصادنا فقط، بل يؤثر سلبًا أيضًا في الشركات الصغيرة، ويزيد من صعوبة تقاعد المستثمرين بضمان مالي”.