أفرجت الولايات المتحدة الأمريكية، عن وثائق جديدة مرتبطة باغتيال الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي، الذي قتل في 1963.
وفي بيان له على منصته “Truth Social”، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع السرية عن مجموعة من الوثائق التي تعود لعام 1963 والمتعلقة باغتيال كينيدي، والتي قال إنها “طال انتظارها من قبل الشعب الأمريكي”.
هل تورطت دول في قتله؟
بحسب تقرير صادر عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأربعاء 19 مارس 2025، فإن الإفراج الأخير شمل مئات الصفحات من الوثائق التي كانت محجوبة أو منقحة سابقًا، وتتعلق بتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بشأن علاقات لي هارفي أوزوالد المتهم بقتل كينيدي بدبلوماسيين وشخصيات أجنبية في الفترة التي سبقت الاغتيال.
إحدى الوثائق تشير إلى اجتماع أوزوالد في مكسيكو سيتي مع دبلوماسيين سوفييت وكوبيين قبل أسابيع فقط من اغتيال كينيدي، ويعد هذا الاجتماع محط اهتمام طويل الأمد للباحثين الذين يحاولون تحديد ما إذا كان أوزوالد قد تلقى توجيهات أو دعمًا من قوى أجنبية.
لكن في الوقت الذي سلطت فيه بعض الوثائق الضوء على تفاصيل جديدة حول تحركات أوزوالد وعلاقاته، بقيت فقرات وأسماء وشبكات استخباراتية مغطاة بحبر أسود، مما أثار غضب بعض المؤرخين الذين يرون أن الشفافية لا تزال منقوصة.
لماذا كوبا
الوثائق أيضا أشارت إلى أن قاتل الرئيس الأمريكي قد يكون على صلة بـ الكوبيين الذين كانوا على خلاف كبير مع أمريكا في ذلك الوقت.
أظهرت الوثائق أن وزارة الدفاع الأمريكية عام 1963 وفي خضم الحرب الباردة، في أوائل الستينيات كانت تريد الإطاحة بالرئيس الكوبي آنذاك فيدل كاسترو الذي كان يدعم القوى الشيوعية في دول أخرى.
وتكشف وثيقة نشرت في يناير 1962 تفاصيل مشروع سري للغاية يسمى “المشروع الكوبي”، وهو حملة من العمليات السرية والتخريب تقودها (سي.آي.إيه) ضد كوبا، بموافقة كنيدي عام 1961، بهدف الإطاحة بنظام كاسترو، وهو الأمر الذي تم ربطه بضلوع كوبا في التخطيط لاغتيال الرئيس الأمريكي.
انتقادات لوكالات الاستخبارات
انتقد جيفرسون مورلي، مؤرخ وصحفي بارز تخصص في متابعة أخبار اغتيال كينيدي، استمرار حجب بعض المعلومات بحجة حماية مصادر وطرق استخباراتية.
وقال “لقد مرت ستة عقود تقريبا، وأي مصادر أو أساليب كانت مستخدمة في الستينيات لم تعد قائمة اليوم، ما يحدث هو ببساطة تستر غير مبرر”.
وأشار مورلي إلى أن استمرار الحجب يغذي الشكوك والنظريات التي تتحدث عن تورط أطراف داخلية أو أجنبية في اغتيال كينيدي، ويقوض الثقة في الرواية الرسمية التي خلصت إلى أن أوزوالد تصرف بمفرده.
حماية الأمن القومي
من جهتها، قالت مصادر في البيت الأبيض إن بعض المعلومات لا تزال محجوبة لأسباب تتعلق بالأمن القومي وحماية الأفراد المرتبطين بالشبكات الاستخباراتية التي قد تكون لا تزال نشطة حتى اليوم.
وفي بيان رسمي لمجلس الأمن القومي الأمريكي، قال إن الحكومة ملتزمة بالإفراج الكامل عن أكبر قدر ممكن من المعلومات، دون المساس بأمن الولايات المتحدة أو سلامة الأفراد المعنيين.
مطالب بمراجعة شاملة
مع هذا الإفراج الجزئي، دعا مؤرخون ونواب في الكونجرس إلى مراجعة نهائية وشاملة لجميع السجلات المتبقية، بحيث يتم الإفراج الكامل عن الوثائق أو تبرير استمرار حجبها بشكل أكثر وضوحًا أمام الجمهور.
وقالت جيرالدين كولمان، عضو لجنة الرقابة في مجلس النواب، إن الشفافية الكاملة هي السبيل الوحيد لإغلاق هذا الملف الذي ظل مفتوحا لعقود وأثار نظريات مؤامرة لا تنتهي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2168207