تعهد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بإنهاء “المعاناة والدمار في لبنان”، في نداء وصف بمغازلة أصوات الناخبين العرب قبل أيام من انطلاق السباق المحموم للبيت الأبيض.
لبنان الذي يعاني من حرب إسرائيلية شاملة أصبح محط أنظار الحملات الانتخابية لكلا الفريقين سواء الجمهوري أو الديمقراطي وداخل البيت الأبيض أيضًا.
وقف الحرب في لبنان
قال ترامب في تغريدته: “خلال فترة إدارتي كان هناك سلام في الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى قريبًا جدًا، سأصلح المشاكل التي تسبب فيها كامالا هاريس وجو بايدن، وأوقف المعاناة والدمار في لبنان”، مضيفًا: “أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقي الدائم، سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع المجتمعات اللبنانية”.
وأعرب ترامب عن تطلعه إلى العمل مع المجتمع اللبناني الذي يعيش في الولايات المتحدة لضمان سلامة وأمن شعب لبنان، ورغم ذلك، فإنه يدعم إسرائيل خلال حربيها في غزة ولبنان، بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وتعهد كلا من مرشحي الرئاسة الأمريكية ترامب وهاريس بدورهما بالحفاظ على دعم الولايات المتحدة لحليفتها.
ودعا ترامب هذا العام إسرائيل إلى إنهاء حربها في غزة، وقال إنه سيحقق السلام في الشرق الأوسط، منتقدًا هاريس بسبب تعليقها بشأن “عدد كبير جدًا من المدنيين الأبرياء” الذين يموتون في غزة، بعد أن التقت برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الصيف.
During my Administration, we had peace in the Middle East, and we will have peace again very soon! I will fix the problems caused by Kamala Harris and Joe Biden and stop the suffering and destruction in Lebanon. I want to see the Middle East return to real peace, a lasting peace,…
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 30, 2024
حجر الزاوية
ذكرت “نيويورك تايمز”، في تقرير نشرته الأربعاء 30 أكتوبر 2024، أن ترامب، في الشهر الماضي، كان لا يزال يعد بإعادة فرض ما أسماه “حظر السفر الشهير” على بعض الدول الإسلامية، وادعى أن نائبة الرئيس كامالا هاريس “تريد إيداع الآلاف من المتعاطفين مع الجهاديين في مينيسوتا”، قائلًا إن الديمقراطيين لديهم خطة “لتحويل الغرب الأوسط إلى الشرق الأوسط”.
وأفادت بأن التهويل المناهض للمسلمين هو حجر الزاوية في هوية ترامب السياسية، ويعود تاريخه إلى حملته الانتخابية في 2016، ولكن في المرحلة الأخيرة من السباق الرئاسي، يحاول ترامب إقناع مجموعة حاسمة من الناخبين العرب والمسلمين بضرورة التصويت له، رغم أنه قضى سنوات في إهانتهم وتشويه سمعتهم.
وخلال تجمع حاشد يوم السبت في ميشيجان، وهي ولاية متأرجحة حاسمة تضم عددًا كبيرًا من السكان العرب والمسلمين، أخبر الحشد أنه التقى بمجموعة من قادة المجتمع، “هل تعلم ماذا يريدون؟” سأل، “يريدون السلام، إنهم أناس عظماء”، ودعا إلى ضرورة أن يتجنب المسلمون التصويت لهاريس لأنها لديها نواب يكرهون المسلمين.
حساب سياسي
قالت الصحيفة إن التحول الذي حدث للرئيس السابق ينم عن حساب سياسي واضح، فمع تعادل السباق تقريبًا، فقد ينتهي به الأمر بالفوز أو الخسارة بناءً على حفنة من أصوات الأمريكيين المسلمين الذين قال إنهم غالبًا ما فشلوا في الاندماج في الثقافة الأمريكية في الماضي.
وأضافت أن ترامب يستغل ضعف الديمقراطيين بين الأمريكيين العرب والمسلمين بسبب دعم إدارة بايدن للهجوم الإسرائيلي على غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شخص ردًا على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن معظم الأمريكيين العرب ليسوا مسلمين ومعظم المسلمين الأمريكيين ليسوا عربًا، ولكن قطاعات كبيرة من المجموعتين متعاطفة مع القضية الفلسطينية.
تأثير خطير
ولا يوجد لدى معظم الناخبين أوهام بشأن ما يحاول ترامب القيام به، فإن الانفتاح حقيقي بين الناخبين الذين يقولون إنهم قد يبقوا في منازلهم، أو يصوتون لحزب ثالث أو حتى يصوتون للرئيس السابق، لأنهم يشعرون بالاسيتاء من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقد يكون لهؤلاء الناخبين تأثيرًا خطيرًا في ولاية ميشيجان المتأرجحة، والتي يسكنها أكثر من 300 ألف نسمة من أصول شرق أوسطية أو شمال إفريقية، والتي فاز بها الرئيس بايدن بنحو 155 ألف صوت في عام 2020.
من جانبه، قال الإمام بلال الزهيري: “نحن كمسلمين نقف مع الرئيس ترامب لأنه يعد بالسلام وليس بالحرب، نحن ندعمه لأنه وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا”، معربًا عن اعتقاده أن ترامب قادر على تحقيق ذلك، وأنه يعتقد أن “هناك سببًا وراء إنقاذ الله لحياته مرتين”، في إشارة إلى تعرضه لمحاولتي اغتيال فاشلتين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2031122