وسط غضب من كوريا الشمالية.. مناورات «درع الحرية» تبدأ مرحلة الهجوم المضاد

آية سيد
مناورات درع الحرية للرد على تهديدات كوريا الشمالية

بدأت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية مرحلة "عمليات الهجوم المضاد" في مناورات "درع الحرية" وسط غضب من كوريا الشمالية.


بدأت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية المرحلة الثانية من مناورات “درع الحرية”، أكبر تدريبات عسكرية مشتركة تجمعهما منذ 5 سنوات.

وتأتي هذه المناورات وسط ردود فعل غاضبة من كوريا الشمالية. وفي هذا الشأن أورد موقع “ستارز آند سترايبس“، أول من أمس الاثنين 29 أغسطس 2022، نقلًا عن مسؤول بوزارة الدفاع الوطني لكوريا الجنوبية، أن مناورات “درع الحرية أولشي” دخلت مرحلة “الهجوم المضاد”.

مرحلة «الهجوم المضاد»

قال مسؤول وزارة الدفاع الوطني الكورية الجنوبية، في مكالمة هاتفية لموقع “ستارز آند سترايبس”، إن المرحلة الثانية من المناورات تهدف إلى “ضمان سلامة كوريا الجنوبية في أثناء الرد على هجمات الأعداء”. ولم تفصح الولايات المتحدة أو جيش كوريا الجنوبية عن مواقع التدريب، وأعداد القوات وغيرها من التفاصيل المتعلقة بالمناورات.

وفي هذا السياق، قالت القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، وهي القيادة العسكرية المسؤولة عن 28 ألفًا و500 من القوات على شبه الجزيرة الكورية، إن “سياستها لا تسمح لها بالتعليق على التدريبات الجارية”. ومن جانبه قال مسؤول وزارة الدفاع الوطني إن “الوحدات العسكرية تشارك في تدريبات ميدانية وفي محاكاة حاسوبية بجميع أنحاء البلاد”.

غياب التفاصيل عن مناورات «درع الحرية» 

أشار موقع “ستارز آند سترايبس” إلى أن الوصول الإعلامي إلى مناورات “درع الحرية” كان ضئيلًا. وعلاوة على هذا، كانت المعلومات العلنية مقصورة على عدد قليل من النشرات الإخبارية وصور قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، الجنرال بول لاكاميرا، ووزير الدفاع، لي جونج سوب، وهما يناقشان العمليات في غرفة عمليات بالقرب من سيول.

وفي هذا الشأن، قال الباحث في معهد آسان للدراسات السياسية، يانج يوك، إن المعلومات حول تدريب الهجوم المضاد غير متاحة، ولكن في التدريبات السابقة ركز الحليفان على محور أساسي. وقال: “قد يكون الهجوم المحدود أو الهجوم الشامل” من عدو، لافتًا إلى أنه عبر التركيز على محور واحد، يستطيع الجيش التدرب على نسخ متعددة من ذلك السيناريو.

 

مناورات درع الحرية للرد على تهديدات كوريا الشمالية

مناورات درع الحرية

 

مواجهة تهديدات كوريا الشمالية

كان مسؤولو الدفاع الأمريكيون والكوريون الجنوبيون يحذرون، منذ يوليو الماضي، من أن النظام الشيوعي في بيونج يانج يستعد لأول اختبار للأسلحة النووية منذ 2017، بحسب “ستارز آند سترايبس”. وفي حين تدين كوريا الشمالية مناورات “درع الحرية” بوصفها تدريبات على غزو أراضيها، يقول القادة العسكريون لأمريكا وكوريا الجنوبية إنها استعدادات لصد هجوم كوريا الشمالية.

وفي بيان صحفي، عقب “حوار الدفاع المشترك” 21 بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ذكر مسؤولو وزارتي الدفاع الأمريكية والكورية الجنوبية أن المناورات كانت ردًّا على “الحجم والنطاق المتزايدين لاختبارات الصواريخ” التي أجرتها كوريا الشمالية على مدار العام الماضي، مضيفين أن مناورات “درع الحرية” ستعزز الجاهزية المشتركة.

تقييم جيش كوريا الجنوبية

أفاد موقع “ستارز آند سترايبس” أن المناورات مثل “درع الحرية” تعد أحد المتطلبات التي يجب على جيش كوريا الجنوبية الوفاء بها كي تتنازل الولايات المتحدة عن سلطتها وقت الحرب، وفق الاتفاقيات الثنائية المتعددة بين الجانبين، ومنها الاتفاقية بين وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ونظيره الكوري الجنوبي، سوه ووك، في 2021.

ويشار إلى أن سيول تحتفظ بقيادة جيشها في أوقات السلم، لكن واشنطن تتولى القيادة في حالة الحرب. وكان الجيش الأمريكي يجري تقييمًا لنظيره الكوري الجنوبي منذ عقود لمنحه المزيد من الاستقلالية. وفي بيان صحفي في 23 أغسطس الحالي، أعلنت القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية أن جنرالًا في الجيش الكوري الجنوبي سيقود المناورات الضخمة إلى جانب القائد الأمريكي للمرة الأولى.

مناورات درع الحرية للرد على تهديدات كوريا الشمالية

مناورات درع الحرية

كيف ردت كوريا الشمالية على المناورات؟

رصد موقع “إن كيه نيوز“، وهو موقع أمريكي يهتم بأخبار كوريا الشمالية، ردود أفعال وسائل الإعلام الكورية الشمالية على مناورات “درع الحرية”، التي هاجمت التدريبات بشدة، خاصة تلك التي تشمل سيناريوهات “الهجوم المضاد”، فعلى سبيل المثال، موقع “أريرانج ميري”، الذي تديره حكومة كوريا الشمالية، انتقد وصف المناورات بالدفاعية، وقال إن هذا “غير منطقي” و”مخادع”.

وزعمت منافذ إعلامية أخرى أن المناورات تنطوي على خطط “للتقدم نحو بيونج يانج عبر كايسونج” الواقعة قرب الحدود بين الكوريتين، واستشهد بعض المقالات بـ”خطة العمليات 5015“، التي تدعو إلى الرد الفوري على التهديدات الكورية الشمالية. وقال موقع “أوري مينجوك كيري” (Uriminzokkiri) التابع للدولة: “هذا عمل استفزازي سياسي وعسكري خطير ضدنا، يهدف إلى غزو بيونج يانج والاستيلاء عليها”.

 

ربما يعجبك أيضا