وفرة المعروض تتراجع بأسعار القمح لمستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية

سارة هشام

تشير التقديرات إلى أن المساحات المزروعة بالقمح الشتوي بالولايات المتحدة لعام 2023 هي الأكبر منذ 8 سنوات.


شهدت أسعار الحبوب، منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، قبل عام، ارتفاعات متتالية، وكان القمح الأكثر تأثرًا، على اعتبار البلدين أكبر مصدرين له.

وبلغت أسعار القمح مستويات قياسية، خلال العام الماضي 2022، حين قفزت من مستويات 280 دولارًا في فبراير، إلى 480 دولارًا في مارس من نفس العام، ما ضاعف الأعباء المالية على ميزانيات البلدان المستوردة، قبل تعود للهبوط إلى مستويات ما قبل الحرب مجددًا.

مؤشر أسعار الأغذية منذ2005 ويتضمن الحبوب

مؤشر أسعار الأغذية منذ2005 ويتضمن الحبوب

القمح لأدنى مستوياته في 2021

تراجعت أسعار العقود الآجلة الأمريكية للقمح، بنهاية الأسبوع الماضي، 7.2% إلى 7.1 دولار للبوشل، لتصل إلى أدنى مستويات منذ سبتمبر 2021، (البوشل = نحو 27 كيلوجرامًا)، في ظل وفرة المحاصيل الروسية والأسترالية، واحتدام المنافسة بينها، وفق ما ذكرته وكالة بلومبرج.

كذلك تراجعت الأسعار في السوق الأوروبية إلى مستوي 290 يورو للطن، على بورصة يورونكست الإلكترونية، وفق ما نقله قناة سكاي نيوز. وقال رئيس شركة جلوبال كوموديتي أناليتيكس أند كونسالتنج،  مايكل زوزولو، إن الآسعار تنخفض بالولايات المتحدة وأوروبا نتيجة دخول  محاصيل روسيا والهند وأستراليا. 

 تراجع أسعار القمح للشهر الثالث تواليًا

 شهدت أسعار القمح انخفاضًا للشهر الثالت على التوالي على مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للأغذية والحبوب،  بمعدل 2.5%، نتيجة زيادة الإمدادات العالمية، وتوافر إنتاج أكبر من المتوقع في أستراليا وروسيا.

ويعد القمح المحصول الوحيد، بين الحبوب، الذي تراجع خلال الأشهر الـ3 الماضية، وصعدت الأسعار الدولية للأرز بـ6.2%، نتيجة ارتفاع الطلب وتراجع المعروض والتحركات في أسعار الصرف، وكذلك شهدت أسعار الذرة ارتفاعًا 0.5% نتيجة المخاوف من ظروف الجفاف في الأرجنتين.

زيادة في المساحات المزروعة للقمح خلال 2023

توسعت المساحات المزروعة من القمح في البلدان المنتجة، وتشير التقديرات إلى أن المساحات المزروعة بالقمح الشتوي بالولايات المتحدة لعام 2023 هي الأكبر منذ 8 سنوات، بزيادة 11% عن العام الماضي، أما في كندا، فتشير التوقعات إلى أن المساحات الإجمالية للقمح ستتوسع 2%، خلال العام الحالي، وفق ما جاء في تقرير صادر عن منظمة الفاو، فبراير 2023.

ومن المتوقع أن تشهد المساحات المزروعة بالقمح في بريطانيا وآيرلندا ارتفاعًا 1%، مدعومة بأحوال الطقس المواتية وأسعار الإنتاج المرتفعة، أما في أوكرانيا، فمن المتوقع أن تشهد تراجعًا 40%، نتيجة القيود المالية الصارمة، والأضرار التى أصابت بالبنية التحتية، وصعوبة الوصول إلى الحقول في بعض أجزاء البلاد، وفق تقرير الفاو.

روسيا تبيع 60 مليون طن قمح خلال موسم 2023

في روسيا، فمن المتوقع أن نشهد المساحة المزروعة بالقمح تراجعًا طفيفًا، نتيجة توافر كميات كبيرة محليًّا وتدني الأسعار، وأعلن الرئيس فلاديمر بوتين أن بلاده ستبيع ما يصل إلى 60 مليون طن من القمح في الأسواق الخارجية، خلال الموسم الحالي، بحسب الفاو.

وحصدت روسيا محصولًا قياسيًّا بلغ 153.8 مليون طن من القمح، خلال عام 2022، ما دفع المزارعين للإسراع في إفراغ الصوامع، قبل موسم الحصاد الجديد.

أرباح قياسية لشركات الغذاء

حققت شركة كارجيل الأمريكية لشراء وتوزيع الحبوب أرباحًا استثنائية، خلال العام الماضي، بقيمة 6.6 مليار دولار من الأرباح الصافية، بزيادة 35% عن العام 2021، بفضل ارتفاع أسعار الحبوب، وعلى رأسها القمح. وكذلك كان العام الماضي استثنائيًّا لشركة إيه دي إم الأمريكية، التي حققت أرباحًا صافية قياسية وصلت إلى 4.34 مليار دولار بزيادة 60%.

وقالت الخبيرة الاقتصادية المتخصة في الأمن الغذائي في جامعة واترلو في كندا، جينيفر كلاب، إن الشركات تمكنت من شراء القمح في يناير من عام 2022، أي قبل شهر واحد من اندلاع الحرب، وبيعها لاحقًا بسعر أعلى بكثير، ما ساهم في جني أرباح كبيرة.

ربما يعجبك أيضا