وقف الحرب.. عقوبات ترامب تستهدف كنوز المعادن وسط إفريقيا

بسام عباس
إفريقيا

أرسلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مذكرة دبلوماسية إلى حكومة كينيا تحذر فيها من فرض عقوبات محتملة على المسؤولين في رواند والكونغو؛ عشية اجتماع قمة يهدف إلى التفاوض على وقف إطلاق النار في الصراع في الجزء الشرقي الغني بالمعادن من جمهورية الكونغو.

تهديد بفرض عقوبات

ذكرت مجلة “أوراسيا ريفيو”، في تقرير نشرته السبت 8 فبراير 2025، أن مذكرة واشنطن تنص على أن الاستقرار في المنطقة سيتطلب من الجيش الرواندي “سحب قواته وأسلحته المتقدمة” من الكونغو. وأعلنت أنه “بينما نطالب الطرفين بهذه المطالب، سننظر في فرض عقوبات على غير المتعاونين، بما في ذلك المسؤولون العسكريون والحكوميون في كل من الحكومتين”.

وبالإضافة إلى ترتيب وقف إطلاق النار في شرق الكونغو، يأمل الزعماء الإقليميون في وضع حد للانتهاكات المتفشية والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في الكونغو، وزيادة تدفق الغذاء والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية الأخرى التي يحتاجها ملايين النازحين بشدة.

انزعاج أمريكي

في 27 يناير 2025، اتصل وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، برئيس الكونغو، فليكس تشيسكيدي، “لمناقشة العلاقات الثنائية وتعزيز العلاقات”، وفي هذه المكالمة التمهيدية، أدان الوزير روبيو هجوم حركة إم 23 المدعومة من رواندا على غوما، مؤكدًا احترام الولايات المتحدة لسيادة الكونغو الديمقراطية”، واتفقا على أهمية “الجهود الرامية إلى إعادة بدء المحادثات بين الكونغو ورواندا”.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، “أكد وزير الخارجية الأمريكي أن واشنطن منزعجة بشدة من تصعيد الصراع الدائر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخاصة سقوط غوما في أيدي جماعة إم 23 المسلحة المدعومة من رواندا”.

وفي 30 يناير 2025، رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سؤال بشأن الوضع في الكونغو الديمقراطية، خلال مؤتمر صحفي حول الاصطدام الجوي في واشنطن العاصمة، قال ترامب: “أنت تسألني سؤالاً عن رواندا، وهي مشكلة خطيرة للغاية، أوافق، لكنني لا أعتقد أنه من المناسب الآن التحدث عنها، لكنها مشكلة خطيرة جدًا”.

دعوة لتأييد إم 23

أوضح مايكل روبين، الباحث في معهد أميركان إنتربرايز، في تقرير بعنوان “على أمريكا أن تقف إلى جانب المتمردين في الكونغو”، بتاريخ 24 يناير 2025، أن ميليشيا حركة إم23 ونظام كاجامي يمكن لأمريكا أن تتعامل معهما تجاريًّا، وأن رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي يرأس “حكومة كونغولية فاسدة تغذي الصين ويسعى حاكمها لولاية ثالثة غير شرعية”.

وأضاف روبين أن “واشنطن ينبغي أن تكون صريحة، ستكون مدينة غوما أفضل تحت سيطرة حركة إم23 كعاصمة لمنطقة فيدرالية، لا تختلف كثيرًا عن كردستان العراق”، لذا “بدلاً من إدانة المتمردين”، يدعو روبين أن “تعمل أمريكا معها لبناء قدراتها ومساعدتها على الحكم بحرية ونزاهة، مؤكدًا أن الكونغو تستحق من هو أفضل من تشيسكيدي، وربما يكون المتمردون هم الوسيلة لتحقيق مستقبل أكثر عدالة وحرية وازدهارًا”.

رؤية ترامب لإفريقيا

تساءلت المجلة عمَّا يريد ترامب تحقيقه في وسط إفريقيا، لافتة إلى أنه أوضح أنه يريد مواجهة “التأثير الخبيث” للصين، التي قامت باستثمارات كبيرة في الكونغو عبر مبادرة “الحزام والطريق”، وأعرب عن رغبته في طرد الشركات الصينية من صناعة التعدين في تلك المنطقة.

وأوضحت أن ترامب يريد الحفاظ على سهولة الوصول الأمريكي للمواد الخام الاستراتيجية التي تعد حيوية لإنتاج المنتجات التكنولوجية الحديثة، بما في ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، واستخدام سكك حديد ممر لوبيتو لنقلها من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى ميناء لوبيتو على ساحل المحيط الأطلنطي في أنجولا، لافتًا إلى أنه يريد تعزيز التحالف العسكري والاقتصادي الأمريكي مع أوغندا ورواندا.

وأضافت أن كل من فيليكس تشيسكيدي وبول كاجامي يأملان أن يقف ترامب إلى جانبه، ولكن الجانب الوحيد الذي يقف فيه ترامب هو جانبه، لافتة إلى أنه سيحاول التلاعب بالوضع بأي طريقة يعتقد أنها تخدم مصالحه الشخصية دون الاهتمام بمصالحهما أو مصالح شعبيهما.

ربما يعجبك أيضا