وقف النار أم كسر العظام؟.. إرث بايدن يربك خطط ترامب

سوريا وأوكرانيا.. هل يدفع بايدن ترامب نحو فخ الأزمات؟

أحمد عبد الحفيظ

مع اقتراب موعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، تزداد التكهنات بشأن ما إذا كانت الإدارة الحالية بقيادة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن تتعمد خلق أوضاع مُتأزمة قد تعقّد مهمة الإدارة القادمة.

تتنوع هذه التكهنات بين التصعيد في الشرق الأوسط، تأجيج الحرب الروسية الأوكرانية، واستباق الأحداث عبر وساطات لوقف إطلاق النار في أماكن مثل لبنان وإسرائيل.

 حزب الله وإسرائيل

يقول تقرير صادر عن صحيفة “مونت كارلو” نشر الأحد 1 ديسمبر 2024، إن أحد أبرز التطورات التي أثارت الجدل كان إعلان إدارة بايدن دعمها اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين حزب اله وإسرائيل، جاء هذا الإعلان بعد أسابيع من تصعيد التوترات الحدودية والهجمات المتبادلة، في خطوة بدت كأنها محاولة لتهدئة الأوضاع قبل مغادرة بايدن البيت الأبيض.

رغم أن وقف إطلاق النار يهدف ظاهريا إلى إنهاء معاناة المدنيين على جانبي الحدود، إلا أن توقيته أثار تساؤلات، حيث يرى بعض المراقبين أن بايدن يسعى لتعزيز دوره كوسيط للسلام في المنطقة، مما يترك إرثا إيجابيا لإدارته على حساب ترامب الذي كان سيسعى لإنهاء الحرب مع بداية توليه الحكم.

هذه الخطوة قد تمثل تحديًا كبيرًا للإدارة القادمة، حيث سيكون على ترامب التعامل مع اتفاق مسبق فرضه بايدن دون الأخذ بعين الاعتبار مقاربة الإدارة الجديدة تجاه الشرق الأوسط.

الحرب الروسية الأوكرانية

فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، اتهمت إدارة بايدن بالسماح بتصعيد خطير من خلال تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى قادرة على استهداف العمق الروسي، هذا التطور دفع بالصراع إلى مرحلة أكثر خطورة، حيث بدأت روسيا تصعد من هجماتها الجوية والدفاعية، مما يزيد احتمالية اندلاع مواجهات أوسع نطاقا.

يرى محللون أن بايدن يهدف من خلال هذا التصعيد إلى تعزيز موقف الولايات المتحدة وحلف الناتو ضد روسيا، لكن الخطوة تأتي في توقيت حساس قد يعقد حسابات ترامب الذي وعد بإنهاء الحرب مباشرة بعد توليه الحكم.

من جهة أخرى، يعتقد البعض أن بايدن يتعمد ترك ملفات شائكة لترامب، بما يبرز أي إخفاق محتمل للإدارة المقبلة، وإذا ما فشل ترامب في إدارة الصراع، فقد ينظر إليه كمسؤول عن التدهور، في حين يخرج بايدن بمظهر الشخص الذي تصدى لروسيا بفاعلية.

اشتعال جبهة جديدة بالشرق الأوسط

في سوريا، شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا كبيرًا مع تجدد هجمات المعارضة المسلحة على مدن تسيطر عليها القوات الحكومية، وسط دعم غير مباشر من بعض القوى الإقليمية، هذا التصعيد قد يعيد ملف الحرب السورية إلى واجهة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل.

يتهم بايدن بالسماح بفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط من خلال التغاضي عن تحركات المعارضة ودعم بعض حلفائها في المنطقة، ومع تصاعد التوترات، قد يجد ترامب نفسه أمام أزمة متعددة الجوانب تشمل سوريا، إيران، وتركيا، إلى جانب ملف حزب الله وإسرائيل.

تعمد أم إدارة أزمات؟

فيما يتهم البعض بايدن بتعمد ترك أزمات معقدة لترامب، يرى آخرون أن ما يحدث هو مجرد إدارة للأزمات الحالية دون نية مسبقة لعرقلة الإدارة القادمة، إدارة بايدن ترى نفسها مضطرة للتدخل في هذه الملفات الحساسة نظرا لخطورتها، وعدم إمكانية تأجيل الحلول إلى ما بعد تسليم السلطة.

ومع ذلك، فإن توقيت هذه القرارات وتأثيرها المحتمل على الإدارة القادمة يفتح المجال للتساؤل عن نوايا بايدن الحقيقية، هل يسعى بالفعل لترك “تركة ثقيلة” للإدارة الجديدة، أم أن هذه الخطوات تمثل رؤية استراتيجية طويلة الأمد تعكس أولويات الولايات المتحدة بغض النظر عن تغير القيادات؟

ربما يعجبك أيضا