في خضم السباق الرئاسي الأمريكي، حذر دونالد ترامب أمام تجمع يهودي من أن فوز منافسته الديموقراطية، كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية سيؤدي إلى “نهاية إسرائيل”، خلال عامين.
مع ذلك وبحسب الإحصائيات، فإن أكثر من 70% من السكان اليهود الأمريكيين صوتوا لصالح كامالا هاريس، وذلك رغم أن دونالد ترامب لم يتردد في اتخاذ أي إجراء للدفاع عن الدولة العبرية خلال فترة ولايته الأولى كرئيس.
اليهود ديمقراطيون
الخبير الإيراني، علیرضا تقوی نیا، أوضح تقليديا، فإن اليهود أعضاء في الحزب الديمقراطي لأن هذا الحزب يمثل الأقليات الأمريكية وهو حزب ليبرالي ويعارض المحافظين والقوميين وغيرهم.
وذلك على عكس الجمهوريين، الذين معظمهم من البيض من حيث العرق، والإنجيليين (البروتستانت المتدينين)، لدرجة أنهم في بعض الحالات قاموا بمهاجمة المعابد اليهودية وأماكن العبادة اليهودية.
لكن كان من المتوقع أن يلقى ترامب الدعم من اليهود الأمريكيين، خاصة بعد سياسات “غير المسبوقة” خلال ولايته السابقة، مثل نقل السفارة إلى القدس، والاتفاق الإبراهيمي في المنطقة، وحتى الضغط الأقصى على إيران، كانت نتيجة لهذا الارتباط ووعود ترامب بـ الإنجيليين، فضلاً عن التأثير الكبير لصهره اليهودي جاريد كوشنر، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسيحيين الإنجيليين ونتنياهو واليمينيين في إسرائيل.
نقطة اتفاق
وفي تحليله بصحيفة آرمان امروز، أوضح تقوي نيا، أن الإنجيليين، الذين هم من بين المحافظين الجدد ويهيمنون على الحزب الجمهوري، هم بروتستانت متعصبون يعارضون بشدة اليهودية ويؤمنون بظهور المسيح مرة أخرى في القدس.
وبالطبع فإن معتقدات الإنجيليين تتفق في كثير من الحالات مع اليهود، على سبيل المثال، يعتقدون أن اليهود يجب أن يسيطروا على القدس ويبنوا الهيكل (هيكل سليمان) للمرة الثالثة.
والصهاينة بالطبع لديهم قراءة مختلفة ويعتقدون أن التوقع الثالث خيالي وكذب، لكنهم يحاولون التعاون معهم حتى يتمكنوا من الاستيلاء على القدس بالكامل. ويميل معظم اليهود الأمريكيين إلى حل الدولتين لحل المشكلة الفلسطينية وهم ضد نتنياهو وأتباعه الرافضين لهذا الحل.
قلق إسرائيلي
كان خطاب الرئيس ترامب بعد فوزه ووعوده للمجتمع العربي والإسلامي الأمريكي، مؤشر قلق لدى المجتمع الإسرائيلي. إذ هناك حالة عدم يقين من مستقبل السياسة التي سيتبعها ترامب تجاه الدولة العبرية، في ظل وعوده بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط.
ويشير المراقبون إلى أن سياسة ترامب تدار وفق المصالح الاقتصادية، ولذلك فإن ولايته الثانية ستختلف عن الأولى، لأن هناك تحولات قد جرت في الشرق الأوسط. فإن شخصية ترامب الخاصة والنرجسية للقيام بأشياء “غير عادية” و”غير مسبوقة” لعبت وستلعب دورًا مهما للغاية في اتخاذ القرارات.
لكن الآن هناك قلق في إسرائيل من أن ترامب في ولايته الثانية، لا يحتاج إلى أصوات الإنجيليين، ولذلك فقد يبدو في سياسته الداعمة مختلفًا عن ولايته السابقة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2042869