يفتقد كاريزما أردوغان.. هل يستطيع كليتشدار أوغلو الفوز برئاسة تركيا؟

عمر رأفت
زعيم المعارضة التركية، كمال كليتشدار أوغلو

المعارضون لترشيح كليتشدار أوغلو لانتخابات الرئاسة في تركيا قالوا إنه يفتقر إلى كاريزما أردوغان والدهاء السياسي.


تستعد تركيا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال الأسابيع المقبلة، وسط منافسة شديدة بين المرشحين.

ويتحدث الجميع عن رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، وهو المعارض الأول للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ورجل المعارضة التي تضع عليه آمالًا للفوز بالانتخابات الرئاسية التي ستنطلق في 14 مايو المقبل.

انتخابات تركية صعبة

قال موقع المونيتور الأمريكي، في تقرير نشره، الخميس 23 مارس 2023، إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون محتدمة بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، خاصة بعد قرار حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للكرد بعدم تقديم مرشح رئاسي خاص، ما يمنح دفعة لمرشح المعارضة في الانتخابات.

وأضاف الموقع الأمريكي أن تلك الانتخابات تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي، إذ تسبب تثبيت أسعار الفائدة المنخفضة في انهيار الليرة، بجانب الزلازل التي ضربت المدن التركية، ونتج عنها دمار هائل يحتاج إلى المليارات من الدولارات لإصلاحه.

اقرأ أيضًا: كليتشدار أوغلو.. أمل المعارضة التركية لزحزحة أردوغان عن كرسي الرئاسة

وأشار الموقع إلى أن الانتخابات تأتي أيضًا في وقت تعاني فيه أنقرة على مستوى علاقاتها مع حلفائها بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويريد كليتشدار أوغلو استغلال هذه الأمور لصالحه، للفوز على أردوغان في سباق الرئاسة.

كمال كليتشدار أوغلو

كمال كليتشدار أوغلو

هل يستطيع كليتشدار أوغلو الفوز؟

تساءل المونيتور عن قدرة مرشح المعارضة على منافسة أردوغان، وقالت إن المنافسة حتى وقت قريب كانت محسومة لأردوغان.

وفي تصريحات إلى المونيتور، وصف المحلل والزميل في مركز التقدم الأمريكي، آلان ماكوفسكي، مرشح المعارضة كيليتشدار أوغلو بأنه “رجل متحفظ وحذر، يحاول شق طريقه في المشهد السياسي”، وأضاف: “هذا الرجل (كليتشدار أوغلو) يمكن أن يضحك أخيرًا”.

كمال كليتشدار أوغلو

كمال كليتشدار أوغلو

من هو كليتشدار أوغلو؟

ولد كليتشدار أوغلو في 17 ديسمبر 1948 في قرية بليسا التابعة لمنطقة تونجلي لعائلة علوية، وهو الرابع من بين 7 أبناء لوالده كامر باي ووالدته يموش هانم. ولكليتشدار أوغلو أخ توأم، وهو متزوج ولديه 3 أطفال.

ودرس المرشح الرئاسي في أجزاء مختلفة من تركيا حتى تعليمه الثانوي، وتخرج في مدرسة إيلازيج الثانوية التجارية عام 1967 وحصل على المركز الأول، ثم تخرج في أكاديمية أنقرة للعلوم الاقتصادية والتجارية عام 1971. وعمل محاسبًا في وزارة المالية، ومكث في فرنسا لمدة عام واحد، وتعين في المديرية العامة للإيرادات عام 1983.

زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو

زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو

كاريزما أردوغان والدهاء السياسي

أشار المونيتور إلى أن المعارضين لترشيح كليتشدار أوغلو، قالوا إنه يفتقد كاريزما أردوغان والدهاء السياسي، ويقولون إن عقيدته العلوية وجذوره الكردية ستخيف المحافظين السنة والقوميين الأتراك، الذين يشكلون أكثر من نصف الناخبين.

وقال مدير شركة متربول لاستطلاعات الرأي، أوزر سينجار، في تصريحات أبرزها موقع المونيتور، إن “أكبر عيوب كيليتشدار أوغلو هو أنه ليس زعيمًا قويًّا، ولا توجد قصص نجاح واضحة في ماضيه، فضلًا عن أنه خسر معظم الانتخابات التي خاضها، ويفتقر إلى الشجاعة والدهاء السياسي ومهارات الخطابة”.

ولفت سينجار في تصريحاته إلى أن مرشح المعارضة فشل في تغيير صورة حزب الشعب الجمهوري بنحو هادف بين الناخبين، الذين لا يزالون يرون أن الحزب “يعادي القيم الدينية”.

كمال كليتشدار أوغلو

كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري

مهندس الانتصارات

رجح ماكوفسكي أنه في حالة خسارة مرشح المعارضة في الانتخابات، سيتهمه حلفاؤه بالأنانية، وبأنه وضع طموحه فوق مصلحة البلاد، منوهًا بأن خوف حزب العدالة والتنمية (الحاكم) من كليتشدار أوغلو، يتمثل في مشاركة بعض أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب الخير، في حملته الانتخابية.

وكانت زعيمة حزب الخير، ميرال إكشينار، رفضت علانية ترشح كليتشدار أوغلو، وأبدت رغبتها في ترشيح عمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو، أو عمدة أنقرة منصور يافاش، ولكن كليتشدار أوغلو رفض التراجع عن طموحاته.

ويصر روج جيراسون، وهو باحث كردي على اتصال دائم مع كليتشدار أوغلو، على أنه مهندس الانتصارات لحزب الشعب الجمهوري، وأضاف في تصريحات إلى المونيتور أن “مرشح المعارضة هو من صاغ التحالفات مع أحزاب المعارضة، والتي أدت إلى ترشحه”.

كمال كليتشدار أوغلو

كمال كليتشدار أوغلو

نقطة التحول

أشار المونيتور إلى أن كثيرين يعتقدون أن نقطة التحول في مسيرة كليتشدار أوغلو كانت عام 2017، وتحديدًا في مسيرة “من أجل العدالة” احتجاجًا على إدانة النائب عن حزب الشعب الجمهوري إنيس بربروغلو.

وحمل كليتشدار أوغلو لافتة خالية من رموز الحزب التي كتب عليها فقط كلمة “العدالة”، خلال المسيرة التي امتدت 280 ميلًا من أنقرة إلى اسطنبول. وفي مقال رأي نشره كليتشدار أوغلو بصحيفة نيويورك تايمز، وصف اعتقال بربروغلو بأنه القشة الأخيرة في سلسلة من تحركات أردوغان المناهضة للديمقراطية.

ربما يعجبك أيضا