«يوم القدس».. القضية الفلسطينية في خدمة الدعاية الإيرانية

يوسف بنده

يحمل «يوم القدس» هذا العام أهمية بالنسبة لإيران، وتأكيدًا على نفوذها الإقليمي وقيادتها لمحورها باسم «المقاومة»  في ظل التهديدات المتبادلة مع خصمها إسرائيل.


تحيى إيران في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، من كل عام، يوم القدس العالمي لنصرة القضية الفلسطينية، لكن الحقيقة إنها تستخدم القضية الفلسطينية للدعاية لنفسها.

مرشد إيران الأول، آية الخميني، اقترح بعد مسيرة يوم القدس عام 1979، إحياء هذا اليوم في عديد الدول للتنديد بالاحتلال الإسرائيلية. وأصبح هذا اليوم بمثابة استعراض شعبي أمام إسرائيل، تستعرض فيه طهران نفوذها في المنطقة والعالم، خصوصًا أن معظم المشاركين فيه، هم من الموالون لإيران.

مؤتمر في طهران

مع اقتراب الجمعة الأخيرة، بدأت طهران في استضافة عددًا من الفعاليات الخاصة بالقضية الفلسطينية ويوم القدس العالمي، فانعقدت اليوم الثلاثاء 26 إبريل 2022، فعالية “منبر القدس”، وهي مشاركة افتراضية يشارك فيها قادة الفصائل والمليشيات المسلحة الموالين لإيران في المنطقة، لإلقاء كلمة بخصوص القضية الفلسطينية.

ويوم الخميس القادم، وحسب وكالة «شبستان»، سيعقد المجلس التنسيقي لمنظمة للدعاية الإسلامية اجتماعًا بعنوان “تقديم تقرير عن آخر أوضاع المقاومة للشعب الفلسطيني” بالعاصمة طهران. لتنطلق في اليوم التالي (الجمعة) التظاهرات في كافة المدن الإيرانية، وخارجيًا، في المناطق ذات التجمعات الشيعية والفلسطينية، تنديدًا بالاحتلال الإسرائيلي.

22041101001039 org

قضية من أجل إيران

الواضح أن المشاركين بالكلمة في فعاليات يوم القدس، هم قادة الجماعات المسلحة الموالية لإيران، في اليمن والعراق وفلسطين والبحرين، تحت مظلة محور المقاومة. ما يدل على أن يوم القدس تحول إلى يوم خاص بالسياسة الإيرانية في المنطقة، فتصر طهران على إحياء اليوم هذا العام بما يثبت قوة نفوذها وتأثيرها في المنطقة.

ويشير تقرير لصحيفة «اندبيندنت عربية»، أن إيران وظّفت دعمها للقضية الفلسطينية باستمرار للتدليل على عدم اقتصار مساندتها للجماعات الشيعية فقط، بل دعم الجماعات السنية، وهدفت من دعمها للقضية الفلسطينية عمومًا إلى إضفاء تأييد وشعبية لسياستها وسط المنطقة العربية والعالم الإسلامي، تحت شعارات نصرة المستضعفين والدفاع عن القضية الفلسطينية.

النفوذ الإقليمي والملف النووي

تمثل قضية النفوذ والتهديدات الإقليمية لإيران أحد دوافع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عهد الرئيس دونالد ترامب عام 2018. وفي ظل مساعي الرئيس جو بايدن للعودة إلى هذا الاتفاق، مازال هناك مطالبة بضرورة توقف طهران عن دعم ميلشياتها في المنطقة في مقابل حصولها على رفع العقوبات عنها. وخاصة أن تهديدات ميلشياتها باتت تطال أمن دول الخليج.

ويمثل “يوم القدس” فرصة بالنسبة لطهران للتأكيد على استمرارية نفوذها الإقليمي، وتبرير هذا النفوذ تحت ذريعة المقاومة والقضية الفلسطينية. وتأتي الفاعلية للتأكيد على وجود مخور شعبي فاعل وداعم لإيران وسياستها الإقليمية.

تبادل هجمات سيبرانية

تدخل القضية الفلسطينية في إطار المواجهة بين إيران وإسرائيل التي تقلق طهران من تمددها في دول الجوار الإيراني، ما يدفعها إلى الحفاظ على تواجدها بمقربة من الحدود الإسرائيلية. وتعرضت إيران لهجوم سيبراني، أمس الاثنين، طال أكثر من 100 مؤسسة عامة وخاصة. حسب وكالة “بانا“. ودائمًا ما تكون إسرائيل المتهمة بالوقوف وراء مثل هذه الهجمات.

وفي المقابل، لدى إسرائيل مخاوف من التعرض لهجوم سيبراني من جانب إيران تزامنًا مع إحياء يوم القدس، فأصدرت مديرية الإنترنت الوطنية الإسرائيلية، الأحد الماضي، تحذيرًا من الهجمات السيبرانية المحتمل حصولها ضد المواقع والبنى التحتية الإسرائيلية، حسب وكالة مهر، خصوصًا أنها تتزامن مع يوم القدس وتصاعد التوترات في فلسطين مؤخرًا.

ربما يعجبك أيضا