آخرها إحراق الموتى والأحياء.. جرائم أردوغان في حق المدنيين بـ”ليبيا وسوريا والعراق واليمن”

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

لا تتوقف جرائم الرئيس التركي رجب أردوغان بحق الأمة العربية والإنسانية من احتلال الأراضي وقتل الأبرياء؛ فسجله حافل بالجرائم والانتهاكات منذ تدخله السافر في الأراضي السورية، إذ استخدم أسلحة محرمة دوليًا وأسفرت هذه الحرب الغاشمة عن مقتل 1721 مدنيًا، وإصابة آلاف، فيما وصل عدد النازحين 300 ألف وحرمان 86 ألف طفل من التعليم في شمال سوريا.

واتهمت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، في بيان لها، في 17 أكتوبر 2019، القوات التركية باستخدام أسلحة محرمة دوليًا في هجومها على مدينة رأس العين الحدودية، الأمر الذي نفته أنقرة عبر وزير الدفاع خلوصي أكار.

ولعل آخر جرائم المحتل التركي، كان ضحيتها الأبرياء في بلد “المختار”، إذ ارتكب مرتزقة أردوغان وفايز السراج جرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين بمدينة ترهونة الليبية، فلم تمر ساعات من استيلائهم عليها حتى نشروا فيها الفساد.

ليبيا

واعتقلت الميليشيات التركية والليبية الكثير من المدنيين ونهبت ممتلكاتهم وأحرقت مزارع الزيتون، والمحال التجارية والسيارات، مما أجبر مئات الآلاف من المواطنين للنزوح والهرب باتجاه أجدابيا وبني غازي، خوفًا من انتقام الميلشيات وإرهابهم.

كما ارتكبت المليشيات الإرهابية جريمة جديدة بعبثها بمقابر شهداء الجيش الليبي بمدينة ترهونة، وقاموا بالتمثيل بالجثث وحرقها ضمن عملية انتقام واسعة من المدينة التي ظلت تقاوم الغزو التركي لثلاثة شهور، مما يدل على الحقد والغل، واستهدفت جريمة المليشيات رفات الشهيد محسن الكاني قائد اللواء التاسع مشاة وآخرين من الذين كبدوا مرتزقة أردوغان خسائر فادحة.

أيضًا تورطت مرتزقة أردوغان في قتل الأبرياء وتيتيم الأطفال وترميل النساء وانتهاك حرمة البيوت واغتصاب البنات في العاصمة طرابلس على يد مرتزقة الحروب، وأبلغ دليل على ذلك المكالمة المسربة لقائد فصيل سوري مع قيادي مليشيا الوفاق يطالب فيها بإرسال فتيات لمسلحيه.

ضد الإنسانية

ورغم أن الرئيس التركي يسرف في الاستشهاد بالآيات القرآنية، لكن السلوك العسكري التركي، يؤكد أن توظيف القرآن والدين في الخطابات الرئاسية يأتي في سياق الدفاع عن المصالح الآنية والضيقة، وأكبر دليل على ذلك ما أكده المركز السوري لحقوق الإنسان، أن المليشيات الموالية للنظام التركي في سوريا تختطف الأطفال للدفع بهم إلى القتال في ليبيا وذلك بعلم المخابرات التركية.

وكانت البداية بفخ البحث عن وظيفة حيث ذهب الأطفال إلى عفرين السورية للبحث عن عمل وإذا بهم يقعون ضحية لفصيل السلطان مراد المقرب من تركيا دون دراية ذويهم، وجند أكثر من 150 طفلًا عنوة، إضافةً إلى محاولة تلك الفصائل استقطاب الأطفال المهجرين من إدلب والمحافظات السورية الأخرى.

لدرجة دفعت منظمة “هيومن رايتس واتش” التي تغض الطرف دومًا عن الانتهاكات التركية إلى انتقاد الأوضاع هناك، إذ طالبت المنظمة الأممية بالتحقيق في انتهاكات لحقوق الإنسان، وجرائم حرب محتملة في المنطقة التي تمتد بعمق 30 كم داخل الأراضي السورية.

وأكدت المنظمة الدولية في تقريرها الصادر مؤخرًا أن الإعدامات ونهب الممتلكات ومنع عودة النازحين إلى ديارهم، أدلة دامغة على أن المناطق الآمنة المقترحة من تركيا لن تكون آمنة رغم تبريرات النظام التركي برئاسة رجب أردوغان.

وفي سلوك يتنافى مع تعاليم جميع الأديان والإنسانية، اغتصبت ميلشيات أردوغان السياسية الكردية هفرين خلف قبل أن تقتلها رجمًا، وقام المجرمون بتوثيق جريمتهم وصوروا أنفسهم وهم يقفون على رأسها بعد قتلها وسحلها، تمامًا كما يفعل تنظيم داعش الإرهابي.

وأفادت صحيفتا الجارديان البريطانية والنيوريوك تايمز الأمريكية، أن الأمم المتحدة تحقق في استخدام تركيا لأسلحة محرمة دوليًا بسوريا، مشيرين أن تركيا تواجه اتهامات باستخدام الفوسفور الأبيض ضد الأكراد بسوريا.

استهداف الأكراد

لعل أبرز جرائم الرئيس التركي استهداف الأكراد بالقمع والقتل والإبادة وهو ما يدخل في مصاف الجرائم ضد الإنسانية التي لا تسقط بمرور الوقت؛ فالتدخلات التركية في الشأن الداخلي العراقي واستهداف أنقرة للأكراد شمال البلاد بمقاتلات حربية بحجة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، فضلًا عن العملية العسكرية التركية على سنجار العراق ضد الأكراد، والتي أسفرت عن مقتل العديد من المدنيّين الأبرياء، والذريعة ذاتها “مكافحة المقاتلين الأكراد”.

حتى اليمن البعيد عن حدود المحتل التركي لم يسلم من جرائمه حيث خطط لتدمير البلاد عن طريق دعم ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من نظام الملالي، هادفًا من ذلك تدمير الاستقرار في منطقة الخليج العربي.

مجد زائف

أردوغان الحالم باستعادة عرش أجداده المعتدين العثمانيين حول تركيا إلى مجرد ذراع ضمن أذرع الشيطان، التي تهدف إلى دعم بعضها بعضًا في القضايا الإقليمية، فهو من جهة يدعم النظام القطري من خلال مواجهة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

ومن جهة أخرى يدعم نظام الملالي الإيراني، من خلال تقديم الدعم السياسي والمعنوي والعسكري إن لزم الأمر إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي تدعمها طهران بصورة واضحة، بهدف السيطرة على نظام الحكم في اليمن وأسفر ذلك عن مقتل الأبرياء من الشعب اليمني جراء الحرب التي نفخ في لهيبها، المحتل التركي.

ربما يعجبك أيضا