آخر رسائل داعش لأتباعه.. السكاكين والتحفيز والتجنيد الهادئ

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

يعتبر تنظيم داعش الإرهابي، الإعلام ركنًا أساسيًّا في عملياته، ومنذ ظهور التنظيم وخروجه إلى العلن وانتشاره إعلاميًا، حقق التنظيم المتطرف خطوات كبيرة نحو السيطرة العقول والأراضي في مناطق النزاعات التي خاضها بواسطة الحرب الإعلامية التي كان يشنها على خصومه، ومؤخرًا لجأ مع التراجعات والهزائم المتوالية والانشقاقات والتصدعات التي أصابت كبده إلى دعوة أنصاره في إحدى رسائله على موقع “تليجرام” إلى النشر عن أجهزة إعلام التنظيم، ويتهم من يتكاسل منهم عن ذلك بعدم الصدق في نصرته، ويحثهم بقوة على نشر أخبار ما يصفونه بالمنجزات من عمليات وما يعتبرونه انتصارات لهم، بالإضافة إلى بث إصدارات التنظيم الإرهابي المرئية والمسموعة والمكتوبة.

ويدعو التنظيم أنصاره إلى نشر المحتوى الدعائي لكافة أبواقه من جرائد أو وكالة أنباء أو إذاعة، فتطلب ذات الرسالة من كل مناصر أن “يفرغ مقالات النبأ (جريدة التنظيم الأبرز)، وينشرها ويسجل حلقات البيان (إذاعة تابعه للتنظيم) وينشرها، وأن ينشر عن أعماق (وكالة أنبائه)”.

السلاح الأبيض

قد تشهد الفترة القادمة مزيدًا من عمليات الطعن والاستهداف بالأسلحة البيضاء، في عمليات فردية تقوم بها “الذئاب المنفردة” في العدد من عواصم العالم الغربي. ودعا التنظيم المتطرف عناصره لاستخدام السكاكين في دول الغرب للقيام بعمليات إرهابية جديدة، واستحث أنصاره على دعمه عبر مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، مع التركيز على استراتيجية التجنيد الهادئ لمن أسماهم الأنصار.

أيضًا دعا تنظيم داعش عناصره في الغرب في رسالة بعنوان “سكينك الدواء” إلى القيام بعمليات إرهابية تستهدف المدنيين والعوام باستخدام السكاكين من خلال ما يسمونه بعمليات “الانغماس” بعد أن صعب عليهم الحصول على أسلحة نارية في ظل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها دول عديدة لمكافحة الإرهاب.

الطاعة العمياء

ونتيجة للتراجع والهزائم الكبيرة التي مني بها داعش في الكثير من مناطق القتال خاصة في سوريا والعراق وفرار العديد من المقاتلين الدواعش والنزاعات والشقاق الواسع الذي دب في صفوف التنظيم التكفيري، كان الحل في ضرورة التنبيه بالطاعة العمياء وعدم المراجعة في الأوامر أو التعميمات التي تصدر عن قيادات “داعش”.

وفي سلسلة من الرسائل تحت عنوان “أيها المناصر” حذر التنظيم مناصريه صراحةً، وعناصره ضمنًا، من التنازع الذي “يأتي بالفشل ويسلط الأعداء”، وفي عبارة دالة موجهة لكل عنصر أو مناصر تقول إحدى الرسائل: “فاحذر أن تنازع الأمر أهله” في إشارة إلى القيادات المركزية والفرعية للتنظيم.

المنافقون والمرجفون

وفي إشارة واضحة إلى ذعر التنظيم من انتشار التملل والاضطراب في صفوف عناصره ومناصريه وتراجع ثقتهم فيما يسمونه بالخليفة والأمراء، تطلب إحدى هذه الرسائل عدم الاستماع لمن تصفهم بـ”أهل النفاق والمرجفين” أي كل من يوجه نقدًا لضعف قياداته وتسببهم في الهزائم الأخيرة أو من يرى ممن انضموا إليه وانخدعوا به أنه خارج على الشرع. ويطلب التنظيم من أنصاره عدم الالتفات لما يصفونه بـ”الأراجيف والإشاعات والأكاذيب التي يروجها الشيطان في قلوب أتباعه” فالتنظيم يصف المخالفين له بأتباع الشيطان.

أيضًا تقول إحدى الرسائل: “التليجرام جعبتك، والحسابات ذخيرتك، و”تويتر” ساحة نزالك، فلا تلتفت عن هدفك واعمل ولو لوحدك”.

التجنيد الهادئ

وفي إحدى الرسائل اللافتة يطلب التنظيم من أنصاره: “التحلي بالأخلاق وضرورة الصبر على عوام المسلمين في وسائل التواصل” تمهيدًا لتجنيدهم، مما يعكس إدراك التنظيم لتراجع التأييد الصامت له بين شريحة معينة على هذه الوسائل؛ فيستحث أنصاره لبث سمومه بهدوء ولؤم فيما يعرف باستراتيجية “التجنيد الهادئ”، التي ترد على أسئلة المتابعين واعتراضاتهم على أعمال وجرائم التنظيم بدون حدة في البداية، مع تملق المستفسر ومخاطبته بلطف مصطنع، بالتزامن مع تسريب أفكار التنظيم الإرهابية إليه بتدرج مخطط ومنظم.

ربما يعجبك أيضا