آذربيجان تفتتح سفارتها في إسرائيل.. ما دلالة التوقيت؟

افتتحت دولة أذربيجان سفارة لها في إسرائيل، في خطوة وصفتها تل أبيب بـ«التاريخية»، بعد سنوات من التعاون العسكري بين البلدين.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، مع نظيره الأذري، أمس الأربعاء 29 مارس 2023، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن افتتاح سفارة باكو في إسرائيل يمثل حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين، التي شهدت تقاربًا كبير على مدار السنوات الماضية.

اعتماد على السلاح الإسرائيلي

تعتمد آذربيجان على الدعم العسكري الإسرائيلي في التصدي للتهديدات الإيرانية، فضلًا عن الاستفادة من هذه الأسلحة في معركة تحرير مرتفعات ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها مع أرمينيا.

ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير سابق لها، تفاصيل عن التعاون العسكري بين إسرائيل وأذربيجان، وأعلنت عن تعهد باكو لإسرائيل باستخدام مطارات أذربيجان، في حال شن هجوم محتمل ضد منشآت إيران النووية.

باكو قاعدة لهجوم إسرائيلي محتمل ضد إيران

كتبت صحيفة “هآرتس” أنه في السنوات الـ7 الماضية، حلقت ما لا يقل عن 92 طائرة شحن تابعة لجمهورية أذربيجان من قاعدة القوات الجوية الإسرائيلية (عوودا) إلى باكو، وحملت معدات عسكرية، مشيرة إلى أنه في كل مرة يندلع صراع بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا، يزداد أيضًا عدد الرحلات الجوية من إسرائيل.

وأضافت أنه مقابل إرسال أسلحة من إسرائيل إلى أذربيجان، سمحت باكو أيضًا للموساد بتركيب أجهزة تنصت وتتبع ومراقبة أنشطة إيران. وذكرت “هآرتس” أن باكو وعدت تل أبيب أيضًا بأنها إذا أرادت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فسيسمح لها باستخدام مطارات أذربيجان.

تصاعد التوتر بين أذربيجان وأرمينيا

احتدم الصراع بين أرمينيا وأذربيجان بشأن منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها منذ عقود، وخاض الطرفان حربًا دموية على الأراضي، في عام 2020.

وتجدَّد التوتر بين الطرفين، الثلاثاء الماضي 21 مارس، حين أعلنت يريفان مقتل أحد جنودها في تبادل لإطلاق النار مع قوات باكو، وسط جهود لحل الصراع، بعد اتفاق السلام الموقع بين الطرفين برعاية روسيا في 9 نوفمبر 2020.

وحسب تقرير موقع عصر إيران، 30 مارس، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن وحدات من قواتها المسلحة سيطرت على عدد من المرتفعات والأراضي والطرق الفرعية في منطقة لاتشين، التي تربط أرمينيا بأجزاء من ناجورنو كاراباخ، وكانت تحت سيطرة القوات الأرمينية.

تتهم باكو يريفان بالسعي للسيطرة على بعض المناجم في منطقة لاتشين، واستخدام الطريق لنقل الأسلحة والقوات. وفي المقابل، نفى رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، الاتهامات الأذرية، ووصفها بالدعاية الكاذبة، بهدف إشعال صراع جديد في ناجورنو كاراباخ. وحذر قبل أسبوعين من “احتمال كبير لحدوث تصعيد” عند الحدود مع أذربيجان، وفي الإقليم المتنازع عليه.

تصاعد التوتر بين آذربيجان وإيران

تتهم آذربيجان إيران بمساندة أرمينيا في حرب مرتفعات ناجورنو كاراباخ، وكذلك بالتصدي لطموحات فتح طريق بري نحو إقليم ناختفشيان المحاذي للحدود التركية عن طريق الأراضي الأرمينية. فحسب وكالة ارنا الإيرانية، 29 مارس، أعرب وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، عن رفض بلاده للتغيرات الجيوسياسية في المنطقة تحت أي تبرير، ودعا الأطراف المختلفة إلى الحوار السياسي في هذا الصدد.

وحسب تقرير لوكالة دانشجو الإيرانية، 23 مارس، شدد الخبير في شؤون القوقاز، مهدي تبريزي، على أن الرئيس الأذري، إلهام علييف، يستغل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، ويسعى لتوجيه حرب خاطفة ضد أرمينيا في منطقة ناجورنو كاراباخ.