أبرزها الاقتصاد.. ملفات ساخنة تنتظر رئيس الجزائر المقبل

الرئيس الجزائري الجديد.. هل يستطيع تجاوز العواصف؟

أحمد عبد الحفيظ
عبد المجيد تبون

تستعد الجزائر لمرحلة جديدة من تاريخها السياسي مع وصول رئيس جديد إلى سدة الحكم، مُحملًا بتوقعات شعبية واسعة ومطالب متعددة تتعلق بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.

وبحسب قناة “فرنسا 24″، في تقرير لها نُشِر الثلاثاء 27 أغسطس 2024، يواجه الرئيس الجديد تحديات كبيرة تعكس ملفات ساخنة تنتظره في سياق محلي وإقليمي معقد، وهذه الملفات ستشكل أولويات رئاسته، وستحدد بشكل كبير مسار ومستقبل البلاد بالسنوات القادمة.

الأزمة الاقتصادية

أحد أبرز الملفات التي تنتظر الرئيس الجديد هو الملف الاقتصادي، تواجه الجزائر تحديات اقتصادية عميقة ناجمة عن اعتمادها الكبير على صادرات النفط والغاز، حيث تشكل العائدات من هذه المصادر أكثر من 90% من إيرادات الدولة.

تراجع أسعار النفط في السنوات الأخيرة وتأثيرات جائحة كوفيد-19 أدت إلى أزمة مالية خانقة، تسببت في تقليص احتياطي النقد الأجنبي بشكل ملحوظ وارتفاع معدل البطالة، خاصة بين الشباب.

يتعيّن على الرئيس الجديد الشروع في إصلاحات اقتصادية شاملة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال تعزيز الصناعات المحلية والزراعة والسياحة، وتبني سياسات تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، هذه الإصلاحات لن تكون سهلة، إذ تتطلب مواجهة مقاومة من الأطراف المستفيدة من الوضع الحالي، وإجراء تغييرات هيكلية على مستوى القوانين والإجراءات الإدارية.

الإصلاحات السياسية

على الصعيد السياسي، يظل ملف الإصلاحات السياسية في قلب التطلعات الشعبية، منذ بداية الحراك الشعبي في 2019، يطالب الجزائريون بإجراء تغييرات جذرية في النظام السياسي تضمن مزيدًا من الشفافية والمشاركة الشعبية في صنع القرار.

وهناك دعوات قوية لإصلاح النظام الانتخابي، وتعزيز استقلالية القضاء، ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، ومن المتوقع أن يجد الرئيس الجديد نفسه أمام مطالبات متزايدة لتشكيل حكومة توافقية تمثل مختلف القوى السياسية والاجتماعية في البلاد، وتنفيذ وعود الإصلاح التي يمكن أن تعيد الثقة بين الحكومة والشعب، وتحقق نوعًا من الاستقرار السياسي الضروري لدفع عجلة التنمية.

الأمن الإقليمي

الملف الأمني والإقليمي يشكل تحديًا آخر للرئيس الجزائري الجديد، تقع الجزائر في منطقة مضطربة، حيث تعاني دول الجوار مثل ليبيا ومالي من أزمات أمنية وصراعات داخلية تمتد تأثيراتها إلى الأراضي الجزائرية.

هناك حاجة ملحة لتعزيز أمن الحدود، وتطوير استراتيجيات فعالة لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

العدالة الاجتماعية

على الصعيد الاجتماعي، ينتظر الرئيس الجديد ملف العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

وهناك مطالبات بتحسين الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والنقل، وتوفير السكن الملائم للشباب والأسر الفقيرة، وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة، هذه الملفات تتطلب رؤية سياسية شاملة وموارد مالية كبيرة لتحقيق تقدم ملموس.

مرحلة حساسة

في ظل هذه التحديات المتعددة، يجد الرئيس الجزائري الجديد نفسه أمام مرحلة حساسة تتطلب قيادة حازمة وإرادة سياسية قوية لإجراء الإصلاحات اللازمة.

النجاح في معالجة هذه الملفات الساخنة سيتوقف على قدرته على التفاعل مع التطلعات الشعبية، وتحقيق توازن بين المصالح المختلفة، وتعزيز مكانة الجزائر كدولة مستقرة ومؤثرة في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا