أبرزهن “نورا” و”رسمية”.. الاحتلال الإسرائيلي يستبيح دم 17 امراة عربية

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

قتلت نورا أبو صلب (37 عاما) رميا بالرصاص فقط لكونها امرأة!، إثر تعرّضها لإطلاق نار خارج منزلها الليلة الماضية، في إحدى القرى العربية بالنقب التي لا تعترف بها إسرائيل، وتتجاهل مطالبها، رغم أنها واقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.

تعد نورا وهي أم لسبعة أبناء، الضحية الـ17 في إسرائيل، منذ مطلع العام 2018، حسب أرقام لجنة مكانة المرأة بالكنيست الإسرائيلي، ٨ نساء منهن عربيات، ومع ذلك فالشرطة وسلطات تطبيق القانون لم يروا بأن الوضع بحاجة لمشروع جدي لمناهضة ظاهرة قتل النساء حتى لا نصل للضحية الـ ١٨.

مسلسل جرائم قتل النساء العربيات في إسرائيل مستمر دونما وجود آفاق عملية لتغيير هذا الواقع الخطير وغير الإنساني، وفي ظل تقاعس الشرطة الإسرائيلية وتقصيرها بالتحقيق في جرائم القتل عندما تكون الضحية من المجتمع العربي، الأمر الواضح من متابعة الوضع القانوني لجرائم القتل الآخذة بالازدياد.

ولم تكشف شرطة الاحتلال الإسرائيلي في البداية عن اسم القتيلة أو مكان سكنها، إلا أنّها قالت إن إطلاق النار تم بالقرب من شارع 25.

وزعمت الشرطة في بيان لها إنّه من التحقيقات الأوليّة يتّضح أن القتل جاء على خلفيّة ما يسمّى بـ”شرف العائلة”، على ما يبدو.

كما اكتفى الإعلام الإسرائيلي بنشر عناوين هامشية بدون أي ذكر لاسمها أو اسم القرية التي تقطنها لأنها في نهاية الأمر هي امرأة من قرية غير معترف بها من قبل الدولة، ومع سن قانون القومية تحولت لمواطنة غير معترف بها، الأمر الذي يكشف التعامل العنصري من قبل إسرائيل مع النساء العربيات.

وتتجاهل التغطية الإعلامية سلطات تطبيق القانون والشرطة التي أغلب الظن لم تعلم بوجود هذه المرأه في قرية غير معترف بها، ولم تؤمن لها الحماية التي كانت تحتاج اليها عندما قتلت بدم بارد.

واستنكرت الناشطات ومنظمات المجتمع المدني بشدة جريمة القتل النكراء والبشعة التي راحت ضحيتها نورا أبو صلب رميا بالرصاص فقط لكونها امرأة!

وقالت جمعيات حقوقية في بيان لها: إن حق الحياة هو حق طبيعي مقدس لكل إنسان وإنسانة على وجه هذه الحياة ولا يحق لأي شخص التعدي عليها وسلبها تحت أي ظرف كان! إن القتل أكثر الأعمال لا أخلاقية في المجتمع البشري وأن واجب المجتمع والدولة ومؤسساتها هو المحافظة على هذا الحق.

وأدانت الناشطات صمت المجتمع مطالبين القيادة المحلية في النقب استنكار هذه الجريمة البشعة، كما وطالبوا الشرطة العمل بشكل فوري من أجل القاء القبض على المجرمين القتلة وسير العدالة على أكمل وجه ولردع مثل هذه الجرائم النكراء.

وبحسب البيان: فإن المجتمع الذي تستباح فيه دماء النساء ويقتلن بدم بارد هو مجتمع وضيع ذكوري لن يرقى أبدا.

وأشار البيان إلى أن المغدورة قد لجات للشرطة والجهات المختصة طلبا للحماية التي لم تتوفر لها.

وكانت لجنة مكانة المرأة بالكنيست، عقدت اجتماعا طارئًا منذ شهرين لبحث “آليات حماية النساء في دائرة الخطر”، وأشير في الجلسة إلى أن 16 امرأة قُتلن منذ بداية العام، غالبيتهنّ كنّ قد توجهنّ للشرطة والشؤون الاجتماعية لطلب الحماية والمساعدة .

وأشارت اللجنة إلى وجود خلل في عمل الشرطة ومكاتب الخدمات الاجتماعية، وانعدام التواصل ومشاركة المعلومات بين السلطات المعنيّة لتقديم الحماية اللازمة لهؤلاء النساء، ما يؤدي في كثير من الأحيان لأن تدفع النساء حياتها ثمنًا لذلك .

وقالت المحامية والناشطة الحقوقية في النقب، إنصاف أبو شارب “نورا أبو صلب ابنة الـ 37 عاما أم لـ7 أطفال قتلت رميا بالرصاص فقط لكونها امرأة، لا لسبب آخر، وتخاذل الجميع معها بفرضهم للتعتيم الكامل عن تفاصيل الجريمة التي تعرضت لها واعتناقهم الصمت، لن يرى القاتل أي ذكرى أو مناسبة أو صورة لنورا في رأسه تقد مضجعه لأنه لا يراها إنسانة، وآن أوان رفع ستار الصمت، نورا قتلت لأنها سلكت طريقها إلى العمل من أجل لقمة عيش لها ولأطفالها”.

واستطردت أبو شارب “من يحمينا في هذا الواقع ولمن نلجأ، حياتنا رخيصة حتى بعدما اشتكت للشرطة قتلت، بسبب تقاعس الشرطة وإهمالها نورا اليوم ضحية، قتلوها بإهمالهم”.

وتساءلت المحامية “أين قيادتنا؟ أين لجان اجتثاث العنف؟ أين لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية؟ أين أعضاء الكنيست ورؤساء وأعضاء المجالس والسلطات المحلية؟ وأين رجال الدين من هذه الجريمة البربرية السوداء؟”.

وفي تعقيب للنائبة عايده توما- سليمان (الجبهه- القائمة المشتركة) عبرت عن استنكارها الشديد لجريمة القتل النكراء والبشعة التي راحت ضحيتها السيدة نورا ابو صلب.

وقالت توما- سليمان:”في الوقت الذي تظاهرنا فيه أمس في تل أبيب مطالبين بحقنا بالحياة بمساواة وكرامة، دفعت المرحومة نورا أبو صلب حياتها ثمنًا لجريمة قتل بشعة.

نورا لم تكن يومًا امرأة متساوية الحقوق في ظل مجتمعنا الذكوري التي تعيش به من جانب، وإهمال الدولة التي لم تعترف بقريتها وتركتها بدون خدمات ورعاية من الجانب الآخر.

كما أصدرت جمعية “كيان”، بيانًا بمشاركة عدد من جمعيات المجتمع المدني بعنوان “اللامبالاة والصمت خطر يهدد مجتمعنا، إلى متى؟!”، تناول آفة العنف المستشرية في المجتمع العربي داخل إسرائيل.

أخيرا، رسمية طه، سمر خطيب، حياة ملوك، نورا ملوك، فاديا قديس، زبيدة منصور، نورا أبو صلب، هنّ ضحايا نساء. لكل منهن قصتها، إلا أنّ المشترك بينهن التأكيد على أنّ صور وِأشكال العنف ضد النساء، وإن كانت متنوعة أو مختلفة، إلا أنها تتماهى وتتداخل مع بعضها البعض وقد توصل إلى ذات النتيجة في أغلب الأحيان، العنف الجسدي في مجتمع عنصري”.

ربما يعجبك أيضا