أبواب القاهرة القديمة.. حكايات لا تزال باقية

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبد اللطيف

بنيت القاهرة عام 969م على يد جوهر الصقلي، وشيد بها العديد من الأبواب المحيطة بالقاهرة القديمة والتي لا تزال أحد أبرز معالم المدينة العريقة.

ولتلك الأبواب والبوابات مواقف لا تنسى وأسماء مرتبطة بشواهد لم تغفلها صفحات التاريخ..

باب زويلة.. “بوابة المتولي”

سمي نسبة إلى قبيلة من البربر بشمال أفريقيا, انضم جنودها إلى جيش جوهر لفتح مصر.

وباب زويلة، هو الباب الثالث الذي لا يزال يقاوم عوامل الزمن والإهمال بعد بابي النصر والفتوح، ويعتبر أجمل الأبواب الثلاثة وأروعها، وله برجان مقوسان عند القاعدة، وهما أشبه ببرجي باب الفتوح، ولكنهما أكثر استدارة، ويشغل باب زويلة مساحة مربعة، طول كل ضلع من أضلاعها 25 مترًا، وممر باب زويلة مسقوف كله بقبة، وقد اختفت منه معظم العناصر الزخرفية، وعندما بني الملك المؤيد أبو النصر شيخ مسجده عام 818 هجرية، اختار مهندس الجامع برجي باب زويلة وأقام عليهما مئذنتي الجامع.

كما يشتهر هذا الباب أو البوابة بكونه الذي تم تعليق رؤوس رسل هولاكو، قائد التتار، عليه حينما أتوا مهددين المصريين، وأعدم عليه أيضًا السلطان طومان باي عندما فتح سليم الأول مصر وضمها للدولة العثمانية.

باب الشعرية

اشتهر أيضًا باسم “باب العدوي”، بناه صلاح الدين الأيوبي غرب الخليج المصري بين الخليج وباب البحر وكان في ميدان العدوي على ناصية شارع سوق الجراية، وكان مطلاً على ميدان العدور وشارع الزعفراني وشارع العدوي وسكة الفجالة.

اختلفت الأقاويل حول تسمية الباب, فيقال إن علماء الحملة الفرنسية أطلقوا عليه اسم باب العدوي لوجوده مقابل جامع العدوي الكائن بأول شارع الفجالة عند تقاطعه بشارع بورسعيد.

ويقال إنه عرف باسم باب القنطرة لوجود قنطرة على خليج أمير المؤمنين في تلك المنطقة بين ضفتي الخليج وظل اسم باب القنطرة وميدان باب القنطرة متداولين في خطط القاهرة حتى بني مسجد الشعراوي، فعرف باسم باب الشعرية منذ القرن العاشر للهجرة/ السادس عشر للميلادي.

إلا أن بعض المصادر التاريخية تنسبه إلى طائفة من البربر المغاربة، اشتهروا باسم بنو الشعرية، ولا زالت المنطقة حول الباب تسمى بباب الشعرية.

أزيل باب الشعرية سنة 1884 بسبب خلل فيه، ولا يزال الاسم باقيًا إلى اليوم.

باب الفتوح

بناه جوهر الصقلي في القاهرة، بجوار ناصية حارة بين السيارج، لكن لما جدد بدر الجمالي سور القاهرة عام 1087، وبنى باب النصر وباب الفتوح في أماكنهم الحالية، وربطهم ببعض بسور يوصلهم بسراديب.

ويتكون باب الفتوح من برجين مدورين يتوسطهم المدخل، وعلى جانبي البرجين هناك طاقتان واسعتان.

وسمي يهذا الاسم حيث كانت تخرج من بوابته الجيوش أثناء سيرها للفتوحات، ثم تعود وتدخل القاهرة منتصرة من باب النصر.

وقيل: إن باب الفتوح اسم مغربي الأصل بسبب دخول تجار مغاربة منه، لكن اسم باب الفتوح وثلاثة أسماء أبواب للقاهرة أخرى (باب المحروق وباب الحديد وباب الخوخة) تتوافق مع أسماء أبواب مدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب.
باب النصر

إنه الباب الذي كانت تدخل منه جيوش مصر المنتصرة، مر منه سلاطين مصر العظام “الظاهر بيبرس وقلاوون والأشرف خليل والناصر محمد بن قلاوون” بأسرى أعداء مصر.

بناه جوهر الصقلي، ونقله بدر الجمالي مع باب الفتوح من أماكنهم الأصلية بجوار زاوية القاضي إلى أماكنهم الحالية، ويعتبر الباب من أهم الآثار الحربية التى بقيت في مصر من العصور الوسطى.

وعلى باب النصر منقوش نص طويل فيه أسماء الخليفة المستنصر وأمير الجيوش أبو النجم بدر.

باب الحديد

سمي أيضًا باب البحر، وهو من الأبواب الخارجية في آخر سور القاهرة الشمالي من الناحية الغربية.

بناه صلاح الدين الأيوبي سنة 1174، وعرف أيضًا باسم باب القشي وباب المقسي لأنه كان في قرية المقسي (المقسم) وعرف بـ”باب الحديد” وميدان رمسيس، وسمي بباب البحر لأن مياه النيل كانت تمر بجوار الميدان حتى تحول مجرى النيل إلى غرب بولاق.

باب الوزير

بناه صلاح الدين الأيوبي في سور القاهرة الشرقي بين الباب المحروق وقلعة الجبل.

ينسب اسمه إلى الوزير نجم الدين محمود، وزير السلطان سيف الدين أبو بكر ابن الناصر محمد بن قلاوون، كما ينسب له شارع باب الوزير وقرافة باب الوزير.

ربما يعجبك أيضا