أحدثها «مهاجمة السفارة الأمريكية».. من يستهدف أمن بغداد؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

من يستهدف زعزعة الاستقرار في العراق وإحراج حكومة مصطفى الكاظمي وتصعيب مهمته في ضبط الأوضاع وتأمين البعثات الدبلوماسية ؟ سؤال يتكرر بعد كل هجوم صاروخي أو بالطائرات المسيرة على المنطقة الخضراء أو إحدى القواعد العسكرية الأمريكية.

هجوم بالمسيرات

في أحدث تلك الهجمات تمكنت منظومة الدفاع الصاروخية C-RAM، من إسقاط طائرة مسيرة كانت تحلق بمحيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء. بينما نجح الفريق التقني في السفارة الأمريكية، من تعطيل نظام المسيرتين الأخريين بعد السيطرة على إعداداتها وإنزالها.

وأوضح مصدر أمني نقلا عن «سكاي نيوز عربية» أن الطائرة المسيرة لم تتمكن من الوصول إلى مجمع السفارة وسقطت دون وقوع أي ضحايا، بعدما تم تفعيل صافرات الإنذار داخل السفارة الأمريكية وتفعيل منظومة “سيرام” الدفاعية.

ومنذ بداية العام الجاري نحو 45 هجوما استهدف المصالح الأمريكية في العراق، تركزت معظمها على مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضم أمريكيين ومطاري بغداد وأربيل.

رغم أن هذه الهجمات غالبا ما تكون مجهولة الفاعل، إلا أن أصابع الاتهام في معظمها توجه إلى فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران. في المقابل تحاول السلطات العراقية ردع منفذي هذه الهجمات لكنها لم تنجح في ذلك.

من جهته، يقول الكاتب والباحث السياسي حمزة مصطفى، إن قصف المنطقة الخضراء يعني تغير قواعد الاشباك بين الفصائل والقوات الأمريكية.

لماذا المنطقة الخضراء؟

العديد من الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة استهدفت المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، فما أهمية هذه المنطقة؟ وما النظام الدفاعي الذي يحميها؟

أنشئت المنطقة الخضراء عام 2003 لتصبح الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد، تبلغ مساحتها 10 كم مربع تقريبا، وتضم مقار الحكومة وقيادة الجيش العراقي ومعظم مقار المنظمات الأجنبية فضلا عن السفارة الأمريكية.

تقع المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، وهي دائرية الشكل وتشمل عدة أحياء، كانت تعرف باسم القصر الجمهوري قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. وهي اليوم أكثر المناطق تحصينا في البلاد… وحتى بعد خروج القوات الأمريكية بقيت المنطقة ولمدة خمسة عشر عاما مغلقة أمام المواطنين حتى ديسمبر 2017 خلال احتفالات القضاء على تنظيم داعش .

استخدمت القوات الأمريكية التي تؤمن مقر السفارة المنظومة الدفاعية “سيرام” للرد على أي استهداف لمقر السفارة. وتعتمد منظومة سيرام على رشاش دوار سداسي الفوهات يبلغ مداها 3500 م ، صممت للتعامل مع الصواريخ المعادية وقذائف الهاون ، ويطلق رشاشها 4500 رصاصة في الدقيقة الواحدة، تدعمها مجموعة رادارات ومستشعرات لكشف الأهداف المعادية وتحديد مسارها ومواقع انطلاقها.

حكومة الكاظمي في حرج

قبل نحو شهر أمر رئيسُ الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي بتحريك اللواء الأول – وهو قوات خاصة من الجيش- إلى المنطقة الخضراء ومحيطِها، لبسط الأمن، بعد سلسلة تحذيرات لوزيرُ الدفاع من تَكرار مشهد انتشار فصائل الحشد الشعبي، وسط العاصمة.

تكرار الهجمات على مقار البعثات الأجنبية، وتحديدا السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء، وضع حكومة الكاظمي في وضع محرج، قبل أيام من زيارته المرتقبة لواشنطن والتي سيناقش خلالها قضايا ساخنة أبرزها الانسحاب الأمريكي من العراق ومتابعة الحوار الاستراتيجي بينهما في جولته الثالثة المنتظرة.

أزمة البعثات الدبلوماسية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الأمني في العاصمة بغداد، وباتت تمثل حالة ضغط حرج على حكومة الكاظمي الذي يسير ببطء بخطوات صغيرة لها دلالاتها الأمنية، لأنه لا يريد مواجهة مفتوحة مع الجميع.

ربما يعجبك أيضا