أحد السعف بلا محتفلين.. كورونا يحاصر فرحة مسيحيي مصر

إبراهيم جابر

كتب – إبراهيم جابر:

في وسط الأزمة الصعبة التي يعيشها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، احتفل الأقباط في مصر بـ”أحد السعف أو الشعانين” -الذي يرمز لاستقبال أهالي بيت المقدس للمسيح عيسى بن مريم- بعيدا عن كنائسهم، وبدون العائدات والتقاليد التي صاحبتهم على مدار أكثر من ألفي عام، إذ استعانوا بأغصان سعف النخل القديمة، بدلا من شراء جديدة، بعد أن غابت الكنائس والباعة عن مشهدهم المعتاد كل عام.

“إلغاء الاحتفالات”

كنائس مصر الثلاث الكبرى “الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية�، أعلنت بداية الأسبوع الماضي إلغاء احتفالاتها بـ�أسبوع الآلام� و�عيد القيامة”، التي تبدأ، اليوم الأحد؛ وتستمر حتى 19 أبريل المقبل، في ظل قرارات إغلاق الكنائس، في إطار إجراءات مواجهة انتشار وباء كورونا في البلاد.

ويعد أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح “عيد القيامة” ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويسمّى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي المدينة استقبلوه بالسعف والزيتون المزيّن وفارشا ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته.

وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، سيصلي صلوات المناسبات الكنسية التي تعيد بها الكنيسة الفترة المقبلة حتى عيد القيامة المجيد (أسبوع الآلام)، بمقره بدير القديس الأنبا بيشوي بدون حضور شعبي.

ودعا قداسة البابا تواضروس أبناء الكنيسة في كل مكان إلى الحرص على المشاركة في هذه الصلوات عبر الشاشات لتتأصل فينا وحدانية القلب والروح التي للمحبة.

“صلوا في منازلكم”

بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ترأس صباح اليوم الأحد؛ قداس أحد الشعانين من كنيسة التجلي المجيد في دير الأنبا بيشوي في منطقة أديرة وادي النطرون بلا حضور للمصلين من أبناء الكنيسة، إلا الأساقفة والرهبان والشمامسة، والذي نقلته الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية الصلوات عبر البث المباشر.

وقال قداسة البابا: إن أحد السعف أو الشعانين هو يوم فرح للكنيسة، مثل كل يوم في أسبوع الآلام التي يعد فيها المسيح محب ومُفرح ومعلم ومُخلِص ونور، متابعا: “أسبوع الآلام هو أسبوع فريد في كل قداسات العام، وفي أحد الشعانين نحمل زعف النخيل في أيدينا”، بحسب صحيفة “الشروق” المصرية.

وأضاف: “أحد الشعانين حدث شعبي باستقبال الخليقة كلها للسيد المسيح وهو آتي إلى القدس، فحمل أهلها النخيل احتفالًا به، والسعف يعلمنا الحب والطاعة والرحمة”، متابعا: “البعض كيف نستقبل المسيح ونحن لا نذهب للكنائس الآن، أقول استقبلوه في بيوتكم، أعدوا قلوبكم لاستقباله، أوعى تقول مفيش وقت، من عطايا وفوائد الوباء في هذه الظروف، أنه وفر للإنسان وقت لإصلاح قلبه”.

وأكد: “وأقول لكل شخص أنت مسؤول عن كل أسرتك، أنت كاهنها، واهتمامك ونشاطك بأسرتك أهم من أي اهتمام آخر، يمكن قبل المرض كنا مشغولين، والوباء يدفعنا مرة جديدة أن نفكر أن حياتنا لابد أن تتغير، وكل الموجود في الحياة لا يساوي شئ، والظروف الحاضرة موجودة عشان حياتنا وعشان الصحة، وشيء مهم جدًا، نراعي هذه الإجراءات، من أجل أن يمر هذا الوباء بسلام”.

وذكر: “في ظروف البقاء في المنزل، نتذكر كلمة المسيح في الإنجيل حين قال لزكا العشار ينبغى أن أكون اليوم في بيتك”، مكملا: “كلنا نصلي أن يرفع الله هذا الوباء، وهذا الأمر، ويعطينا حياة سالمة للجميع، ويبارك بلادنا وكنائسنا، ويبارك كل مكان، وتلك ظروف مؤقتة لن تستمر”.

“احتفالات مواقع التواصل”

وانتشرت الاحتفالات بأحد السعف على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، فقال روماني جرجس في حسابه بـ”تويتر”: ” كل سنة وأنتم طيبين وبخير، متابعا: “يا يسوع السنة دي مش هنستقبلك في كنيسنا الكبيرة Wedding بس في انتظارك في كنيسنا (بيوتنا) الصغيرة House with garden تفتقدنا بمراحمك ومحبتك”.

وكتب هاني فكري عبر حسابه على موقع “تويتر”: “أول مرة لا نحتفل بعيد دخول السيد المسيح أورشليم بالكنيسة.. نشكرك يا رب علي كل حال وفي كل حال.. كل عام وكل أنحاء  مصر بخير وعافية وسلام.. أحد السعف.. عيد دخول المسيح أورشليم”.

وقال مينا ماهر: “دعونا نستقبل المسيح في بيوتنا فارشين له قلوبنا حاملين معه الصليب إلى الجلجثة فيقيمنا معه ويرينا أفراح القيامة”.

ربما يعجبك أيضا