أداء مخيب للشرطة.. السرقات تتفشى في العاصمة البريطانية

محمد النحاس

قيمة الهاتف المسروق يمكن أن تتراوح بين 100 إلى 250 جنيه إسترليني، حسب نوعه وحالته. تشير التقديرات إلى أن هذه العمليات قد تدر على العصابات ما بين 12,000 إلى 15,000 جنيه إسترليني شهريًا


تعيش لندن وضواحيها أوقاتًا ليست سارة، مع تزايد جرائم السرقة والتي تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن العام، ولسمعة العاصمة البريطانية، وللسياحة. 

 وكشف برنامج “Dispatches” على قناة 4 البريطانية عن تفاصيل مقلقة حول كيفية استغلال اللصوص للهواتف المسروقة لتحقيق أرباح ضخمة، بحسب صحيفة “ذا ستاندرد” في 26 يوليو 2024. 

أرقام مقلقة

تشير البيانات إلى أن بعض اللصوص يحققون ما يصل إلى 15,000 جنيه إسترليني شهريًا من بيع الهواتف، التي يتم تسليمها لشركات صينية متخصصة في تفكيكها، وتتزايد هذه الظاهرة في ظل عجز الشرطة عن تحديد أي مشتبه به في أكثر من 160 حيًا بالعاصمة خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يعكس ضعفًا كبيرًا في استجابة الأجهزة الأمنية، حسب “بي بي سي”. 

العام الماضي، سرق ما يزيد عن 52 ألف هاتف من لندن وحدها، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية. 

أكثر المناطق تضررًا

في عام 2023 كانت المنطقة الأكثر تضررا خلال عام هي وستمنستر، وهي منطقة يتوافد إليها السياح من جميع أرجاء العالم لحضور العروض المسرحيات والتسوق.

وتم الإبلاغ عن 18863 حادثة، بزيادة 47 %عن 12836 في العام الذي يسبقه، بحسب “سكاي نيوز” البريطانية. 

أما ثاني أكثر مدينة تضرًرا كامدن، ووصل عدد السرقات إلى 4806 ثم ساوثوورك 4376، وهاكني 2761، ونيوهام 2585، ولامبيث 2394، وإيسلينجتون 2117، بحسب “سكاي نيوز”. 

شبكة دولية معقدة

العديد من التقارير تشير إلى أن الشبكة التي تديرها عصابات السرقة تمتد إلى الأسواق العالمية، حيث يُباع كل هاتف مسروق لشركات صينية تقوم بتفكيكه واستغلال أجزائه. 

ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن أحد المطلعين على هذه الشبكة أن قيمة الهاتف المسروق يمكن أن تتراوح بين 100 إلى 250 جنيه إسترليني، حسب نوعه وحالته. تشير التقديرات إلى أن هذه العمليات قد تدر على العصابات ما بين 12,000 إلى 15,000 جنيه إسترليني شهريًا. هذا النوع من التجارة يخلق حلقة وصل بين الجريمة المنظمة والأسواق الدولية.

أداء الشرطة 

تعكس الانتقادات الموجهة للشرطة الإحباط المتزايد بين المواطنين والضحايا. وأعرب، المفتش العام للشرطة، أندرو كوك، عن استيائه من الطريقة التي تعالج بها الشرطة الجرائم، مشيرًا إلى أنه بالرغم من ارتفاع الطلب على الخدمات الأمنية، فإن الشرطة غالبًا ما تفتقر إلى الفعالية في التحقيقات. 

وبحسب صحيفة “ذا ستاندرد” شنت الشرطة الخميس سلسلة من المداهمات على مجموعة جريمة منظمة يشتبه في قيامها بسرقة هواتف في جميع أنحاء وستمنستر.

وألقت الشرطة القبض على تسعة مشتبه بهم كجزء من عملية سرقة الهواتف، حيث استهدف أكثر من 100 ضابط ثمانية عناوين في شمال وشرق لندن هذا الصباح. ويُشتبه في أن المجموعة ارتكبت 180 عملية سرقة في وستمنستر على مدى ثمانية أسابيع، في جهد رغم أنه متصل لا يبدو كافيًا. 

إحباط متزايد

 بالنسبة للضحايا مثل عمران كانجي، فإن الشعور بعدم الأمان يزداد عندما لا تُبذل الجهود الكافية لاسترداد ممتلكاتهم، وفق ما نقلت عنه صحيفة الصن البريطانية.

وعلى الرغم من أن كانجي تمكن من تتبع هاتفه المسروق إلى الصين، إلا أن السلطات المحلية لم تكن قادرة على اتخاذ إجراءات فعالة لاستعادة الجهاز، مما يعكس الفجوة بين التقنيات المتاحة والقدرة على تنفيذها.

تأثير الجرائم

إجمالاً تؤثر زيادة معدلات السرقات بشكل كبير على حياة الأفراد وأصحاب المتاجر. 

تقارير “بي بي سي” تُظهر أن المتاجر الصغيرة تعاني من تزايد عمليات السرقة اليومية، حيث يصل عدد السرقات إلى تسع سرقات يوميًا في بعض المحلات. 

هذا الوضع ينعكس سلبًا على العاملين في المتاجر، الذين يواجهون مخاطر متزايدة ويشعرون بتهديد دائم. الإحصائيات تشير إلى زيادة بنسبة 26% في عدد السرقات في إنجلترا وويلز خلال الأشهر الماضية. 

ردود الفعل وتوجهات مستقبلية

في محاولة لمواجهة المشكلة، قامت بعض سلاسل البيع بالتجزئة الكبيرة بتبني استراتيجيات جديدة مثل تمويل التحقيقات وتوظيف محققين سريين، وتركيب كاميرات مراقبة متطورة.

 لكن العديد من أصحاب المتاجر يعتقدون أن هذه الإجراءات لا تكفي لمواجهة الجريمة بشكل فعال. 

من جانبه أعرب بنيديكت سيلفاراتنام، الذي يمتلك متجرًا صغيرًا في جنوب لندن، عن استيائه من عدم قدرة الشرطة على تقديم الدعم الكافي، ويطالب بزيادة وجود الشرطة في المساء وتوفير دعم مالي لأصحاب المتاجر لتعزيز الأمن.

ربما يعجبك أيضا