أذربيجان.. التطلع شرقًا من أجل جيوسياسة الممرات التجارية

بعد بريكس.. عين أذربيجان على شنغهاي

يوسف بنده

كانت أذربيجان تستخدم موارد الطاقة لديها كرافعة في علاقاتها مع الغرب، لكن أصبحت الآن ممرات التجارة الدولية أدوات ذات أهمية استراتيجية في سياستها الخارجية.


فتحت الزيارة التي أجراها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى العاصمة الأذربيجانية، باكو، الاثنين 19 أغسطس 2024، باب الحديث عن مساعي أذربيجان البلد الغني بالغاز للانضمام إلى التكتلات الاقتصادية الجديدة.

ومن المقرر أن تعقد القمة المقبلة لمجموعة بريكس، في 22-24 أكتوبر، في مدينة قازان- وسط تتارستان الروسية، بينما تقدمت باكو رسميًا في 20 أغسطس الماضي، بطلب للانضمام إلى مجموعة “بريكس“، وهو ما يمثل صفعة للقوى الأوروبية، خاصة أنها كانت تطمح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

الممر الأوسط 1

نحو شنغهاي

بدأت تظهر علاقة تقارب بين دولتي أذربيجان والصين بعد لقاء الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مع الرئيس الصيني شي جين بينج، في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في أستانا بكازاخستان، 3 يوليو الماضي.

وحسب تقرير وكالة شينخوا الصينية، فقد أعلن زعيما الصين وأذربيجان أن البلدين دخلا فترة جديدة من الشراكة الاستراتيجية الثنائية في الاتجاهات الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

وفي 20 أغسطس، طلبت باكو تغيير وضعها من “شريك حوار” إلى صفة “مراقب” في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين. ويمثل ذلك نحو العضوية الكاملة.

ممر-شمال-جنوب-للنقل-الدولي

تنوع الاقتصاد

حسب تقرير وكالة تسنيم الإيرانية، الخميس 29 أغسطس، فإن باكو في حاجة إلى دعم بكين الاقتصادي، في مجالات الطاقة الخضراء والتكنولوجيا المتقدمة والمشتريات العسكرية.

وأوضح التقرير أن الشركات الصينية تشارك حاليًا في تنويع الاقتصاد الأذربيجاني، وأن حكومة أذربيجان تعمل على استقطاب الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية الصينية وإنشاء مركز إنتاج إقليمي لديها.

وأضاف تقرير الوكالة الإيرانية، أن أذربيجان تنأى بنفسها عن عائدات النفط والغاز التي لعبت دورًا مهيمنًا في اقتصاد البلاد لعقود من الزمن، وتعمل على تنويع اقتصادها.

وتتناول اتفاقية التعاون الاستراتيجي دعم الصين لحصول جمهورية أذربيجان على العضوية الكاملة في منظمة التجارة العالمية. كما أن التقدم بطلب للحصول على عضوية بريكس أو شنغهاي يمكن أن يفتح الأبواب أمام أسواق جديدة.

ممر زنكزور يهدد الاستقرار بجنوب القوقاز

ممر تجاري

تدعم عضوية باكو في منظمات اقتصادية صاعدة مثل شنغهاي أو بريكس، تفعيل موقع أذربيجان على خريطة التجارة الدولية عبر تدفق حركة التجارة عبر أراضيها.

إذا تقع أراضي أذربيجان الواقعة في منطقة جنوب القوقاز والمحاذية لبحر قزوين على طريق الممر الأوسط، الذي يربط بين تجارة الشرق والغرب.

ويُعَد “الممر الأوسط” طريقاً تجارياً بديلاً يتجاوز روسيا، ويمر عبر آسيا الوسطى وجنوب القوقاز، ويربط بين الصين والاتحاد الأوروبي.

اهمية ممر زنكزور

توازن في العلاقات

فرضت الحرب بين أذربيجان وأرمينيا معادلة جيوسياسية جديدة في المنطقة، ولذلك عملت باكو على تنويع علاقاتها بين الشرق والغرب، فاقتربت من تركيا والدول الأوروبية وكذلك من روسيا والصين، كما أن أذربيجان تقع أيضًا على ممر شمل-جنوب، الذي يربط مياه المحيط الهندي بروسيا وأوروبا الشرقية عبر أراضي إيران وجنوب القوقاز.

وبالاستفادة من موقعها الجغرافي المركزي، تخطط جمهورية أذربيجان للاستفادة من الممر الأوسط، وكذلك ممر شمال-جنوب، في تعزيز مكانتها الجيواقتصادية على خريطة التجارة العالمية.

إذا كانت أذربيجان تستطيع في السابق استخدام موارد الطاقة لديها كرافعة في علاقاتها مع الغرب، لكن ممرات التجارة الدولية أصبحت الآن أدوات ذات أهمية استراتيجية في سياستها الخارجية.

ربما يعجبك أيضا