أردوغان عكر صفو رحلته إلى أثينا بالحديث عن جزر بحر إيجة

يوسف بنده

رؤية

أنقرة – تبادلت أنقرة وأثينا الانتقادات والمشادات اللفظية، خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اليونان، الخميس والجمعة، وذلك بشأن نزاعات تاريخية، أبرزها التفرقة ضد المسلمين في شمال اليونان إلى الوجود العسكري التركي في قبرص والتفسيرات الفضفاضة لمعاهدة لوزان الدولية التي رسمت الحدود بين البلدين.

انزلقت الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أثينا، الخميس والجمعة، إلى تبادل للانتقادات اللفظية اللاذعة بشأن نزاعات حديثة أو قديمة أبرزها التفرقة ضد المسلمين في شمال اليونان إلى الوجود العسكري التركي في قبرص والتفسيرات الفضفاضة لمعاهدة دولية رسمت الحدود بين البلدين.

وحدث ذلك على الرغم من أن هدف الزيارة الأولى لرئيس تركي منذ 65 عاما، هو تعزيز العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.

فقبل أن تهبط طائرته في اليونان، اقترح أردوغان -في تصريح لتلفزيون “سكاي” وصحيفة “كاثيميريني” اليونانيين- مراجعة معاهدة لوزان الموقعة عام 1923، والتي رسمت حدود تركيا وبالتالي حدود اليونان. وقال أردوغان: “هذه المعاهدة تشمل المنطقة بأكملها ولهذا السبب فقط أعتقد أنه مع الوقت يجب مراجعة جميع المعاهدات، ومعاهدة لوزان بحاجة للمراجعة في ظل التطورات الأخيرة”.

وفي رد سريع قالت اليونان: إن المعاهدة غير قابلة للتفاوض، وإن اقتراحات إعادة النظر فيها لا تدعم مساعي بناء العلاقات. وقال المتحدث باسم الحكومة ديميتريس تساناكوبولوس، في بيان، “تتوقع الحكومة اليونانية ورئيس الوزراء أن تشيد زيارة (أردوغان) جسورا لا أسوارا”.

ومع نهاية اليوم الأول من الزيارة بدا أن الجانبين يتراجعان عما كان في طريقه ليصبح أزمة دبلوماسية كبرى بينهما. وقال أردوغان -في ترجمة بثها التلفزيون الرسمي اليوناني- “يمكننا العيش جنبا إلى جنب… هدفنا هو أن نشكل المستقبل بطريقة مختلفة بوحدة وتعايش وتضامن”.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، أن البلدين اتفقا على إحياء عملية التشاور بينهما للتوصل إلى إجراءات لبناء الثقة، فيما قال الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس -خلال مراسم احتفال رسمية على شرف أردوغان- إن “هناك الكثير الذي يوحدنا أكثر بكثير مما يفرقنا طالما وجدت الإرادة”.

وأوشك البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي على الدخول في حروب في أعوام 1974 و1987 و1996 بسبب النزاعات المستمرة منذ وقت طويل المتعلقة بقبرص المقسمة عرقيا وحقوق التعدين في بحر إيجه والسيادة على جزر غير مأهولة فيه.

وتتهم أنقرة اليونان بإيواء أشخاص ضالعين في محاولة الانقلاب على أردوغان في يوليو تموز 2016.

معاهدة لوزان

ووقعت معاهدة لوزان عام 1923، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، بين كل من تركيا وبريطانيا وفرنسا، والتي تعتبر الوثيقة التأسيسية للجمهورية التركية.

 الخلافات على جزر في بحر إيجه

وبشأن الخلافات بين تركيا واليونان حول عدد من الجزر في بحر إيجه، شدد أردوغان على ضرورة تجاوز تلك الخلافات من خلال الحوار بين البلدين.

وتابع قائلا: “فبحل هذه المشاكل يمكن لبلدينا أن يحظيا باستقرار أمني أفضل مما كان”.

وحددت معاهدة لوزان الوضع القانوني للجزر في بحر إيجه، وفيها تم تحديد سيادة تركيا على بعض الجزر، إلى جانب نقل وتثبيت ملكية جزر لليونان وإيطاليا.

ربما يعجبك أيضا