أردوغان يثير جنون بايدن والناتو

هالة عبدالرحمن

سيظل اتفاق الحبوب يثير تساؤلات حول العلاقة بين أردوغان وبوتين، فيما توصف هذه العلاقة بالمنافسة والصداقة وغالبًا ما تأتي على حساب النفوذ الغربي


بدت صور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الدب الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مصدر قلق وإزعاج لأمريكا والقادة الأوروبيين.

فقد لعب الرئيس التركي دورًا فعالًا في إنجاز اتفاق إلغاء حظر صادرات الحبوب الأوكرانية بين روسيا وأوكرانيا، يوم الجمعة الموافق 22 يوليو 2022، بحسب تقرير نشرته “نيويورك تايمز” أمس السبت 23 يوليو.

أردوغان

تدخل الوسيط التركي لإبرام اتفاق الحبوب

قال أردوغان، إن الصفقة التي ساعدت تركيا في إبرامها، ستفيد “البشرية جمعاء”. ورحبت إدارة الرئيس بايدن بالاتفاق، الذي يمكن أن يخفف من أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والحصار المفروض على موانئها.

وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن شكوكهم بشأن ما إذا كانت روسيا تتصرف بحسن نية، حيث ضربت الصواريخ الروسية مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية بعد أقل من يوم من توقيع الاتفاقية، فيما أثنى المتحدث باسم البيت الأبيض على مجهودات أردوغان، لكن يظل أردوغان مصدر إزعاج كبير لمسؤولي إدارة بايدن، حسب ما أفادت “نيويورك تايمز”.

تحالف أردوغان وبوتين يثير قلق الغرب

يعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي بوتين، في 20 يوليو 2022، أول قمة خارجية كبيرة للرئيس الروسي منذ بداية حرب أوكرانيا، قال بوتين لأردوغان: “أريد أن أشكرك على جهود الوساطة التي تبذلها”.

سيظل اتفاق الحبوب يثير تساؤلات حول العلاقة بين أردوغان وبوتين، فيما توصف هذه العلاقة بالمنافسة والصداقة، وغالبًا ما تأتي على حساب النفوذ الغربي. وطرحت “واشنطن بوست” تساؤلًا، “هل هناك تقارب بين الزعيمين القويين؟ أم أنهم أعداء لا ينظرون إلا لمصالحهم الخاصة؟”.

من الخصومة إلى الصداقة

خاض الأتراك والروس حروبًا مختلفة لعدة قرون، للمنافسة على عدة أراضي وكانت من بينها أجزاء من أوكرانيا. لكن على مدار العقد الماضي أصبح البلدان أكثر قربًا، حيث كلفت تركيا روسيا ببناء أول مفاعل نووي لها وشراء نظام دفاع صاروخي روسي متقدم من طراز “إس 400”.

ورفضت تركيا مواكبة موجة العقوبات الغربية على روسيا، ولا تزال رحلات الخطوط الجوية التركية اليومية تصل إلى المدن الروسية حيث تعد شريان حياة اقتصادي للبلاد. وليس من المستغرب أن عددًا من الروس فضلوا قضاء الصيف على يخوتهم في الريفيرا التركية هذا العام، بحسب “واشنطن بوست”.

المواجهة لم تمنع الشراكة

في الوقت نفسه، انخرطت تركيا وروسيا في مواجهة داخل ليبيا وسوريا، حيث دمرت الطائرات التركية بدون طيار أنظمة صواريخ “بانتسير” الروسية بينما يقاتل وكلائها في ساحة المعركة. وشاركت موسكو مباشرة في هجوم جوي على القوات التركية في سوريا في عام 2020، وأسقطت تركيا طائرة حربية روسية في عام 2015.

على الرغم من الموازنة التركية الحذرة لعدم استعداء الكرملين، ظلت أنقرة تزود كييف بطائرات بدون طيار من طراز “تي بي تو” لاستخدامها ضد الكرملين، وأغلقت تركيا المضيق التركي أمام البحرية الروسية، وكانت هذه الإجراءات حاسمة بالنسبة للدفاع الأوكراني.

وحسب ما أفادت “واشنطن بوست”، ليس من الصعب معرفة سبب رغبة الزعيمين في شراكة كل من تركيا وروسيا كقوتين تريدان دورًا أكبر على المسرح العالمي، وعلى الرغم من اختلافاتهما، فقد تمكنا من توسيع منطقة نفوذ بعضهما بعضًا.

أردوغان وبايدن 1

أردوغان مصدر إزعاج لبايدن

جدد الرئيس التركي تحذيره من أنه قد يستخدم حق النقض ضد خطط الناتو لقبول السويد وفنلندا عضوين في الشهور المقبلة، وهو عمل من شأنه أن يحرج الناتو وإدارة بايدن بشدة أثناء عملهم لمواجهة روسيا. وأعرب الكونجرس هذا الشهر عن مخاوفه بشأن تعهد بايدن في قمة حلف شمال الأطلسي في إسبانيا الشهر الماضي ببيع عشرات الطائرات المقاتلة من طراز “إف 16″ إلى تركيا.

غالبًا ما أزعجت علاقات أردوغان بإيران وروسيا إدارة بايدن، فإن تصرفات أردوغان وقدرة السيد بايدن المحدودة على كبح جماحها، تؤكد تحالف العسكري للزعيم التركي والذي يتعارض في كثير من الأحيان مع أجندة حلفائه الغربيين، وفقًا لـ”نيويورك تايمز”.

ابتزاز تركيا للحلفاء

قال النائب الديمقراطي بالكونجرس الأمريكي كريس باباس: “لقد أدت تركيا على الحبلين في أوكرانيا، ولم يكونوا الحليف الموثوق الذي يجب أن نكون قادرين على الاعتماد عليه”.

وحذر أشد منتقدي أردوغان داخل الأوساط السياسية الأمريكية، من استفادة الزعيم التركي بتنازلات قدمتها الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في الناتو، مثل الطائرات المقاتلة الجديدة وخطط أكثر صرامة ضد مقاتلي الميليشيات الكردية، وقال مارك والاس، مؤسس مشروع الديمقراطية التركية المناهض لأردوغان: “يستخدم أردوغان الابتزاز للحصول على ما يريد في اللحظات الحاسمة في تاريخ الناتو”.

ربما يعجبك أيضا