أردوغان يحاول كسب الشباب التركي قبل الانتخابات الرئاسية.. هل نجح في ذلك؟

عمر رأفت
أردوغان

يحاول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان استمالة الشباب التركي إلى صفه لكسب أصواتهم، قبيل الانتخابات التي تنعقد الأحد المقبل.


طرح جمع من الشباب التركي عددًا من الأسئلة على الرئيس رجب طيب أردوغان، قبيل الانتخابات الرئاسية، التي ستنعقد غدًا الأحد 14 مايو 2023.

وذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية أن الأسئلة كانت حول فترة وجوده في السلطة، والتي جرى طرحها عليه في لقاء بالتليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة من القصر الرئاسي، الخميس 11 مايو 2023.

الشباب التركي يحاور أردوغان

شملت الأسئلة موقفه من زواج المثليين، وسجن الصحفيين وغيرهما من القضايا المثيرة للجدل، وكانت إجابات الرئيس التركي الحالي صارمة، ولاقت تصفيقًا حارًّا من الجمهور.

وقالت بلومبرج إن هذا البرنامج الذي جرت إذاعته يسلط الضوء على أهمية تصويت الشباب في الانتخابات، خاصة أن ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سيصوتون للمرة الأولى في تلك الانتخابات.

اقرأ أيضًا: أردوغان يعلن موعد الاحتفال بمئوية دولة تركيا الحديثة

ويأتي ذلك بعد أن وعد مرشح المعارضة الرئيس، كمال كليتشدار أوغلو، الشباب بأنه سيصلح ما سماه نظام أردوغان التمييزي، وعند سؤاله عن زواج المثليين، قال أردوغان: “إن مجتمع الميم هو سم يجري دسه في الأسر التركية، ولن تقبله دولة 90% من سكانها مسلمون”.

أردوغان

أردوغان

أردوغان يواجه الجمهور التركي الغاضب

أشارت بلومبرج إلى أن الرئيس التركي الحالي تجاهل سؤالًا عن سبب بقاء رئيس منظمة الإغاثة التي تديرها الدولة، في منصبه على الرغم من دعوات بعض المسؤولين لاستقالته بعد زلزال فبراير الماضي الأخير.

ونفى ارتباط حليفه الانتخابي حزب هدى بار الكردي، الذي أعلن دعمه لأردوغان، بالإرهاب، بعدما أشارت تقارير إلى أن الحزب تأسس من أشخاص مرتبطين بجماعة حزب الله الموالية للأكراد، والتي لا تنتمي إلى الحزب الموجود في لبنان، والذي يحمل الاسم نفسه.

اقرأ أيضًا: قبيل تصويت الأحد.. الغلاء في تركيا يهدد عرش أردوغان

وفي سياق متصل، قالت بلومبرج إن أردوغان يواجه في تلك الانتخابات جمهورًا تركيًّا غاضبًا بشدة مما وصل إليه حال البلاد من اقتصاد منهار، وهذا من الممكن أن يحبط إعادة انتخابه رئيسًا مرة أخرى.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

آفاق مجهولة وقلق شديد

أشارت الوكالة الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها بتاريخ 3 مايو 2023، إلى أن العمال الذين يعانون تضخمًا بائسًا، والشباب القلقين من الآفاق المحهولة، وتراجع الدعم بين الناخبين الصامدين من الشتات التركي، كلها عوامل اجتمعت لتمثل أكبر تهديد على الإطلاق لسلطة أردوغان.

وأوضحت بلومبرج أن الرئيس الذي يبلغ من العمر 69 عامًا، والذي هيمن على السياسة في البلاد لمدة عقدين، في ظل الظروف الحالية لن يحسم النسبة اللازمة لفوزه في الجولة الأولى.

اقرأ أيضًا: كليتشدار أوغلو.. خصم أردوغان القديم ينافسه على الرئاسة

وقال أحد المواطنين الأتراك، الذي يدعى حسن شقير، في متجره الصغير بشمال غرب تركيا لبلومبرج: “نحن ما زلنا نثق به من أعماقنا، وسأصوت له”، وكان التاجر البالغ من العمر 51 عامًا، قد أعطى صوته لأردوغان في كل انتخابات على مدار الـ21 عامًا الماضية.

أردوغان

أردوغان

سياسات أردوغان الاقتصادية وانهيار الليرة

يلقي الكثير من الأتراك باللوم على ارتفاع أسعار كل شيء، من المساكن إلى السيارات والطعام أربع مرات في غضون سنوات، ويلقي الكثير باللوم على جهود أردوغان لتوسيع نفوذه عبر جميع جوانب الاقتصاد، بما في ذلك السياسة النقدية.

وأدت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة، إلى تراجع قيمة الليرة التركية بأكثر من 75% مقابل الدولار منذ الانتخابات الأخيرة، كما أثارت هجرة جماعية للمستثمرين غضب الكثيرين، وأرجعت ذلك إلى سياسات أردوغان الاقتصادية.

وأشارت بلومبرج إلى أن الإحباط أصبح يسيطر كثيرًا على الشارع التركي، وهو الأمر الذي من المؤكد أن يحرم أردوغان من حسم الانتخابات لصالحه من الجولة الأولى ضد منافسه كمال كليتشدار أوغلو.

 

ربما يعجبك أيضا