أردوغان يُقصي أوغلو.. وتركيا على أبواب خريف ساخن

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

هزائم واستقالات واتهامات تُلاحق حزب “العدالة والتنمية” التركي، جميعها تشير إلى قرب تفكك حزب أردوغان وتراجع شعبيته في البلاد، لا سيما بعد سعي الحزب لطرد رئيسه الأسبق “أحمد داوود أوغلو” بسبب انتقاداته للحزب والحكومة، سبقها انشقاقات داخل الحزب والسعي لتشكيل تكتل سياسي منافس بقيادة “باباجان” و”جول”، في مواجهة سياسات أردوغان التي أدت لإنهيار الحزب وخسارته في انتخابات إسطنبول وتدهور الاقتصاد.

أردوغان يعاقب أوغلو

في خطوة متوقعة، وافقت اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية التركي، على إحالة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو و3 قادة آخرين، إلى مجلس تأديب تمهيدًا لعزلهم.

وجاء القرار بالإجماع بعد اجتماع استمر حوالي خمس ساعات للجنة التنفيذية المركزية لحزب العدالة والتنمية (AKP) التي يرأسها أردوغان، وفقًا لما نقلته صحيفة “حريت التركية”.

وبحسب تصريحات مسؤول كبير في الحزب، فإن قرار العزل سببه انتقاد سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسعي لتأسيس حزب سياسي جديد.

وشغل داوود أوغلو منصبي وزير الخارجية ثم رئيس الحكومة حتى استقال بعد خلاف مع أردوغان عام 2016، ليوجه بعد ذلك انتقادات لحزب العدالة والتنمية الحاكم ويتهمه بـ”الانحراف عن مبادئه الأساسية”.

ومنذ أشهر يقود داوود أوغلو تمردًا على رفيق دربه السابق أردوغان، بدأت بانتقاداته لحزب العدالة والتنمية في أواخر أبريل الماضي، وزادت حدتها مع إصرار حزب أردوغان على إعادة الانتخابات على منصب رئيس بلدية إسطنبول، في يونيو الماضي، لتتفاقم بعد قرار أردوغان إقالة ثلاثة رؤساء بلديات في شرق تركيا، بسبب مزاعم متعلقة بالإرهاب.

ويبدو أن حزب العدالة والتنمية الحاكم قرر أن يعاقب رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، بعد أن وجه انتقادات لاذعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان (دون أن يسميه) وسياسته الاقتصادية، وتلويحه بفتح دفاتر الإرهاب.

ومن المتوقع أن يلجأ الأعضاء المطرودون من الحزب الحاكم لطلب استقالاتهم في خطوة تستبق اجتماع “لجنة الانضباط” بعد أيام والتي ستطلب منهم تقديم تبريرات للدفاع عن النفس، خاصة أن داود أوغلو يسعى لتشكيل حزبٍ سياسي جديد.

باباجان كلمة السر

فصل أوغلو يأتي استكمالًا للاستقالات التي عصفت بحزب أردوغان في الفترة الأخيرة، من بينها بشير أتالاي ونهاد أرقون وسعد الله أرقين، وسبقها استقالة علي باباجان نائب رئيس الوزراء السابق، بسبب ما وصفها بـ”الخلافات العميقة”.

ويبقى باباجان كلمة السر في الانهيار الذي يواجه الحزب الحاكم في تركيا، باعتباره مهندس الاقتصاد التركي الذي سبب انشقاقه ضربة كبيرة للحزب، الأمر الذي سيفجر موجة من الانشقاقات ستتوالى يومًا بعد أخر.

ومع بلوغ التضخّم في تركيا نسبة 15.7% والانكماش 2.6% والبطالة 113% في الربع الأول من عام 2019، يرى العديد من الأتراك أنّ باباجان هو الرجل القادر على إيجاد الحلول لمشاكل البلاد.

ومن المتوقع أن يطلق باباجان والرئيس التركي السابق ومؤسس حزب العدالة والتنمية عبدالله غول حركة منافسة هذا العام، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، في تحد لسيطرة أردوغان على الساحة السياسية.

وقد تردد أن داود أوغلو يدرس الانضمام إلى حزب باباجان وغول الانفصالي، لكن مصدرًا مقربًا منه قال إنه لم ينضم إليهم في الوقت الحالي، رغم أنه كان يسعى إلى “خطوة جديدة”.

وبحسب المحللين، فإن انشقاق هؤلاء القادة البارزين يشكل خطرًا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه، وقد يصل الأمر لتهديد أصوات الحزب الحاكم في أي انتخابات مقبلة بتركيا.

خريف ساخن

ويبدو أن الحزب الحاكم في تركيا سيواجه خريفًا ساخنًا، بعدما أشارت التقارير الإخبارية إلى أن نحو 40 نائبًا من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية يعتزمون الانضمام لحزب باباجان الجديد.

ويبدو أن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، ساهمت في تصاعد الانتقادات التي بلغت حدتها عقب الانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول، والتي خسر فيها مُرشح أردوغان رغم إعادتها.

ويرى المراقبون، أن سياسات أردوغان وموجة الانشقاقات التي ضربت صفوف الحزب الذي يحكم البلاد لأكثر من 18 عامًا، سيتعزز الانقسامات وتدفعه إلى السقوط نحو الهاوية، لاسيما أنها تأتي بالتوازي مع مشاكل اقتصادية وعلاقات دولية متوترة.
 

ربما يعجبك أيضا