أزمات “فيس بوك” تتوالى.. عملاق مواقع التواصل مهدد بخسائر جديدة

رنا أسامة
ميتا

شركة ميتا قدمت تحريفات مادية حول جهودها لمكافحة المعلومات المضللة بشأن جدوى لقاح كورونا.


تواجه ميتا، الشركة الأم لـ”فيس بوك”، أزمة جديدة تُفاقم أزماتها التي أثّرت مؤخرًا على شعبيتها، وأخرجت رئيسها التنفيذي مارك زوكربرج من قائمة أغنى 10 أشخاص في العالم.

زوكربرج خسر نحو ثلث ثروته بفقده 4.37 مليار دولار منذ بداية العام الجاري 2022، وفي بداية شهر فبراير الجاري هبط سعر سهم ميتا بنحو 26%، لتخسر الشركة 240 مليار دولار في يوم واحد، بعد ساعات قليلة من صدور تقرير كشف عن “تراجع في أرباح الشركة خلال الربع الأخير من العام الماضي”، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، واستمرت أزماتها مجددًا بما يهدد بخسائر إضافية.

خداع “فيسبوك”

قدّمت منظمة ويسل بلاور إيد، شكويين جديدتين إلى لجنة الأوراق والبورصات الأمريكية، تتهم من خلالهما شركة ميتا بتضليل مستثمرين حول جهود مكافحة تغير المناخ، والترويج لمعلومات خطأ حول فيروس كورونا عبر منصاتها.

زعمت المنظمة غير الربحية، التي تمثلها المسؤولة السابقة في الشركة، فرانسيس هوجن، أن ميتا “قدّمت تحريفات مادية وإغفالات في بيانات لمستثمرين حول جهودها لمكافحة المعلومات المضللة”، وفق نسخ مُنقحة من وثائق قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنها اطلعت عليها. وكانت فيسبوك غيّرت اسمها إلى ميتا العام الماضي، بعد أن تركت هوجن منصبها وبدأت في الإبلاغ عن مخالفات الشركة.

مضمون الشكويين

تستند الشكويان، اللتين لم يجرِ الإبلاغ عنهما من قبل، إلى شهادة هوجن أمام الكونجرس والملفات التي قدّمها محاموها إلى المنظم المالي العام الماضي، اعتمادًا على آلاف المستندات الداخلية التي أخذتها قبل مغادرتها الشركة في مايو 2021.

وبحسب الصحيفة، تزعم إحداهما أن معلومات مُضللة عن تغير المناخ انتشرت على نحو واسع النطاق عبر مختلف منصات ميتا الرقمية، بما في ذلك فيسبوك وإنستاجرام، مُشيرة إلى أن الشركة تفتقر لسياسة واضحة بشأن الأزمة العالمية رغم تعهد مديريها التنفيذيين بالتزامهم بمواجهتها.

 تضليل حول كورونا

في شكوى أخرى، استشهدت المنظمة بوثائق داخلية تظهر تفشي معلومات مضللة عن كورونا عبر منصات “فيسبوك”، وتقاعسها عن الرد على المُشككين في جدوى تلقي اللقاح، وأظهر تعليقات ومنشورات واستطلاعات داخلية.

هذا الأمر يُناقض تعليقات المديرين التنفيذيين في ميتا العلنية حول الإجراءات التي اتخذوها لوقف انتشار المعلومات الخطأ عن الفيروس، بحسب ما صرح كبير المستشارين بمنظمة ويسل بلاور إيد، أندرو باكاج، مُعتبرًا أنه “تصرف غير مسؤول ومُضلل للمستثمرين الذين لديهم الحق القانوني في تلقي إجابات صادقة من الشركة”.

رد ميتا

 المتحدث باسم ميتا، درو بوساتري، قال إن الشركة تواصل إزالة الادعاءات الكاذبة حول لقاحات كورونا، زاعمًا أنها عملت على رفع مستوى “المعلومات الموثوقة” حول تغير المناخ والصحة العامة، بحسب الصحيفة.

وأضاف في بيان نشرته واشنطن بوست: “لا توجد حلول تناسب الجميع لوقف انتشار المعلومات المضللة، لكننا ملتزمون ببناء أدوات وسياسات جديدة لمكافحتها”، منوهًا بأن الشركة أنشأت مركزًا لعلوم المناخ بأكثر من 150 بلدًا لتزويد الناس بمعلومات مناخية واقعية ومُحدّثة، وأنها تتعاون مع مدققي حقائق مستقلين لمعالجة الادعاءات الكاذبة.

انتقاد أمريكي دائم

لسنوات انتقد الديمقراطيون الشبكات الاجتماعية بسبب ما يجادلون بأنها “تتعمد إهمال المعلومات الخاطئة حول الصحة العامة والديمقراطية والبيئة”، فعلى سبيل المثال، ضغط البيت الأبيض العام الماضي على ميتا لبذل مزيد من الجهد لمعالجة المعلومات الخاطئة عن اللقاحات، ما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اتهام المسؤولين عن هذه الشبكات، بقوله: “إنهم يقتلون الناس”.

مع ذلك، لم يفرض صانعو السياسات الأمريكيون إجراءات تُذكر لكبح انتشار الأكاذيب عبر الإنترنت، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العديد من المقترحات التي تستهدف المعلومات المضللة قد تتعارض مع التعديل الأول للدستور الأمريكي، وفق الصحيفة.

ربما يعجبك أيضا