أزمة أرمينيا واذربيجان.. رفض فرنسي لتحركات تركيا المستفزة

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

تبادلت كل من فرنسا وتركيا الاتهامات مع تصاعد التوترات الناجمة عن القتال بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه.

وأعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحفي عقده خلال زيارته جمهورية لاتفيا، عن قلقه إزاء “الرسائل الحربية” في التصريحات التركية حول النزاع، والتي وصفها بالـ “خطيرة وغير المسؤولة”، وهو ما رد عليه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، متهمًا الرئيس الفرنسي “بدعم الاحتلال”.

فرنسا تحذر

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه من التصريحات “المتهورة والخطيرة” الصادرة عن تركيا مع استمرار الاشتباكات لليوم الرابع حول منطقة ناغورونو كاراباخ المتنازع عليها.

وقال ماكرون خلال زيارة له إلى جمهورية لاتفيا إن فرنسا “قلقة للغاية من الرسائل الحربية” الصادرة من تركيا. وتقول تركيا إنها “جاهزة تماماً” لمساعدة حليفتها أذربيجان على استعادة الإقليم، الخاضع لسيطرة عرقية الأرمن. أما مجلس الأمن الدولي فقد دعا إلى إنهاء القتال الدائر هناك.

غير أن المنطقة شهدت المزيد من العنف، أمس الأربعاء، وتعهدت وزارة الخارجية الأذربيجانية بأن “العملية المشروعة” ستستمر إلى أن تغادر القوات الأرمينية ناغورنو كاراباخ.

في هذه الأثناء، نشرت وزارة الدفاع الأرمينية صورة لطائرة أرمينية من طراز سوخوي إس يو-25 قالت إنها أسقطت من قبل طائرة تركية من طراز إف-16 يوم الثلاثاء. من جانبها، رفضت تركيا هذه المزاعم واصفة إياها بـ “الدعاية الرخيصة” وقالت أذربيجان إن أرمينيا تكذب بشأن هذه القضية.

مخاوف

أثار استئناف أحد “الصراعات المجمَّدة” التي يعود تاريخها إلى انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 مخاوف عديدة بشأن استقرار جنوب القوقاز، وهو ممر رئيسي لخطوط الأنابيب التي تنقل الغاز والنفط إلى الأسواق العالمية. بالإضافة إلى ذلك، بدأ اندلاع الصراع في جعل المجتمع الدولي يخشى من تورط قوى إقليمية مثل روسيا وتركيا في الاشتباكات.

في صباح يوم 27 سبتمبر ، شنّ الجيش الأذربيجاني هجومًا مدفعيًا مكثفًا على ناغورنو كاراباخ، على طول خط وقف إطلاق النار لعام 1994، حيث تم استهداف مستوطنات مدنية، بما في ذلك العاصمة “ستيباناكيرت”. وفقًا للسلطات المحلية، قُتل 80 جنديًا وجُرح قرابة 120 في “أرتساخ” (الاسم الرسمي لجمهورية “ناغورنو كاراباخ” المعلَنة من جانب واحد) نتيجة للهجوم الأذربيجاني. وتقول “باكو” إن الهجوم جاء ردا على التفجيرات التي نفّذتها القوات الأرمينية على طول الحدود، وهو ما وصفته السلطات الأرمينية بأنه “كاذب”. وبحسب آخر البيانات، فقد تكبّد الجانب الأذربيجاني أكثر من 800 ضحية بشرية و 1900 جريح في أعقاب الهجوم المضاد لقوات “ناغورنو كاراباخ” على خط الحدود الجنوبي.

ماذا يهم فرنسا؟

تعتبر باريس أنها معنية بما يحصل في منطقة القوقاز من حرب بين الآذريين والأرمن لأكثر من سبب: فهي من جهة تشارك في رئاسة ما يسمى “مجموعة مينسك” التي تضم إليه الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والمخولة القيام بوساطة بين الأطراف المتنازعة، منذ سنوات، لإيجاد مخارج سياسية لهذه المعضلة التي برزت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.

كما أن فرنسا، من جهة أخرى، تحتضن جالية أرمنية كبيرة وصلت إليها في بدايات القرن العشرين هرباً من المجازر التي تعرضت لها تحت الخلافة العثمانية في عشرينيات القرن الماضي. وخصصت باريس يوماً لإحياء هذه الذكرى بعد أن صوّت البرلمان رسمياً على الاعتراف بحصولها.

من هذه الزاوية يمكن فهم موقف باريس وتصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التي أدلى بها أمس بمناسبة مؤتمر صحافي في مدينة ريغا، عاصمة لاتفيا. فقد عبر ماكرون، بداية، عن “قلق فرنسا العميق إزاء الرسائل الحربية التي صدرت عن تركيا في الساعات الأخيرة والتي تشجع أذربيجان على مواصلة القتال بهدف استعادة السيطرة على شمال قره باغ (ناغورنو – قره باغ)، وهذا أمر لا يمكن أن نقبله أبداً”. ووصف ماكرون تصريحات المسؤولين الأتراك بأنها “متهورة وخطيرة”.

ربما يعجبك أيضا