أزمة “النقاب” هل تغتال جونسون سياسيًا أم تحمله إلى مقعد رئيس الوزراء؟

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

أثارت تصريحات أدلى بها وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، حول “النقاب” الجدل الأيام الماضية، وتسببت في خلافات عميقة داخل حزب المحافظين الحاكم في البلاد.

وطالب مجلس مسلمي بريطانيا رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإجراء تحقيق كامل حول تصريحات وزير خارجيتها السابق بشأن”النقاب”، محذرا من تزايد وقائع الإساءة للمسلمين منذ نشر جونسون مقاله الذي شبه فيه السيدات اللاتي يرتدين النقاب بلصوص البنوك أو صناديق البريد. 

عاتبت رئيسة الوزراء، الوزير المستقيل وطالبته بتقديم اعتذار رسمي للمنتقبات، إلا أن رد فعلها أثار استياء أنصاره الذين يرونه “رمزا”، ويطالبون بمواقف منه أكثر صرامة، وشبهه الكثيرون بـ ترامب.

وتحت عنوان “بوريس يفجر حرباً داخل الحكومة”، كتبت صحيفة صنداي تايمز قائلة: إن أربعة وزراء كبار لم تنشر أسماءهم يشعرون بالاستياء من تعامل ماي مع الأمر.

ونسب إلى أحد الوزراء القول: إن “محاولة إخراس بوريس تنم عن حماقة، لا سيما أن غالبية الناس تتفق معه”.
وتجاهل جونسون الردّ على مسألة النقاب، واكتفى بالحديث عن وجود 4 وزراء في الحكومة -لم يذكر أسماءهم- منزعجين من تعامل ماي مع المسألة، حيث دعته هذه الأخيرة إلى الاعتذار للمنتقبات.

وأمضى الوزير المعتزل عطلة نهاية الأسبوع في منزله ببلدة “تيم” الواقعة على بعد 80 كيلومترا شمال لندن، ولم يخرج منه إلا ليقدم أكوابًا من الشاي للصحفيين المتكدسين أمام المنزل، بعدما علت أصواتهم ومطالبتهم له بالخروج والإجابة على تساؤلاتهم، وبالفعل خرج الوزير السابق للصحفيين إلا أنه أصر على عدم الرد، وتجاهل تماما الإجابة عن سؤال: “هل تشعر بالأسف على تلك التصريحات؟”، واكتفى بتوزيع الشاي والقهوة وعاد أدراجه إلى المنزل.

ويرى خبراء بريطانيون أن “جونسون” هو المنافس الأقوى لتيريزا ماي، على مقعد رئاسة الوزراء، وأن حادثة كتلك قد تطيح به من المنافسة وتقلل من شعبيته وتغتال جونسون سياسيًا، بينما يرى مناصروه أن تلك التصريحات ستعزز من رصيده في المنافسة المحتملة مع ماي، وأن المجتمع البريطاني أصبح في حاجة إلى شخص يميني ذي تصريحات جريئة على غرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

جدير بالذكر، أن كبير الخبراء الاستراتيجيين السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “ستيف بانون” من أبرز المدافعين عن رأي جونسون في النقاب، وصرح -لصحيفة “صنداي تايمز”- بأن أسلوب جونسون في الطرح أضاع الرسالة التي كان يرغب في توصيلها، ودعاه لمنافسة ماي على منصب رئيس الوزراء.

فهل ستشهد الأيام المقبلة غضبًا عارما حول جونسون، أم نرى رئيسا لوزراء بريطانيا “بنكهة” ترامب؟

ربما يعجبك أيضا