أزمة تايوان.. حرب بلا مدافع أضرت بالاقتصاد الصيني

الصين تلقت هزيمة اقتصادية أمام الولايات المتحدة

يوسف بنده

الأزمة التايوانية في الحقيقة هي حرب نفسية لدفع رؤوس الأموال للهجرة من الصين الدولة الاقتصادية المنافسة للولايات المتحدة.


شهد اقتصاد الصين أكبر هجرة لرؤوس الأموال خلال العام الماضي 2023، ما أضر بعملتها المحلية (يوان).

وحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرج الأمريكية، 19 سبتمبر 2023، فقد ساعدت الهجرة الجماعية لرؤوس الأموال، الناجمة عن النمو المتعثر في الصين واتساع فجوة أسعار الفائدة مع الولايات المتحدة، في دفع اليوان إلى أدنى مستوى له منذ 16 عامًا.

سقوط پنهان

سقوط خفي

كتبت صحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الأحد 14 يناير، أن الولايات المتحدة الأمريكية شنت حربًا سياسية ضد الصين دون رصاصة واحدة، قضت على هجرة رؤوس الأموال إلى بكين، بحيث ما زالت الأسواق الأمريكية هي العاصمة الأولى للاستثمارات الأجنبية.

وأوضحت الصحيفة أن ذلك تم بشكل خفي تحت ستار التوترات العسكرية، بما فيها أزمة تايوان، بما في ذلك هروب الشركات الأمريكية من النفوذ المفرط للحكومة الصينية في الاقتصاد الحر.

ويتضح أن الولايات المتحدة بتركيزها على دعم تايوان أمام الصين والصراع الدائرة في بحر الصين، هدفه دعم إستراتيجيتها بالتوجه نحو آسيا لمحاصرة القوى الاقتصادية المنافسة، ليتضح أن الأزمة التايوانية في الحقيقة هي حرب نفسية لدفع رؤوس الأموال للهجرة من الصين.

اقرأ أيضًا: كيف تستفيد الولايات المتحدة من الصين في الشرق الأوسط؟

الصين وامريكا

الصين وامريكا

هروب الاستثمارات

عقبت الصحيفة في تقريرها، أن الحرب الحقيقية هي منع الاستثمار. ثم بعد ذلك، تصطف البطالة، وينخفض الناتج المحلي الإجمالي، ويرتفع التضخم، والفقر، والهجرة، والفساد، والجريمة، لتعيث فسادًا في الصين.

واستشهدت الصحيفة الإيرانية، بانخفاض صادرات الصين، وهو أمر غير مسبوق في الصين خلال السنوات السبع الماضية. فأما الصادرات، التي كانت تنمو بنسبة 2.5% سنويًا، فقد شهدت الآن انخفاضًا بنسبة 4.5%. وكذلك انخفضت الواردات أيضًا بنسبة 6%.

وختمت الصحيفة تقريرها: رغم أن هذه الإحصائية اقتصادية، إلا أنها تحكي عن السقوط الخفي للصين والهزيمة السياسية التي منيت بها البلاد أمام الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًاهل يحق للصين التجسس على الولايات المتحدة؟

مرصد مراكز الأبحاث| الخاسرون في 2023.. وتوسع الاتحاد الأوروبي.. وأزمة الذخيرة الأمريكية

تراكم أزمات

حسب تقرير مجلة التمويل والتنمية التابعة لصندوق النقد الدولي، ديسمبر 2023، فإن الصين تواجه في الوقت الحالي: تراكمات هائلة من الدين المحلي، وخسائر بقيمة تريليون دولار أمريكي ضمن احتياطيات النقد الأجنبي خلال الفترة 2015-2016، وتقلبات حادة في أسعار الأسهم والعقارات والأصول الأخرى.

اقرأ أيضًاهل ستحظى الصين بنفوذ عسكري في الشرق الأوسط؟

وتواجه الحكومة الصينية حاليا عددا من الأزمات على مستوى السياسات: كيفية الاستمرار في تقليص الدين مع الحفاظ على النمو، وكيفية الحد من الإنتاج كثيف الاستخدام للطاقة مع مواصلة اعتماد الاقتصاد على الصناعات الثقيلة، وكيفية تحقيق الانضباط المالي في الأسواق مع محاولات الحكومة لتعزيز سيطرة الدولة.

أيضًا، كيفية الحد من عدم المساواة في توزيع الثروات مع الاعتماد على القطاع الخاص في توليد المزيد من الثروة، وكيفية تشجيع الابتكار في القطاع الخاص مع تقليص حجم الشركات الخاصة الناجحة.

اقرأ أيضًاهل تستعد الصين للحرب مع الولايات المتحدة؟

الرئيس الصيني شي جين بينج

الرئيس الصيني شي جين بينج

خطر حرب تايوان

حسب تقرير لموقع اليابان بالعربي، 17 أغسطس 2023، فإن احتمالية غزو الصين لتايوان، دفع شركات أجنبية بالفعل في نقل مراكز الإنتاج الصينية إلى خارج البلاد. على سبيل المثال يتردد إن شركة هون اي بريسيشون إندوستري ”فوكسكون“ ومقرها تايبيه، والتي تصنع الهاتف الخلوي أي فون لصالح شركة أبل، قد نقلت نصيب الأسد من مصانعها في هينان الصينية إلى الهند، كما أغلقت بعض الشركات اليابانية مصانعها في الصين.

ولا يقتصر الأمر على الاستثمارات الأجنبية العاملة في الصين فحسب، فالتقارير تشير إلى زيادة عدد الأثرياء الصينين الذين يسارعون إلى نقل أموالهم إلى الخارج، حيث يبيعون الشقق والعقارات التي يملكونها في المدن الكبيرة ويهاجرون إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

ربما يعجبك أيضا