أسئلة بلا إجابات.. لهذه الأسباب سيخسر الغرب أوكرانيا

محمد النحاس

ما الهدف؟ إذا كانت النية هي شراء المزيد من الوقت، فما هو الهدف من هذا الوقت؟ هل هو للتحضير لهجوم مضاد كبير آخر لطرد روسيا من الأراضي الأوكرانية؟ أم لهزيمة روسيا ببطء في حرب استنزاف؟ أم لزيادة التكاليف على روسيا بحيث يوافق الكرملين على مفاوضات بشروط ملائمة لأوكرانيا والغرب؟


تواجه الولايات المتحدة الأمريكية مأزقًا كبيرًا في موقفها تجاه أوكرانيا، ليس بسبب نقص الموارد أو تراجع الإرادة السياسية، ولكن بسبب عدم وجود تصوّر مُحدَد لماهية الانتصار وكيف يمكن أن يبدو.

بطبيعة الحال، لم يكن بالإمكان تحقيق إجماع كامل داخل  التحالف الذي قادته الولايات المتحدة والذي ضم حوالي 50 دولة، لكن يمكن الافتراض أن الهدف الأولي كان تمكين أوكرانيا، من خلال مجموعة من المساعدات العسكرية والعقوبات والضغط الدبلوماسي، لتقليص القدرات العسكرية الروسية بشكل حاسم.

استراتيجيات غير فعالة

بحلول النصف الثاني من 2023 أصبح واضحًا أن بعض الافتراضات التي اعتمدت عليها هذه الاستراتيجية كانت غير قابلة للتحقق.

ومع ذلك، بعد 3 سنوات، تظل هذه الاستراتيجية هي النموذج السائد للتعامل مع الحرب في غياب أي استراتيجية بديلة واضحة المعالم، وفق مقال لمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، نشرته الأربعاء 7 أغسطس 2024.

رغم التجارب السابقة مع التدابير الروسية المضادة لأنظمة هيمارس وغيرها من الأنظمة الغربية، لا تزال هناك قناعة بأن أوكرانيا يمكنها تغيير موازين القوى لصالحها إذا تم تزويدها بالمعدات المناسبة.

سؤال الاستراتيجية

في العام الماضي، كان الاعتماد على الدبابات ليوبارد وأنظمة الصواريخ باتريوت، والتي كان يفترض من استخدامها تغيير موازين القوى ومن ثمّ سير المعارك، والآن تأتي طائرات F-16، لكن يرى المقال المنشور بالمجلة الأمريكية، أن هناك سؤال أكبر وأهم عن الأهداف التي يجب استخدام هذه الأسلحة لتحقيقها.

حسب المقال، تدعو بعض التقييمات العسكرية الأخيرة أوكرانيا إلى الانتقال إلى وضع الدفاع، وهو تحول يصفه بأنه خطوة جيدة رغم أنه ليس كافيًّا، كما أن الحديث عن استراتيجية دفاعية يحاول شراء الوقت لكييف بالاعتماد على موارد لا يمكنها وشركاؤها الغربيون تحملها، لتحقيق هدف لم يتم تحديده بوضوح، لا يمكن وضع الحرب على وضع “القيادة الذاتي”، لمجرد تأجيل العمليات الهجومية والاستثمار في الدفاع.

واقع معقد

أثبتت تجربة الهجوم المضاد الفاشل في 2023 عدم امتلاك الجيش الأوكراني القدرة الهجومية اللازمة لطرد القوات الروسية من جميع أراضي كييف المعترف بها دوليًا.

يشير المقال إلى أن القوة البشرية والنارية هما العملتان التي يُشترى بها النصر في أوكرانيا، لكن يواجه الجيش الأوكراني نقصًا حادًا ومتزايدًا في كليهما، كما تعاني أوكرانيا من تدهور ديموجرافي يتطلب جهدًا مجتمعيًا واسع النطاق لتصحيحه حتى إذا انتهت الحرب اليوم.

علاوة على ذلك، تظهر البيانات الحديثة أن وحدة الشعب الأوكراني وراء أهداف حكومته تآكلت إلى حد كبير، ما أدى إلى ضغوط داخلية جديدة ظنت الحكومة الأوكرانية نفسها أنها محصنة منها، الآن، يفضل الكثير من الأوكرانيين بدء محادثات السلام مع روسيا، وهو إجراء ترفضه الإدارة الحالية.

أسئلة بلا إجابات

استراتيجية الدفاع فقط ليست مجدية، كما يشير المقال، فما الهدف؟ إذا كانت النية هي شراء المزيد من الوقت، فما هو الهدف من هذا الوقت؟ هل هو للتحضير لهجوم مضاد كبير آخر لطرد روسيا من الأراضي الأوكرانية؟ أم لهزيمة روسيا ببطء في حرب استنزاف؟ أم لزيادة التكاليف على روسيا بحيث يوافق الكرملين على مفاوضات بشروط تلائم لأوكرانيا والغرب؟ هذه أسئلة جوهرية لا يجيب عنها الغرب ولا الاستراتيجيات الغربية المطروحة تجاه التعامل مع المأزق الأوكراني.

يشير المقال إلى أن الافتراضات السياسية والعسكرية لدى أوكرانيا والغرب، لم يتم تحديثها منذ النصف الثاني من 2022، كما أن الكثير من التفكير عن وضع أوكرانيا محصور في تحسين وتكييف وتبرير مجموعة ضيقة من التدابير التكتيكية بدلًا من صياغة حل نهائية واقعي يحافظ على السيادة الأوكرانية.

يرى المقال ختامًا أن المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا والعقوبات الإضافية على روسيا، قد تحولت إلى أهداف في حد ذاتها بدلًا من كونها أدوات تُستخدم لتشكيل النتائج على المستوى الاستراتيجي.

ربما يعجبك أيضا