أسباب ترجح فشل خطة بوركينا فاسو لاستعادة 40% من أراضيها

شروق صبري
قوات الدرك في بوركينا فاسو

أعلنت بوركينا فاسو التعبئة العامة لمواجهة الهجمات المتزايدة لتنظيمي القاعدة وداعش، فهل تنجح في استعادة أراضيها؟


وضع الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، خطة لاستعادة 40% من أراضي البلاد، يسيطر عليها مقاتلو تنظيمي داعش والقاعدة.

وأعلن المجلس العسكري في البلاد، أمس الخميس 13 إبريل 2023، “تعبئة عامة” لمنح الدولة كل الوسائل الضرورية لمحاربة سلسلة من الهجمات الجهادية، شهدتها مناطق متفرقة، منذ بداية العام.

خطة التجنيد

وفق ما نقلته صحيفة لوموند الفرنسية، اليوم الجمعة، جاء في بيان رئاسي أن تراوري يسعى لخلق إطار قانوني لجميع الإجراءات التي يتعين اتخاذها ضد المتمردين.

ويوم الثلاثاء الماضي، دعا وزير الدفاع، قسوم كوليبالي، العسكريين الحاليين والمتقاعدين لتسليم الزي الرسمي غير المستخدم، للمساعدة في تجهيز مقاتلي الجيش.

حالة الطوارئ

لم يكشف كوليبالي عن تفاصيل الخطة، وفق ما أبرزته الصحيفة الفرنسية، لكن مصدر أمني قال لوكالة فرانس برس إنها ستشمل “حالة الطوارئ للمناطق المتضررة”.

وأعلنت الحكومة، في فبراير الماضي، خطة لتجنيد 5000 جندي إضافي، لمحاربة التمرد الدامي، الذي يسيطر على واحدة من أفقر دول العالم منذ عام 2015.

ابراهيم تراوري

إبراهيم تراوري

هجمات دموية

يوم 8 إبريل 2023، قتلت جماعات إرهابية مسلحة 44 مدنيًّا في قريتين شمال شرق بوركينا فاسو، بالقرب من حدود النيجر. وتعد هذه واحدة من أكثر الهجمات دموية ضد المدنيين، بعد مقتل 51 جنديًا في 21 فبراير الماضي، خلال هجوم على ديو، في أقصى شمال البلاد.

ووفق جماعات إغاثة غير حكومية، أسفرت أعمال العنف عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، خلال السنوات الـ7 الماضية، وتشريد مليوني شخص من منازلهم.

زوبعة إعلامية

خلال تعليقها على خطة زعيم بوركينا فاسو لاستعادة 40% من أراضي الدولة، قالت أستاذة العلوم السياسية، وخبيرة الشؤون الإفريقية، هبة البشبيشي، إن ما يقوله تراوري مجرد زوبعة إعلامية، موضحة أنه يخرج بين الحين والآخر بتصريحات مثيرة للجدل، دون أن يُقدم على أي خطوة.

وأضافت، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، إنه أعلن فى وقت سابق أنه سيحاكم قتلة الرئيس الأسبق، توماس سانكارا، وأعلن أنه سيحاكم الرئيس المعزول، هنري سانداوغو داميبا، ورموز النظام السابق بالكامل، لكنه لم يفعل أي شيء من هذا.

التنظيمات المسلحة

أوضحت أستاذة العلوم السياسية أن الجماعات المسلحة تسيطر على الأراضي في بوركينا فاسو منذ أكثر من 10 سنوات، حتى إن القوات الفرنسية في إفريقيا تدخلت وحاولت مكافحة تلك الجماعات، لكنها فشلت بسبب ما وصفته البشبيشي بفساد الشرطة والجيش، الذي تسبب في تسريب المعلومات عن أي هجمات تشنها القوات الفرنسية.

وأشارت إلى أن الجماعات المسلحة في بوركينا فاسو ومنطقة المثلث (بين بوركينا فاسو ونيجريا وتشاد) تتلقى دعمًا خارجيًّا كبيرًا من دول داعمة لها، سواء بالسلاح أو المال. وتحصل على المال من خلال عمليات تهريب السلاح والاتجار بالبشر، فضلًا عن سرقة وخطف الفتيات ورجال الأعمال الأغنياء، مرجعت أن يعوق هذا الدعم الكبير قدرة الجيش البوركيني على مواجهتها.

قوات بوركينا فاسو

قوات بوركينا فاسو

فساد الجيش

رجحت البشبيشي، في تصريحها لـ«رؤية» أن ما يقوله الرئيس البوركيني مجرد استهلاك إعلامي في هذا الوقت تحديدًا، لأن العمليات المسلحة التي كانت تشنها جماعات بوكو حرام وداعش والقاعدة في البلاد، تراجعت نوعًا ما، ووجدها الرئيس فرصة لاستغلالها لكسب حشد شعبي، بإعلان عزمه استرداد تلك الأراضي.

وأضافت أن تصريحات الرئيس البوركيني لا تعنى أن التنظيمات المسلحة ستوقف الهجمات التي تشنها أو أنها ستتخلى عن الأراضي التي سيطرت عليها، لأن إمكانيات الجيش البوركيني أضعف من مواجهة هذه التنظيمات، ففي ظل حالة الفساد المتفشية داخله، فلا يمكنه شن عملية كبيرة لاسترداد أراضي الدولة.

اقرأ أيضًا| بوركينا فاسو توقف العمل باتفاق عسكري مع فرنسا مبرم عام 1961

اقرأ أيضًا| فرنسا تطلب من مواطنيها توخي الحذر في بوركينا فاسو

دور الحكومة والجيش

أشارت خبيرة الشؤون الإفريقية، في تصريحها، إلى أنه في ظل انعدام دور الحكومة والجيش تتجه كل مجموعة إثنية لتشكيل فرق تشبه اللجان الشعبية، لتسليحها في مواجهة الهجمات على القرى، التي لم تتمكن الشرطة أو الجيش من الدفاع عنها.

ورأت أن اتجاه المواطنين لتشكيل مجموعات للدفاع عن أمنهم وعن حياتهم الشخصية، سيكون نواة لحرب أهلية ضد الزعيم البوركيني، الذي يشعر بحالة من الخوف من أن يستغنى عنه الجيش أو ينقلب عليه، لأنه فشل في مواجهة التنظيمات المسلحة.

 

بوركينا فاسو

بوركينا فاسو

الدعم الدولي

لفتت البشبيشي إلى أن فرنسا شنت العديد من العمليات لمواجهة الجماعات المسلحة، وأبرزها عمليات برخان وتاكوبا وسابر، وشاركت في هذه العمليات قوات من جميع جنسيات العالم، ومع ذلك لم تنجح في استرداد الأراضي من الجماعات المسلحة، مشيرة إلى أن الزعيم البوركيني فقد الدعم الدولى، بعد خروج فرنسا من بلاده.

وأضافت أن الولايات المتحدة لا يمكنها محاربة هذه الجماعات المسلحة، فمنذ عام 1998 قررت ألا ترسل جنود أمريكيين للحرب في الدول الإفريقية، كما أن روسيا لا يمكنها أن تلعب الدور الفرنسي في بوركينا فاسو، لأنها مشغولة في الحرب الروسية الأوكرانية.

اقرأ أيضًا| مقتل 44 مدنيًّا إثر هجومين في شمال بوركينا فاسو
اقرأ أيضًا| بوركينا فاسو تعلن حالة الطوارئ في ثمانية أقاليم لمكافحة الإرهاب

 

ربما يعجبك أيضا