أسباب زيارة وزير الدفاع الأمريكي لتل أبيب.. باحث فلسطيني يكشف لـ«رؤية»

محمد النحاس

لماذا باتت عملية السلام برمتها مهددة؟ حديث مع متخصص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أيمن الرقب.


يعتزم وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، زيارة إسرائيل الأسبوع القادم، في ظل مخاوف متزايدة من تصعيد داخل الأراضي المحتلة.

تحدثت شبكة رؤية الإخبارية مع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والباحث المتخصص في الشؤون الإقليمية أيمن الرقب، عن محاولات خفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وجدوى هذه المساعي، وإمكانية أن تؤتي ثمارها.

ما سبب زيادة التحركات الأمريكية؟

بسؤاله عن سبب زيادة تحركات مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى إلى المنطقة، قال الرقب إن هذه الزيارات تأتي كمحاولة لتهدئة التوترات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، لافتًا إلى أن هذه القلاقل تأتي على خلفية التوسع الاستياطني بعد وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم منذ شهرين.

ويلفت الخبير الفلسطيني إلى زيادة الحديث عن انهيار حل الدولتين بالكامل، وإلى تراجع المشاريع السياسية الأمريكية بالمنطقة برمتها، ما أشعر البيت الأبيض بأن نفوذه في الشرق الأوسط بات مهددًا.

البرنامج الإيراني النووي

تخشى أمريكا وإسرائيل التسارع المحموم في برنامج إيران النووي. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، قال في بيان، إنه شدد في مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، على التزام إسرائيل بمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

ويتطلب التوصل إلى قنبلة نووية، تخصيب اليورانيوم بمعدل من 90% إلى 95%، وحيازة ما يقرب من 25 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة. وقد وصلت طهران إلى معدل 83%، ما يعني أنها باتت على بعد خطوات معدودة من امتلاك القنبلة النووية.

وبسؤاله عن علاقة التحركات الأمريكية والحديث عن تسارع التقدم في مشروع إيران النووي، شدد الرقب على أن الولايات المتحدة تخشى أن تشن إسرائيل هجومًا على إيران.

عملية السلام مهددة

بات إتمام عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية موضع شك في ظل التوترات الأخيرة. ويشدد أيمن الرقب على أن هذا ما دفع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاجتماع مع ممثلي السلطة الفلسطينية، وكذلك مع المسؤولين الإسرائليين، في محاولة لإعادة محادثات السلام بين الجانبين وتخفيف حدة التوترات.

وبالإضافة إلى زيارة الأراضي الفلسطينية، زار بلينكن الأردن ومصر، في ذات الصدد، ولم يكن المسؤول الأمريكي الوحيد رفيع المستوى الذي يزور المنطقة، فقد زار القدس كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز.

ويأتي ذلك في تواصل للجهود الأمريكية لتهدئة الأوضاع، خاصة مع انشغال الإدارة الأمريكية بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك بالعلاقات المتوترة مع الصين، وهي قضايا تسيطر على الاهتمام الأمريكي.

إسرائيل باتت مهددة

لفت الرقب إلى مقال للكاتب الأمريكي اليهودي الشهير، توماس فريدمان، وهو مؤيد لدولة الاحتلال، يشدد فيه على “خطورة انهيار عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، مع ازدياد الخلاف بين تياري الدولة والعلمانية”، ما زاد من حدة الخلاف الإسرائيلي الداخلي.

وكذلك لفت إلى المظاهرات المناهضة لقرارات الحكومة الإسرائيلية التي تحصن منصابهم، والتي سميت بـ “الانقلاب الدستوري”، ما يزيد من تشرذم إسرائيل، وبالتالي عدم القدرة على إدراة الصراع، وهنا يأتي دور جهود البيت الأبيض في محاولة لتهدئة التوترات والخلافات الداخلية داخل دولة الاحتلال، وفقًا لأستاذ العلوم السياسية الفلسطيني.

حماية إسرائيل لا الحكومة

قال أيمن الرقب إن الولايات المتحدة لا تهدف إلى حماية الحكومة الإسرائيلية بقدر ما تسعى لحماية إسرائيل، موضحًا أن التوترات داخل إسرائيل من شأنها تهديد أمن الدولة العبرية برمته، بل وتهدد بقاءها.

ولفت إلى ازدياد هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية، مشددًا على أن هذه الاعتداءات من شأنها إجهاض أي محاولة للسلام، وزيادة الأوضاع اشتعالًا بين الجانبين.

ما سبب التصعيد؟

في تعليقه على سبب التصعيد الإسرائيلي، قال الرقب إن إسرائيل تحاول تأجيج الصراع مع الفلسطينيين في محاولة للهروب من الأزمات الداخلية، خاصةً مع زيادة التظاهرات الإسرائيلية ضد الحكومة اليمينية في الآونة الأخيرة.

وحذر  الباحث المتخصص في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من أن المواجهة بين السلطة الفلسطينية من جهة، والحكومة الإسرائيلية اليمينة من جهة أخرى، قد ينتهى بـ”انقضاض كامل على السلطة وإنهائها”.

واستبعد الرقب حدوث ذلك السيناريو، لأنه “ليس في مصلحة أي من الأطراف الإقليمية والدولية، ويهدد بتغير شكل الصراع إلى سيناريو ليست إسرائيل جاهزة للتعامل معه”.

ربما يعجبك أيضا