أسرار لا تعرفها عن وحش الشاشة العربية

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

أُطلق عليه وحش الشاشة العربية وملك الترسو وأبو البنات، إنه العملاق فريد شوقي، الفنان المصري الذي غطت شعبيته مجمل العالم العربي، بل وصلت تركيا، حيث إنه أنتج فيها بعض الأفلام، والمخرجون دائمًا كانوا يخاطبونه بصفته “فريد بك” بالرغم من عدم حصوله على لقب البكوية رسميًا ولكن كدليل على الاحترام، كما عمل مع أكثر من تسعين مخرجًا ومنتجًا.

امتدت حياة النجم الراحل فريد شوقي المهنية، نحو أكثر من 50 عامًا، تألق شوقي فيها، أنتج وكتب سيناريو أكثر من 400 فيلم- بالإضافة إلى المسرح والتلفزيون والسينما.

ميلاده

ولد في يوم 30 يوليو 1920 بحي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة، بينما نشأ في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة، وهذا الحي يتوسط عدة أحياء شعبية قديمة، كأحياء السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وشارع محمد علي وباب الخلق، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم.

الخير والشر

أول أعماله كان فيلم “ملاك الرحمة” عام 1946 مع يوسف وهبي، أمينة رزق، ثم قدم فيلم ملائكة في جهنم عام 1947 إخراج حسن الإمام ثم توالت أعماله بعد ذلك.

ومع بداية الخمسينيات بدأ يغير جلده نوعًا ما ليقدم شكلاَ آخر للبطل بعيدًا عن صورة الشر التي ظل يؤديها طوال الفترة الأولى من مسيرته والأفلام التي أدى فيها أدوارًا صغيرة، كلها تدور في إطار الشر عن طريق رفع الحاجب وتجهم الوجه.

بعد ذلك أصبح البطل الذي يدافع عن الخير في مواجهة الأشرار أمثال محمود المليجي، زكي رستم وتوفيق الدقن وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم “جعلوني مجرمًا” عام 1952 للمخرج عاطف سالم، وهو الفيلم الذي ألغى السابقة الأولى للأحداث وهو من تأليف فريد شوقي ورمسيس نجيب، وقد شارك في كتابة السيناريو والحوار فيه الأديب الكبير صاحب نوبل نجيب محفوظ.

بطولة لآخر العمر

استمر فريد شوقي بطلاً حتى وصل إلى مرحلة الكبر فقدم أفلامًا كان هو نجمها ومنها رجب الوحش عام 1985 لكمال صلاح الدين، سعد اليتيم عام 1985 للمخرج أشرف فهمي، عشماوي 1987 لعلاء محجوب، قلب الليل 1989 للمخرج عاطف الطيب.

وكان آخر أعماله الرجل الشرس 1996 لياسين إسماعيل ياسين قدم فريد شوقي ما يقرب من الـ 300 فيلم إلى جانب أعمال مسرحية وتليفزيونية عديدة، وسافر إلى تركيا بعد النكسة 1967 وقضى هناك فترة زمنية عمل بطلاً ومنتجًا مشتركًا لبعض الأفلام التركية وقدم هناك 15 فيلمًا منها عثمان الجبار، حسن الأناضول.

زيجات وبنات

تزوج خمس مرات، الأولى من ممثلة هاوية وهو في الثامنة عشرة من عمره وكانت تغار عليه كثيرًا، الثانية من محامية أحبها كثيرًا وقال لها إن لم تتزوجه سينتحر ثم تزوج من ممثلة غير معروفة زينب عبد الهادي وأنجب منها منى، ثم النجمة هدى سلطان التي أحبها حتى وفاته رغم الانفصال وأنجب منها المنتجة ناهد، مها وأخيرًا سهير ترك التي ظلت معه حتى وفاته وأنجب منها عبير ورانيا لذلك لقب بأبي البنات، وقد عمل من أبنائه في الفن الفنانة رانيا فريد شوقي والمنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي.

وفاته

حصل على أكثر من 92 جائزة، أبرزها وسام الفنون الذي سلمه له آنذاك الرئيس جمال عبد الناصر.

توفي فريد شوقي في يوم الإثنين 27 يوليو 1998 عن عمر ناهز الـ 78، إثر التهاب رئوي حاد دام لمدة حوالي عامين نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها قبل رحلته مع المرض.

ربما يعجبك أيضا