أسعار الفائدة.. متى يبدأ الفيدرالي الأمريكي خفضها؟

عبدالرحمن طه
متى يبدأ البنك الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة؟

يجتمع البنك الفيدرالي الأمريكي نهاية الشهر الجاري، لبحث مصير أسعار الفائدة، في ظل تباين البيانات الاقتصادية الواردة، مع إشارات العديد من المسؤولين بالبنك الفيدرالي خلال الفترة الأخيرة بقرب موعد خفض الفائدة.

وتستقر أسعار الفائدة الأمريكية عند النطاق 5.25%- 5.50% حاليًا، بعدما أعلن الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على الأسعار دون تغيير للمرة السابعة على التوالي باجتماعه الأخير في يونيو 2024، في انتظار اجتماع البنك الممتد بين يومي 30 و31 يوليو الجاري.

توقعات خفض الفائدة

بحسب أداة “فيدواتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي جروب” اليوم السبت 20 يوليو 2024، يتوقع المستثمرون احتمالية 95.9% لتثبيت أسعار الفائدة في اجتماع يوليو الجاري، مع احتمال بـ4.1% لخفض الفائدة.

في حين تشير التوقعات إلى احتمالية بـ94% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل، مع احتمالية 4.1% لخفض الفائدة بـ50 نقطة أساس، و1.9% لتثبيت الفائدة.

توقعات البنوك الاستثمارية

يتفق بنك “مورجان ستانلي” مع توقعات المتداولين على أداة فيدووتش، مرجحًا بدء أول عملية خفض للفائدة بواقع 25 نقطة أساس في سبتمبر 2024، لكنه يرى 3 تخفيضات بدلًا من التخفيضين المتوقعين من الأسواق.

كما يؤيد سيتي بنك اتجاه الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس ثماني مرات متتالية بدءاً من سبتمبر 2024 حتى يوليو 2025، ما يمثل انخفاضاً بمقدار 200 نقطة أساس عن المستويات الحالية لتهبط إلى النطاق 3.25-3.5%.

في حين لا يتوقع بنك “أوف أمريكا” التخفيض الأول قبل ديسمبر المقبل، بينما يستبعد ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس أيه تخفيضات لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

البيانات هي الأساس

قال الدكتور عاطف وليم أندراوس، الخبير الاقتصادي، عضو الجمعية المصري للاقتصاد السياسي، إن البنك الفيدرالي يتجه لتثبيت أسعار الفائدة عند المستويات الحالية خلال الاجتماع المقبل والمقرر نهاية الشهر الجاري، وذلك بسبب عودة التضخم في الولايات المتحدة للارتفاع مرة أخرى واستقراره عند مستوى 3.5% خلال الفترة الماضية.

كما أوضح الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ«شبكة رؤية الإخبارية» أن موعد بدء خفض الفائدة بالولايات المتحدة يعتمد بالمقام الأول على البيانات الاقتصادية، ويجب رؤية انخفاض حقيقي لمعدلات التضخم حتى يبدأ البنك الفيدرالي بالتفكير في خفض أسعار الفائدة.

عودة التضخم للارتفاع

على صعيد آخر، قال الدكتور عاطف إن الرسوم الجمركية التي سيقرها المرشح الرئاسي دونالد ترامب -في حالة فوزه- والبالغة 10% على السلع المستوردة وزيادتها في حالة السلع الصينية، سوف تؤدي إلى تغذية الأسعار مرة أخرى.

بالرغم من ذلك، أوضح أن هذه الإجراءات الجمركية لن يكون لها تأثير كبير على معدلات التضخم، متوقعًا عدم صعود التضخم مرة أخرى إلى مستويات الـ5% مرة أخرى.

إشارات المسؤولين

ألمح عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي “كريستوفر والر” إلى أن خفض أسعار الفائدة أصبح أمرًا متوقعًا قريبًا، طالما لم تحدث مفاجآت كبيرة في بيانات التضخم والتوظيف، موضحًا أن البيانات الحالية تؤكد تحقيق هبوط ناعم للاقتصاد، مع التركيز على البيانات الاقتصادية الشهرين المقبلين لدعم خفض الفائدة.

في حين أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أنه لن ينتظر حتى يتراجع التضخم إلى مستهدفه البالغ 2% لخفض أسعار الفائدة، مشيرًا إلى فكرة تأخر تأثير السياسة النقدية لفترات طويلة ومتغيرة.

وأوضح “باول” أن صناع السياسات يبحثون فقط عن الثقة في أن التضخم سيعود إلى مستوى 2%، مؤكدًا أن البيانات الأخيرة الجيدة عززت من هذه الثقة، كما استبعد “باول” احتمال سيناريو الهبوط الحاد لاقتصاد الولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا