أسعار المواد الغذائية العالمية ترتفع إلى أعلى مستوياتها بعد الحرب الروسية

آية أحمد

أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو”، يوم الجمعة 7 أبريل 2022، تسجيل أسعار المواد الغذائية “أعلى مستوياتها على الإطلاق” خلال مارس الماضي.

وساعدت الحرب الروسية الأوكرانية في رفع أسعار الحبوب بنسبة 17%، في ظل إغلاق الموانئ ما قيّد صادرات القمح والذرة من أوكرانيا، كذلك تباطأت الصادرات الروسيّة بسبب مشكلات ماليّة ولوجستيّة، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

معدلات قياسية لأسعار الغذاء

ارتفع مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة ليبلغ نحو 159.3 نقطة خلال شهر مارس 2022 مقابل 141.4 في فبراير 2022، في ظل الحرب في أوكرانيا التي تسببت في حالة شديدة من الاضطراب في أسواق الحبوب والزيوت النباتية، وفق وكالة رويترز.

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا تواصل أسعار المواد الأولية الزراعية، مثل “القمح ودوار الشمس والذرة” الارتفاع، وقفزت أسعار الحبوب الأساسية وزيوت الطعام بنحو 13% خلال مارس 2022.

أزمة السلع مستمرة

كشف مؤشر أسعار منظمة الفاو لقياس التطور الشهري في الأسعار الدولية لسلة من المنتجات الغذائية الأساسية، ارتفاع أسعار القمح العالميّة بـ19.7% خلال مارس، في حين سجلت أسعار الذرة زيادة 19.1% على أساس شهري، مسجلةً ارتفاعًا قياسيًّا إلى جانب أسعار الشعير والذرة الرفيعة.

ومرجح أن تستمر الأزمة الروسية الأوكرانية وما يتبعها من ارتفاع في الأسعار وانخفاض المخزونات وعدم اليقين في سوق القمح في المستقبل، وفقًا لرويترز.

معاناة الدول منخفضة الدخل

صرح متحدث باسم منظمة الفاو، بأن الأسعار المرتفعة تثير القلق خاصة بالنسبة للبلدان منخفضة الدخل التي تعاني بالفعل من أزمات أخرى، بما في ذلك الصراع والكوارث الطبيعية والظروف الاقتصادية ونقص الغذاء. وارتفعت أسعار الأغذية المحلية بمقدار 25% في المتوسط، مقارنة بالعام الماضي، ولكنها زادت بنحو 92% في السودان.

وحذرت الفاو من أن بلدان شرق إفريقيا تعتمد اعتمادًا كاملًا على واردات الأسمدة من روسيا وأوكرانيا، وأن الاضطراب يمكن أن يؤثر على الإنتاج المحلي ويدفع أسعار الأغذية إلى مواصلة الارتفاع بنسبة تصل إلى 20% نتيجة للصراع الروسي الأوكراني، وما يتبعه من طفرة في سوء التغذية العالمي، بحسب موقع countercurrents.org.

توقعات الفاو بشأن أسعار المواد الغذائية

من هذا المنطلق، خفضت منظمة الفاو توقعاتها لإنتاج القمح العالمي خلال عام 2022 إلى 784 مليون طن، مقارنة بتوقعاتها السابقة بنحو 790 مليون في مارس 2022، وفق وكالة رويترز، وذلك أخذًا في الحسبان أنه من المحتمل ألا تحصد نحو 20% من المحاصيل الشتوية في أوكرانيا.

وخفضت الفاو توقعاتها لتجارة الحبوب العالمية في العام التسويقي 2021/2022، وكان من المتوقع أن تؤدي زيادة الصادرات من الأرجنتين والهند والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى تعويض بعض الاضطرابات في صادرات البحر الأسود. لكن تقدير إجمالي تجارة الحبوب في عام التسويق 2021/22 بـ 14.6 مليون طن لتبلغ 469 مليون طن.

واردات الاتحاد الأوروبي محل روسيا وأوكرانيا

قدّرت منظمة الفاو المخزونات العالمية المتوقعة من الحبوب في نهاية عام 2021/22 بزيادة قدرها 15 مليون طن إلى نحو 851 مليون طن، ومن المتوقع أن يؤدي انقطاع الصادرات إلى زيادة المخزون الاستراتيجي من الحبوب في كل من أوكرانيا وروسيا. وأفاد رئيس منظمة الفاو، بأن التقلب في أسعار المواد الغذائية يشعر به كل فرد في العالم.

وأضاف: “قد تضطر البلدان التي كانت تعتمد على القمح الروسي والأوكراني إلى التحول إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأستراليا وكندا والأرجنتين للحصول على إمدادات القمح، مبينًا أن عديد من هذه البلدان في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فيشكّل القمح في كثير من الأحيان ما يصل إلى 35% من الوجبات الغذائية، ويأتي عبر واردات من منطقة البحر الأسود”.

ربما يعجبك أيضا