أشادت بها أوكرانيا وأنكرتها تركيا.. ماذا لو أغلقت أنقرة مضيقي البوسفور و الدردنيل؟

غرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن تركيا ستوقف مرور السفن الحربية الروسية من مضيق الدردنيل والبوسفور، اللذين يربطان البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط، وقدم شكره للشعب التركي.
في المقابل ردت روسيا بأنها لم تتلقَّ أي إخطار رسميّ من تركيا بتلك الخطوة، التي تعني تطورًا كبيرًا في الأزمة الأوكرانية، وفق عسكريين، لاعتبارات جغرافية في حسابات الحرب، لكن هل قررت تركيا حقًّا غلق المعبرين؟ وما مدى اتفاق قرار كهذا مع القوانين والمعاهدات التي تجمع أطراف الموقف؟ وماذا الذي يمكن أن تتجنبه أوكرانيا بهذا القرار من التحركات العسكرية الروسية؟

أوكرانيا تعلن حظرًا تركيًا على البحر الأسود

في تغريدة على تويتر, قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن تركيا ستوقف السفن الحربية الروسية عبر مضيق الدردنيل والبوسفور اللذين يربطان البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط، في تطور جديد من تطورات الأزمة الأوكرانية.

 

و قال زيلينيسكي اليوم السبت إن تركيا تعهدت بتقديم دعم عسكري وإنساني لأوكرانيا و تقدم بالشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصفه بالصديق، وتقدم بالشكر للشعب التركي، قائلاً إن الشعب الأوكراني لن ينسى هذا الموقف.

نفي تركي وروسي لإغلاق الدردنيل والبوسفور

نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء، عن السفارة الروسية في تركيا، قولها إن روسيا لم تتلق أي إخطار رسمي من تركيا بشأن إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية الروسية. وقال مسؤول تركي مطلع، لرويترز إن بلاده لم تتخذ قرارا بهذا الشأن.

وفي وقت سابق قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية إن أنقرة لا تستطيع تلبية الطلب الأوكراني بمنع السفن الحربية الروسية من الوصول إلى البحر الأسود، موضحًا أن “لروسيا الحق بموجب اتفاقية مونترو لعام 1936، في إعادة السفن إلى قواعدها الأصلية، وهي البحر الأسود في هذه الحالة”.

هجوم برمائي روسي في أوكرانيا

قال مسؤول دفاعي أمريكي إن هجومًا برمائيًا روسيًا جارياً في أوكرانيا، دفع بالآلاف من مشاة البحرية الروسية من بحر آزوف إلى اليابسة غرب مدينة ماريوبول الساحلية. ورأى المسؤول الأمريكي في تصريحات لموقع “ديفينس نيوز“، أن ذلك سيناريو كانت روسيا تضع الأساس له منذ سنوات.

وأوضح تتدرب أوكرانيا للدفاع ضد مثل هذا الحدث منذ أن تم تدمير أسطولها البحري في العام 2014، بعد أن استولت روسيا على شبه الجزيرة التي تفصل بحر آزوف عن البحر الأسود الأكبر. وقال” لكن هجومًا من البحر كان شيئًا أوكرانيا معرضة له بشكل خاص – حتى لو اعتمدت القوات الروسية حتى الآن بشكل أساسي على إرسال قوات برية عبر الحدود لمهاجمة المدن الأوكرانية”.

ميزة نسبية لروسيا في البحر الأسود

بحسب المسؤول العسكري،  فالبحر الأسود مسطح مائي مناسب تمامًا لمهاجمة أوكرانيا بحراً، موضحًا أن الميزة النسبية التي يتمتع بها بوتين في البحر الأسود أن سفنه يمكنها أن تأتي وتذهب كما يحلو لها،بينما لدى قلة من القوات البحرية الأخرى الحق أو القدرة على فعل ذلك.

ويشير موقع “ديفينس نيوز” إلى أن الممر المائي يحيط به تركيا وبلغاريا ورومانيا وأوكرانيا وجورجيا وروسيا – 3 أعضاء في الناتو، 2 يرغبان في الانضمام إلى الحلف، وأوكرانيا البلد الذي تدور فيه العملية العسكرية حاليًا.

نقطة ضعف أوكرانية

يضيف الموقع العسكري أنه يوجد طريقة واحدة فقط للدخول إلى البحر الأسود والخروج منه. ترسل روسيا سفنها وغواصاتها بانتظام داخل وخارج البحر، وتدفع القوات هناك أو ترسل أسطولها من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط لتنفيذ عمليات محلية. أما أوكرانيا، على عكس روسيا، ليس لديها أساطيل أخرى في مكان آخر، لذلك لا يمكن إرسال دعم بحري من خارج البحر الأسود.

وكانت شبه جزيرة القرم، الواقعة في الجزء الشمالي من البحر، تضم في السابق المركز الرئيسي للقوة البحرية الأوكرانية. ويرى المسؤول أن ضم روسيا القرم تسبب في العديد من التحديات:” أولاً كان هناك حوالي ثلاثة أرباع الأسطول البحري الأوكراني متمركزًا هناك في قاعدة سيفاستوبول البحرية، واستولت روسيا على السفن وساحات الإصلاح والمروحيات هناك”.

روسيا تطرد أوكرانيا من بحر آزوف

منح ضم القرم روسيا السيطرة على جانبي مضيق كيرتش، الذي يمتد من البحر الأسود إلى بحر آزوف. لا تزال أوكرانيا لديها مطالبات قانونية في بحر آزوف وتسيطر على الكثير من الشواطئ الشمالية الغربية للبحر. لكن روسيا تسيطر على الأرض على الجانبين الشرقي والغربي للمضيق، ما يسهل على الكرملين مضايقة السفن الأوكرانية في المنطقة أو منعها أو احتجازها كرهائن.

أدى ذلك إلى تعقيد المطالبات بالمياه الإقليمية داخل البحر الأسود، بحسب الموقع الأمريكي الذي أوضح أن شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا، تقع في المياه التي كانت لولا ذلك ستكون مياهًا إقليمية أوكرانية بشكل واضح في ظل ظروف أخرى.

 الحسابات المعقدة لموقف تركيا

بحسب قواعد اتفاقية مونترو بشأن مضيق البوسفور والدردنيل، اللذين يربطان البحر المتوسط ​​بالبحر الأسود، تتمتع البلدان الواقعة على البحر الأسود بوصول غير محدود. قد ترسل الدول غير المقيمة سفنًا لفترات قصيرة فقط وتكون مقيدة بحجم السفينة. لذا على الرغم من أن الناتو لا يتدخل عسكريًا نيابة عن أوكرانيا، فإن البحر الأسود كان دائمًا نقطة ضعف بالنسبة لأوكرانيا، بحسب “ديفينس نيوز”.

ويوضح تقرير الموقع أن تركيا لديها سلطة إغلاق المضائق بموجب المبادئ المنصوص عليها في الاتفاقية. ومع ذلك، هناك بعض القضايا السياسية التي تؤثر على قراراتها، مشيرًا إلى أن أنقرة تولي أهمية كبيرة للاتفاقية وطالما نفذت قواعدها بعناية لأنها تعتبرها مكونًا مهمًا لأمن واستقرار البحر الأسود.

تأثير ضئيل على موسكو خطير لأنقرة

يرى الموقع العسكري في تقريره أنه من المحتمل أن يكون لإغلاق المضائق تأثير ضئيل على القدرات الروسية في البحر الأسود، لكنه يعرض تركيا لخطر الانتقام، مشيرًا إلى تصريح وزير الخارجية التركي فيب وقت سابق بأن بلاده لا تستطيع منع السفن الروسية من الوصول إلى البحر الأسود بسبب بند في القواعد يسمح للسفن بالعودة إلى قاعدتها الأصلية.

ويمكن القول إن تركيا لديها سلطة إغلاق المضيق بموجب المبادئ المبينة في الاتفاقية. ومع ذلك، هناك بعض التحديات السياسية.  ونتيجة لذلك، إذا وافقت تركيا على طلب أوكرانيا، يمكن لروسيا أن تقدم طلبات خاصة بها، أو حتى تتهم تركيا بخرق حيادها والرد.

ما الميزات التي تمنحها الاتفاقية لروسيا؟

بحسب ديفينس نيوز، تضيف الاتفاقية ميزة لروسيا، لأنها تحظر مرور حاملات الطائرات والغواصات التابعة لدول غير دول البحر الأسود,، ويُسمح فقط للغواصات القادمة من الدول المجاورة أو المشاطئة بالمرور عبر المضائق، إما للانضمام إلى قاعدتها في البحر الأسود للمرة الأولى بعد البناء أو الشراء، أو لإصلاحها في أحواض بناء السفن خارج البحر الأسود.

وتحدد اتفاقية مونترو أيضًا القوة البحرية للدول غير المشاطئة في البحر الأسود، من حيث مدة الانتشار، وحمولة الأسطول، علاوة على ذلك، لا يُسمح للسفن الحربية من الدول غير المشاطئة بالبقاء في البحر الأسود لأكثر من 21 يومًا. لكن تحتفظ تركيا بالحق في إغلاق المضيق أمام السفن الحربية من الدول المتحاربة في حالة نشوب حرب أو تهديد بالحرب. وفق المادة 19 من المعاهدة.

لماذا أوكرانيا في وضع غير موات؟

أوكرانيا في وضع غير مواتٍ كبير وتهديد كبير في الوقت الحالي، من حيث صلتها بالبحر الأسود، بحسب الموقع العسكري الأمريكي، الذي أوضح أن كييف تفتقر إلى القوة النارية للاشتباك مع الأسطول الروسي بأي طريقة ذات معنى.

و أشار إلى أنه على الرغم من أن بوتين لم يعلن عن نواياه النهائية، فإنه دفع بالفعل القوات من القرم إلى بلدة خيرسون الأوكرانية، دفع أيضًا القوات من بحر آزوف نحو ماريوبول – ومن هناك “يحتاج الروس إلى مجرد دفع قصير شمالًا للتواصل مع القوات الروسية والمقاتلين المدعومين من روسيا في دونيتسك ولوهانسك”

 

ربما يعجبك أيضا