أصوات نورانية| الشيخ عبدالعظيم زاهر.. «مزمار آل داوود» الذي يريح النفس

محمود طلعت
الشيخ عبدالعظيم زاهر

الشيخ عبدالعظيم زاهر حفظ كتاب الله مبكرًا وعمره لم يتجاوز الثامنة، ووصفه الشيخ أبوالعينين شعيشع بأنه "مزمار من مزامير داوود".


تستعرض “شبكة رؤية الإخبارية”، في سلسلتها “أصوات نورانية” على مدار شهر رمضان، قراء القرآن والإنشاد الديني الذين حباهم الله أصواتًا ملائكية عذبة ليطربوا الآذان ويسحروا القلوب.

في الحلقة الـ13 من السلسلة نسلط الضوء على الشيخ عبدالعظيم زاهر، أحد أعمدة تلاوة القرآن الكريم في مصر والوطن العربي، والذي وصفه الشيخ أبو العينين شعيشع بأنه “مزمار من مزامير آل داوود” لقوة أدائه وعذوبة صوته.

المولد والنشأة

ولد الشيخ عبدالعظيم في 22 فبراير عام 1904 ميلاديًا، بقرية “مجول” بمحافظة القليوبية، وأتم حفظ كتاب الله عز وجل في سن صغير وعمره لم يتجاوز الثامنة.

وجد والده الفرصة مواتية لتعليم نجله فنون القراءات، فألحقه بمعهد القراءات بالقاهرة، وتتلمذ على يد الشيخين خليل الجنايني وحنفي السقا.

الالتحاق بالإذاعة.. والمقاطعة

التحق الشيخ عبدالعظيم زاهر بالإذاعة المصرية عام 1936، واختير قارئًا بمسجد محمد على قبل ثورة يوليو 1952، وانتقل بعدها لمسجد صلاح الدين. وجذب صوته عشاق القرآن الكريم، فأطلق مدير الإذاعة آنذاك محمد سعيد باشا لطفي عليه “الصوت الذهبي”، وقدمه الإذاعي محمد فتحي ليقرأ على الهواء مباشرة بهذا اللقب.

اختلف الشيخ زاهر مع الإذاعة بعد نشوب خلاف مع مدير الإذاعة الإنجليزي فقاطعها، وتضامن معه الشيخ محمد رفعت وأعلن هو الآخر مقاطعة الإذاعة، ومع مطالبات الجمهور بعودتهما رضخت الإدارة الإنجليزية لطلباتهما.

زاهر ورفعت.. علاقة قوية

ربطت الشيخ عبدالعظيم زاهر علاقة قوية ووثيقة بالشيخ محمد رفعت، فكان كل منهما يحرص على سماع الآخر، وكان الشيخان يتبادلان طعام الإفطار سويًا في رمضان، فإذا كانت التلاوة للشيخ زاهر، خرج بعد المغرب قاصدًا منزل الشيخ رفعت بدرب الجماميز، ليتناول معه الإفطار، وإذا كانت التلاوة للشيخ رفعت، خرج بعدها إلى منزل الشيخ زاهر بحلمية الزيتون.

إتقان وإبداع متواصل

كان الشيخ زاهر يستطيع التلاوة بنفس القدر من الإتقان والإبداع لمدة 5 ساعات متواصلة، واختير ليقرأ القرآن الكريم بمسجد محمد على بالقاهرة واستمر حتى ثورة يوليو عام 1952. وقال عنه الشيخ على محمود: “لم يخطئ قط وكان حافظًا جيدًا للقرآن الكريم”،

يقول عنه الكاتب الصحفي الراحل محمود السعدني في كتابه ألحان السماء: “الشيخ عبد العظيم زاهر صاحب صوت مقتدر على الأداء الممتاز في جميع المقامات.. كان نسيجًا وحده، لم يقلد أحدًا، ومن الصعب تقليده، وصوته علامة من علامات رمضان كما صوت الشيخ محمد رفعت”.

المرض والوفاة.. ثم التكريم

في عام 1967 أصيب الشيخ زاهر بانفصال في الشبكية، وأجرى عملية جراحية، ثم أصيب بمرض الصفراء في العام التالي. وبعد سنوات قليلة صعدت روحه الطاهرة إلى السماء ليوارى الثرى في 5 يناير 1971. وبعد وفاته منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في مصر في احتفال ليلة القدر سنة 1991.

ربما يعجبك أيضا